في اعتراف صريح وغير تقليدي، أقرّ بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، أنه ربما ارتكب خطأً بعدم تأييده خطط النادي لإعادة بناء الفريق خلال الصيف الماضي. تصريحات غوارديولا جاءت بعد فترة من التراجع الملحوظ في نتائج الفريق، وهو ما وضع علامة استفهام حول قراره بعدم إجراء تغييرات جذرية على التشكيلة التي توجت بالعديد من البطولات في السنوات الأخيرة.
تراجع الأداء بشكل مفاجئ
منذ نهاية أكتوبر وحتى ديسمبر الماضي، تعرض مانشستر سيتي لسلسلة من النتائج المخيبة، حيث خسر الفريق 9 مباريات من 12 مباراة في جميع المسابقات. هذا التراجع الخطير وضع الفريق في المركز السادس في الدوري الإنجليزي الممتاز وأدى إلى إقصائه المبكر من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. كما لم يتمكن الفريق من الحفاظ على مكانته الجيدة في دوري أبطال أوروبا، حيث تم توديعه من البطولة في مرحلة مبكرة.
وأرجع غوارديولا هذه النتائج السلبية إلى الإصابات العديدة التي تعرض لها عدد من اللاعبين الرئيسيين في التشكيلة، مشيرًا إلى أن الإصابات كانت العامل الرئيسي وراء تراجع الأداء الجماعي للفريق. هذا بالإضافة إلى بعض التحديات التكتيكية والبدنية التي أثرت بشكل مباشر على قدرة الفريق في الحفاظ على مستوياته المعتادة.
تفاصيل قرار الصيف الماضي
في الصيف الماضي، كان مانشستر سيتي يفكر في تغيير شامل لبعض لاعبيه، لكن غوارديولا كان مترددًا في الموافقة على ذلك، مما جعل النادي يقرر الحفاظ على التشكيلة كما هي دون إضافة لاعبين جدد. وفي هذا الصدد، قال غوارديولا: “في الصيف، فكر النادي في إعادة بناء الفريق، وقلت: لا، لا أريد إجراء أي تعاقدات”. هذه الكلمات أكدت أن المدرب كان يعتمد بشكل كبير على اللاعبين الذين كانوا جزءًا من النجاحات السابقة للفريق.
ومع بداية الموسم، راهن غوارديولا على لاعبين كبار مثل البرازيلي سافينيو والألماني إيلكاي غوندوغان، اللذين عادوا إلى الفريق بعد فترات طويلة من الغياب. إلا أن الأمور لم تسر كما كان يتوقع، خاصة مع تصاعد عدد الإصابات التي أثرت على قدرة الفريق في تحقيق الانتصارات بشكل مستمر.
هل كان قرار غوارديولا خاطئًا؟
مع مرور الوقت، بدأ غوارديولا في ملاحظة أن الإصابات التي تعرض لها لاعبو الفريق قد تكون قد دمرت استراتيجياته. وأضاف قائلاً: “اعتمدت كثيرًا على هؤلاء اللاعبين، واعتقدت أنني أستطيع تكرار ما فعلناه في المواسم الماضية، لكن الإصابات جعلت الأمور أكثر صعوبة مما توقعت”. وكان غوارديولا قد جدد ثقته في تشكيلته، لكن مع مرور الأسابيع، أصبح من الواضح أن الفريق بحاجة إلى تعزيزات، على الأقل في المراكز التي ظهر فيها ضعف واضح.
وأشار المدرب الإسباني إلى أن الوضع قد يكون تطور بشكل مختلف لو قام بتأييد خطة إعادة البناء الصيف الماضي، وهو ما جعله يعيد التفكير في قراراته السابقة. حيث قال: “في البداية، كنا نعلم أنه مع مرور الوقت، سنضطر إلى ضم لاعبين جدد لتحسين التشكيلة. كان من الواضح أنه يجب أن يحدث هذا عاجلاً أم آجلاً”.
وأضاف غوارديولا: “قبل خمسة أو ستة أشهر، فاز الفريق بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي، وحقق نتائج رائعة في دوري الأبطال والكأس. لكن، لم أتوقع العدد الهائل من الإصابات التي تعرضنا لها”.
خطط الفريق لتعزيز صفوفه في الميركاتو الشتوي
في محاولة لتصحيح مسار الفريق، بدأ مانشستر سيتي في التحرك خلال فترة الانتقالات الشتوية بهدف تعزيز صفوفه بلاعبين جدد. من بين اللاعبين الذين يجري النادي مفاوضات لضمهم، هناك فيتور ريس المدافع البرازيلي من بالميراس، وعبد القادر خوسانوف المدافع الجزائري من لانس. كما يتابع النادي عن كثب وضع عمر مرموش، هداف آينتراخت فرانكفورت، حيث يسعى لتعزيز الخطوط الأمامية في الفريق. في المقابل، هناك بعض التلميحات التي تشير إلى أن كايل ووكر، الظهير الأيمن المخضرم، قد يرحل عن النادي، مما يفتح الباب أمام تعزيزات إضافية في هذا المركز.
المواجهة المرتقبة ضد برينتفورد والآمال المستقبلية
على الرغم من التحديات، يظل غوارديولا واثقًا في قدرات فريقه. المدرب الإسباني يستعد لمباراة صعبة ضد برينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يسعى لتحقيق انتصار يرفع من معنويات اللاعبين ويعيد الفريق إلى مسار الانتصارات.
وفي الوقت الذي يواصل فيه النادي البحث عن اللاعبين المناسبين لتعزيز صفوفه، يعتقد غوارديولا أن التغيير في التشكيلة أمر ضروري، لكنه يحتاج إلى وقت لإجراء تغييرات ذات فاعلية حقيقية. التحديات لا تتوقف عند هذا الحد، حيث يتطلع مانشستر سيتي إلى العودة للمنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية، رغم الإخفاقات السابقة.
مانشستر سيتي يسير في مرحلة انتقالية، وسيتعين على غوارديولا واللاعبين التكيف مع هذه التغيرات لتعود النتائج الإيجابية ويظل الفريق في المنافسة على جميع البطولات هذا الموسم.