منذ أن وقع كيليان مبابي عقده مع ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، كانت هناك توقعات كبيرة حول دوره في الفريق، حيث تم تصويره خليفة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي قاد الفريق لسنوات طويلة وحقق العديد من الألقاب المحلية والدولية. ومع ذلك، فإن رحلة مبابي في ريال مدريد حتى الآن تسير في اتجاه معاكس لما كان يأمله عشاق النادي الذين كانوا ينتظرون منه أن يكون الجناح المهاجم الذي يعيد للأذهان تألق “الدون” ويكمل إرثه.
الوعود الكبيرة في ظل رحيل رونالدو
كان كريستيانو رونالدو أحد أبرز اللاعبين في تاريخ ريال مدريد، حيث نجح في أن يقود الفريق لتحقيق العديد من الألقاب الكبيرة، وأصبح الهداف التاريخي للنادي بأهداف تخطت عدد المباريات التي لعبها. فاز مع الفريق بدوري أبطال أوروبا 4 مرات، من بينها 3 مرات متتالية، كما توج بعدد من الألقاب المحلية الهامة، مما جعله أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
مع رحيل رونالدو عن النادي وانتقاله إلى يوفنتوس في 2018، بدأ ريال مدريد البحث عن لاعب يمكنه ملء الفراغ الذي تركه النجم البرتغالي، وتوجيه الفريق إلى آفاق جديدة. ومع تحركات السوق الصيفي 2023، أصبح كيليان مبابي، المهاجم الفرنسي المتألق مع باريس سان جيرمان، الهدف الأبرز للفريق الإسباني.
جماهير ريال مدريد: انتظار خليفة رونالدو
جماهير ريال مدريد كانت وما زالت تتذكر بفخر إنجازات كريستيانو رونالدو، وهو ما يخلق تحديًا كبيرًا لأي لاعب يأتي بعده. ومع ظهور جود بيلينجهام، الذي أصبح أحد الركائز الأساسية في الفريق، استمرت الجماهير في التطلع إلى تعزيز الهجوم بلاعب مثل مبابي، الذي يُعتبر واحدًا من أفضل المهاجمين في العالم.
لكن مع بداية مبابي في ريال مدريد، وجدنا أن مسار الأمور يسير في اتجاه مختلف. على الرغم من تألقه في بعض المباريات، إلا أن اللاعب الفرنسي لم يُظهر حتى الآن المستوى المأمول الذي يتناسب مع مكانة الفريق.
مبابي في ريال مدريد: تأثير محدود وتحديات مستمرة
في الوقت الذي يُنتظر فيه من مبابي أن يكون اللاعب الحاسم الذي يُعيد لريال مدريد ألقابه الأوروبية والمحلية، فإن بداية مسيرته مع الفريق لا تُظهر حتى الآن تلك القوة الهجومية التي كانت تُميز كريستيانو. صحيح أن مبابي يُعتبر لاعبًا شابًا، وتنتظره سنوات من التألق، لكنه لا يزال بحاجة إلى إثبات نفسه على أكبر المستويات، خاصة في دوري أبطال أوروبا.
مقارنة مع رونالدو: حيث كان وكما هو الآن
منذ وصوله إلى ريال مدريد في 2009، لم يتأخر كريستيانو رونالدو في فرض نفسه على الساحة. في أول موسم له مع الفريق، سجل 33 هدفًا في الدوري الإسباني، ثم استمر في تقديم مستويات غير مسبوقة. أصبح “الدون” في موسم 2014 الهداف التاريخي للنادي، وهو اللقب الذي حافظ عليه حتى بعد مغادرته الفريق.
مقارنة بهذا الإرث الكبير، فإن مبابي لا يزال في مرحلة مبكرة مع ريال مدريد. بينما يملك الفرنسي القدرات التي تجعله أحد أفضل اللاعبين في العالم، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة في التأقلم مع الأسلوب التكتيكي المتطور لريال مدريد.
أسباب الانتقادات: هل فقد مبابي بريقه؟
إحدى الأسباب التي تثير الانتقادات تجاه مبابي تتعلق بجعل فريقه في باريس سان جيرمان مركزًا رئيسيًا للمشروعات الهجومية. في سان جيرمان، كان اللاعب الفرنسي هو المهاجم الأوحد الذي يتحمل عبء تسجيل الأهداف وقيادة الفريق في المباريات الكبرى. في ريال مدريد، يختلف الأمر، حيث يتوزع العبء الهجومي على مجموعة من اللاعبين المميزين مثل فينيسيوس جونيور وبيلينجهام، ما يعني أن دور مبابي يحتاج إلى التكيف مع نظام الفريق الجماعي.
مستقبل مبابي مع ريال مدريد: هل يمكنه تكرار إنجازات رونالدو؟
إذا كانت جماهير ريال مدريد تأمل في أن يُكمل كيليان مبابي مسيرة كريستيانو رونالدو في النادي، فإنه لا يزال بحاجة إلى وقت كي يتأقلم مع ظروف الفريق. التوقعات المرتفعة يمكن أن تكون بمثابة تحدٍ حقيقي له، ولكنه إذا تمكن من اكتساب الثقة وتحقيق النجاح في المباريات الكبيرة، فقد يُعيد الفريق إلى منصات التتويج.