
تحدث مارك فوتا، المدرب الهولندي السابق لفريق الإسماعيلي، عن حقيقة عرض تدريب الفريق الذي تلقاه خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وأوضح العديد من الجوانب المتعلقة بالإدارة الحالية للفريق وأسباب عدم تعيينه مدربًا للدراويش في تلك الفترة. في الوقت نفسه، أشار إلى المشاكل الإدارية التي يعاني منها النادي وأكد أن الفريق يحتاج إلى قيادة قوية تساهم في اتخاذ القرارات المصيرية بشكل أكثر فاعلية.
تفاصيل عرض تدريب الإسماعيلي ورفضه من قبل الإدارة
قال مارك فوتا، في تصريحات عبر برنامج “ستاد المحور” الذي يقدمه الإعلامي خالد الغندور، إنه كان على تواصل مع نصر أبو الحسن، الرئيس الأسبق للنادي، منذ نحو ستة أشهر، عندما كان نادي الإسماعيلي يبحث عن مدرب جديد في تلك الفترة بعد رحيل المدرب السابق. وأوضح فوتا أن العديد من المسؤولين في مجلس إدارة النادي كانوا قد تواصلوا معه وكانوا يرغبون في التعاقد معه، ولكن في النهاية كان هناك تفضيل من قبل الإدارة للتعاقد مع مدرب محلي.
وأكد فوتا أن حلمي طولان كان أحد الأسماء التي كانت مطروحة في ذلك الوقت بجانب المدرب الهولندي، لكن إدارة النادي في النهاية اختارت التعاقد مع مدرب محلي بعد النقاشات الكثيرة التي دارت بين أعضاء المجلس. وأضاف: “كنت على استعداد للمجيء وتدريب الفريق، لكن مجلس الإدارة قرر اختيار مدرب آخر. هناك مشكلة كبيرة في الإسماعيلي، وهي غياب القائد القوي الذي يمكنه اتخاذ القرار الحاسم في هذه الأمور”.
إدارة الإسماعيلي وغياب القرار الحاسم
استعرض فوتا الأسباب التي جعلت التعاقد معه يتأجل، حيث أشار إلى أنه في كثير من الأحيان يكون هناك تعدد في الأطراف المتخذة للقرارات داخل الإسماعيلي، ما يخلق حالة من التشويش الإداري ويؤثر سلبًا على استقرار الفريق، مؤكدًا أن النادي يعاني من غياب القيادة القوية القادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لا تقبل التردد. وأكد أن هذا الأمر يؤثر على اختيار المدربين وعلى توجهات الفريق بشكل عام، وهو ما أضعف قدرة الفريق على اتخاذ قرارات سليمة فيما يخص الاستراتيجية والتعاقدات.
وأشار إلى أن إدارة الفريق يجب أن تضع في اعتبارها أهمية وجود رؤية واضحة وتنسيق جيد بين أعضاء المجلس من أجل اتخاذ القرارات المهمة المتعلقة بمستقبل الفريق ومدربه. وأضاف: “لا يمكن أن يتم اتخاذ قرار بشأن المدرب وأمور الفريق من خلال آراء متعددة دون أن يكون هناك قائد واحد يمكنه حسم هذا القرار. يجب أن تكون هناك قيادة قوية قادرة على تحقيق الاستقرار في النادي.”
مدرب الإسماعيلي الحالي وأداء الفريق
ورغم انتقاده لغياب القيادة الإدارية، أكد فوتا أنه متفهم لظروف المدرب المصري الحالي الذي يدير الفريق، حيث أشار إلى أن المدرب يبذل كل جهد ممكن لقيادة الفريق إلى موسم جيد، رغم التحديات التي يواجهها. وأضاف فوتا: “أنا متأكد من أن المدرب الحالي يبذل قصارى جهده لتحسين أداء الفريق وتحقيق النجاح، رغم الصعوبات التي يواجهها في ظل غياب الاستقرار الإداري.”
ذكريات فوتا مع الدوري المصري وأول انتصار مع الإسماعيلي
وفي ختام حديثه، استرجع فوتا ذكرياته في الدوري المصري، حيث قال إنه لا يمكنه نسيان أول مباراة له مع الإسماعيلي في موسم 2006-2007 ضد غزل المحلة، التي تمثل له واحدة من أفضل الذكريات في مسيرته التدريبية. وأضاف: “أتذكر جيدًا كيف كانت جماهير المحلة متعصبة للغاية في تلك المباراة، لكن بعد أن أجريت بعض التغييرات التكتيكية، أحرزنا هدفين عن طريق اللاعبين عمر جمال وأحمد كامل، ليحقق الفريق فوزًا 2-1، وهي أول مباراة خارج أرضنا حققنا فيها فوزًا مهمًا. كانت بداية جيدة للغاية للفريق في هذا الموسم.”
التحديات التي يواجهها الإسماعيلي
أكد فوتا أن نادي الإسماعيلي يحتاج إلى إعادة هيكلة داخل النادي، مشيرًا إلى أن النادي يجب أن يعمل على استقرار الإداري وتحقيق التنسيق الجيد بين مختلف الأطراف من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة التي تصب في مصلحة الفريق. وأضاف: “الإسماعيلي يحتاج إلى قائد قوي في المجلس لكي يتمكن من اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت المناسب. يجب أن نتذكر أن الاستقرار الإداري أساس لتحقيق النجاح الرياضي، وإذا استمر الوضع الحالي، فإن النادي قد يواجه صعوبات إضافية في المستقبل”.
خاتمة
ختامًا، أوضح مارك فوتا أن تجربة العمل في الدوري المصري كانت تجربة غنية، وأشار إلى أن الإسماعيلي يمكنه العودة إلى المنافسة بقوة في حال تم تحقيق الاستقرار الإداري داخل النادي. وأكد على ضرورة أن يكون هناك تعاون وثيق بين جميع الأطراف المعنية داخل النادي لضمان استمرار النجاحات التي حققها الفريق في فترات سابقة.