في خطوة صارمة، قرر نادي لاتسيو الإيطالي إنهاء تعاقده مع الرجل المسؤول عن تدريب وتحليق النسر الشهير “أوليمبيا”، الذي يُعد رمزاً تاريخياً للنادي، وذلك بعد فضيحة مدوية أثارت الجدل في أوساط الجماهير والصحافة الرياضية.
قرار حاسم: إقالة برنابي بسبب صورة مسيئة
أعلنت إدارة لاتسيو في بيان رسمي إنهاء علاقتها بـخوان برنابي، الرجل المكلف بتدريب النسر “أوليمبيا” وتحليقه فوق الملعب قبل المباريات. جاء هذا القرار عقب انتشار منشور مثير للجدل على حساب برنابي الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قيل إنه نشر صورة غير لائقة تتعلق بقضيبه الاصطناعي.
أوضحت إدارة النادي أن هذا التصرف لا يتماشى مع قيم النادي ومبادئه، مؤكدة أنه “أصبح من المستحيل ربط رمزنا التاريخي بمثل هذا الفرد.”
أوليمبيا: رمز لاتسيو الذي يعشقه الجماهير
يُعتبر النسر “أوليمبيا” واحداً من أهم الرموز التاريخية لنادي لاتسيو. تم تبني النسر ذو الرأس الأبيض كجزء من هوية النادي منذ عام 2010، حيث أصبح تحليقه فوق الملعب الأوليمبي في روما قبل كل مباراة مشهداً احتفالياً ينتظره عشاق الفريق بفارغ الصبر.
تحليق أوليمبيا قبل المباريات يُعد لحظة رمزية تعكس الكبرياء والفخر لدى جماهير النادي، وهو تقليد يربط بين تاريخ النادي وحاضره.
برنابي: مسيرة جدلية تلاحق “صقار النسر”
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول خوان برنابي. ففي عام 2021، تم إيقافه مؤقتاً من قبل إدارة النادي بعد أن ظهر في مقطع فيديو داخل الملعب وهو يهتف تأييداً للديكتاتور الإيطالي السابق بينيتو موسوليني.
هذا السلوك أثار موجة غضب واسعة بين جماهير النادي وخارجه، لا سيما أن لاتسيو يواجه باستمرار اتهامات بشأن ارتباط بعض أنصاره بجماعات اليمين المتطرف.
رغم ذلك، عاد برنابي لاستئناف مهامه بعد تلك الواقعة، لكن الفضيحة الأخيرة المتعلقة بالصورة الإباحية وضعت حداً نهائياً لعلاقته بالنادي.
خيبة أمل الجماهير: غياب النسر عن المباريات
قرار إقالة برنابي جاء مصحوباً بخيبة أمل كبيرة لدى جماهير لاتسيو، التي تعتبر النسر “أوليمبيا” جزءاً لا يتجزأ من تجربة المباريات على أرض الملعب.
وقالت إدارة النادي في بيانها: “ندرك أن الجماهير ستشعر بالإحباط بسبب غياب النسر عن المباريات المقبلة، لكننا نؤكد أن اتخاذ هذا القرار كان ضرورياً لحماية صورة النادي ورموزه التاريخية.”
أداء لاتسيو في الموسم الحالي
على صعيد الأداء الرياضي، يحتل لاتسيو حالياً المركز الرابع في الدوري الإيطالي بعد مرور 20 جولة، حيث جمع الفريق 36 نقطة، متأخراً بفارق 11 نقطة عن المتصدر إنتر ميلان.
وفي الوقت نفسه، يترقب الفريق مواجهة نارية ضد إنتر في الدور ربع النهائي من كأس إيطاليا، وهي مباراة حاسمة يسعى لاتسيو للفوز بها للحفاظ على آماله في تحقيق لقب محلي هذا الموسم.
رمزية النسر ودلالاته التاريخية
اختيار النسر كشعار للنادي لم يكن اعتباطياً، بل يحمل دلالات تاريخية عميقة. يُرمز النسر للقوة والعظمة، وهو شعار مستوحى من الإمبراطورية الرومانية القديمة التي لطالما ارتبطت بمدينة روما.
هذا الرمز أصبح جزءاً من هوية لاتسيو، ويتوقع أن تتخذ الإدارة خطوات عاجلة لإيجاد بديل يحافظ على استمرارية هذا التقليد العريق في المباريات المقبلة.
هل يعيد لاتسيو ترميم الصورة؟
رغم الجدل، أثبت نادي لاتسيو التزامه بالمبادئ والقيم التي يُمثلها النسر “أوليمبيا”. القرار الصارم بإنهاء تعاقد برنابي يبعث برسالة واضحة بأن النادي لا يتهاون مع أي سلوك يسيء إلى صورته أو رموزه.
الآن، يبقى السؤال: هل ينجح لاتسيو في إيجاد مدرب جديد للنسر يُعيد إحياء هذا التقليد المميز ويحافظ على الرابط القوي بين الجماهير وشعار الفريق؟
ختاماً: دروس مستفادة من أزمة برنابي
قضية إقالة برنابي تبرز أهمية التزام الأفراد الذين يمثلون الأندية الرياضية بقيم ومبادئ المؤسسة التي يعملون فيها. لاتسيو اختار حماية سمعته ورموزه على حساب خسارة شخصية مثيرة للجدل، ليؤكد أن الرياضة ليست مجرد أداء في الملعب، بل هي انعكاس للهوية والقيم.
الجماهير ستبقى بانتظار عودة النسر “أوليمبيا”، رمز الكبرياء والفخر، إلى التحليق فوق الملعب الأوليمبي، ليعيد اللحظات التي طالما أشعلت حماسة المدرجات وارتبطت بتاريخ النادي.