تتوالى التحديات أمام المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج “خليجي 26” بالكويت، ولكن بين كل تلك الظروف، لا يزال الأمل قائمًا في تحفيز لاعبي الأخضر على استعادة قوتهم والانتصار في المباريات القادمة. ورغم البداية غير المثالية التي شهدت خسارة المنتخب أمام البحرين في الجولة الأولى، إلا أن هناك العديد من اللاعبين الذين يحملون تحديات فردية قد تكون هي المفتاح لإعادة الفريق إلى مسار الفوز واستعادة اللقب.
على الرغم من أن بعض الأصوات تواصل التشكيك في قيمة البطولة الخليجية، واعتبارها “ودّية” أو حتى “غير هامة” بحكم عدم إدراجها في أجندة الفيفا، إلا أن واقع المنافسة يفرض نفسه بقوة. ولعل ما يعزز هذا الواقع هو التحديات الفردية التي سيخوضها اللاعبون داخل أرض الملعب، بما يعكس رغبتهم في إثبات جدارتهم. بين من يسعى لإثبات أحقيته في قيادة الأخضر، ومن يهدف لتحدي منتقديه، هناك الكثير من القصص المثيرة التي قد تنقلب معها نتائج خليجي 26 لصالح منتخب المملكة.
سالم الدوسري: “أستحق لقب الأسطورة، ولست خائنًا!”
يُعد سالم الدوسري، قائد المنتخب السعودي ونجم الهلال، أحد أبرز اللاعبين الذين سيحملون تحديًا فرديًا قويًا في البطولة. ففي السنوات الأخيرة، تعرض الدوسري لانتقادات حادة، حيث شكك الكثيرون في أحقية لقب “أسطورة الكرة السعودية” بالنسبة له، وذهب بعضهم إلى حد التشكيك في وطنيته وأدائه مع المنتخب، خاصةً في ظل تذبذب مستواه بين الهلال والمنتخب. لكن رغم ذلك، يصر الدوسري على التألق في خليجي 26، حيث ظهر بأداء قوي أمام البحرين، متطلعًا إلى استعادة ثقة الجماهير وإثبات جدارته بلقب “أسطورة” الكرة السعودية.
هيرفي رينارد: “الثالثة ثابتة!”
المدرب الفرنسي هيرفي رينارد يواجه تحديًا خاصًا في خليجي 26، إذ يسعى لتحقيق النجاح بعد فشله في النسختين السابقتين. رينارد يقود المنتخب السعودي في ثاني ولاية له، ويطمح للثأر من خيباته في نسختي 2019 و2023، حيث وصل إلى النهائي في الأولى وخسر أمام البحرين، بينما ودع الثانية من الدور الأول. مع بداية ضعيفة بخسارة أمام البحرين، يدخل رينارد البطولة متطلعًا لإثبات جدارته بالعودة إلى تدريب الأخضر، وإثبات قدرته على قيادة الفريق نحو التتويج.
سلطان الغنام: “إحراج مانشيني هدفي”
يواجه سلطان الغنام، الظهير الأيمن لنادي النصر، تحديًا فرديًا جديدًا في خليجي 26 بعد أن تجاهله المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في فترات عديدة، حتى في غياب اللاعب الأساسي سعود عبدالحميد. ورغم أدائه الرائع مع النصر في الدوري السعودي، إلا أن مانشيني لم يقتنع بقدراته في المنتخب، مما دفع الغنام للتأكيد على قدرته على إقناع الجميع في البطولة الخليجية. وإذا استطاع الغنام التألق مع الأخضر، ستكون هذه فرصة له لإظهار جدارته بالحضور الأساسي في التشكيلة المقبلة.
نواف العقيدي: “الاحتراف الأوروبي هدف بعيد المنال”
يبحث حارس مرمى النصر الشاب نواف العقيدي عن إثبات نفسه مجددًا بعد فترة من التوقف بسبب التمرد على المنتخب السعودي في كأس آسيا 2023. العقيدي يسعى للعودة إلى التشكيلة الأساسية للنصر، لكن حلمه الأكبر يبقى في الاحتراف الأوروبي. ورغم التحديات التي واجهها مؤخرًا، يراهن العقيدي على خليجي 26 لإثبات إخلاصه للمنتخب السعودي ولحجز مكانه في التشكيلة الأساسية في المستقبل.
علي البليهي ومحمد كنو: “إجبار الهلال على الرضوخ”
يبدو أن ثنائي الهلال علي البليهي ومحمد كنو قد دخلا في تحدٍ مزدوج، ليس فقط من أجل التألق مع المنتخب، ولكن أيضًا لإثبات أحقية تجديد عقودهما مع الزعيم. البليهي يعاني من حملة نقد واسعة من جماهير الهلال بسبب تراجع مستواه، بينما كنو يواجه صعوبة في الحصول على فرصة المشاركة بشكل أساسي مع فريقه. ولذلك، فإن فرصتهما في خليجي 26 قد تكون الفرصة الأخيرة لإثبات أن بإمكانهما أن يكونا جزءًا أساسيًا من الهلال، أو ربما الانتقال إلى مكان آخر.
مصعب الجوير: “أنا خليفة سلمان الفرج الحقيقي!”
في غياب سلمان الفرج، لاعب وسط الهلال المصاب، يبرز مصعب الجوير كأحد أبرز الأسماء القادرة على ملء الفراغ. الجوير، الذي تألق مع الشباب هذا الموسم، اختاره المدرب هيرفي رينارد ليكون أساسياً في المباراة أمام البحرين، حيث أحرز هدفاً رائعاً. الجوير يسعى في خليجي 26 لإثبات قدرته على تعويض غياب الفرج، وإذا نجح في ذلك، قد يصبح الخيار الأول في خط الوسط السعودي مستقبلاً.
ياسر الشهراني: “أنا ذهب لا يصدأ!”
يعتبر ياسر الشهراني من أبرز اللاعبين الذين فرضوا أنفسهم على تشكيل المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة، وذلك رغم تراجع فرصه في التشكيل الأساسي مع الهلال. الشهراني، الذي يبلغ من العمر 32 عامًا، لا يزال يحتفظ بمكانته في المنتخب السعودي ويأمل في خليجي 26 لإثبات أنه “ذهب لا يصدأ”، وأنه قادر على تقديم أفضل أداء رغم مرور السنوات.
عبدالله رديف: “الهجوم السعودي في أمان”
بعد إصابة فراس البريكان واستبعاد صالح الشهري، يصبح عبدالله رديف، مهاجم الاتفاق، هو الخيار الأبرز لقيادة الهجوم السعودي في خليجي 26. ورغم أنه لم يبرز بشكل لافت في المباراة أمام البحرين، إلا أن أمامه الفرصة لإثبات أنه القائد المنتظر للهجوم السعودي، خاصة في ظل غياب اللاعبين الأساسيين.
خلاصة: التحديات الفردية طريق السعودية نحو “صحوة” خليجي 26
بالرغم من البداية الصعبة للأخضر في خليجي 26، يبقى الأمل قائمًا في اللاعبين الذين يحملون تحديات فردية قوية. من قائد مثل سالم الدوسري، إلى مدرب مثل هيرفي رينارد، ومن اللاعبين الشباب مثل مصعب الجوير ونواف العقيدي، يحمل كل لاعب قصة تحدي تجعل خليجي 26 فرصة ذهبية لإعادة الصحوة والعودة للمنتصرين.