تتجه أنظار جماهير نادي الزمالك إلى عودة المدرب السويسري كريستيان جروس إلى القلعة البيضاء مجددًا، حيث بات المرشح الأبرز لخلافة المدرب البرتغالي جوزيه جوميز الذي رحل عن الفريق بشكل مفاجئ لتولي تدريب نادي الفتح السعودي. بعد سلسلة من التقارير المتداولة، يقترب جروس من تولي القيادة الفنية لفريق الزمالك في ولاية ثانية، وذلك بعد أن رحل جوميز بشكل مفاجئ مما فتح المجال للمدرب السويسري لإعادة قيادة الفريق.
جروس في ولايته الأولى مع الزمالك: إنجازات وأرقام رائعة
قاد كريستيان جروس فريق الزمالك خلال فترته الأولى بين يوليو 2018 و مايو 2019، وتمكن من تحقيق إنجازات ضخمة ستظل محفورة في ذاكرة جماهير النادي الأبيض. فقد تولى جروس مسؤولية الفريق في فترة كان النادي يمر بتحديات كبيرة، لكنه استطاع أن يعيد الفريق إلى سكة البطولات بعد غياب طويل.
خلال 49 مباراة خاضها الزمالك تحت قيادة جروس، تمكن الفريق من تحقيق 30 انتصارًا، وتعادل في 13 مباراة، بينما خسر في 6 مباريات فقط. ونجح الفريق في تسجيل 90 هدفًا بينما استقبلت شباكه 40 هدفًا. هذه الأرقام كانت دليلاً على الأداء الجيد والقدرة على التنافس في مختلف البطولات.
إنجازات جروس مع الزمالك: بطولات محلية وقارية
لكن الإنجازات الحقيقية لجروس كانت على مستوى البطولات، حيث نجح في قيادة الفريق إلى كأس السوبر المصري السعودي في 2018 بعد الفوز على الهلال السعودي في مباراة تاريخية. ولكن الإنجاز الأكبر الذي حققه جروس مع الزمالك كان بطولة الكونفدرالية الإفريقية 2019، وهي البطولة الأولى في تاريخ النادي. في نهائي البطولة، تمكن الزمالك من الفوز على نهضة بركان المغربي بركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين في الذهاب والإياب، ليحقق النادي الأبيض أول ألقابه القارية في هذا البطولة الهامة.
هذه الإنجازات منحت جروس مكانة خاصة في قلوب جماهير الزمالك، خاصة في ظل صعوبة المنافسة مع الأندية الكبرى في القارة الإفريقية مثل الأهلي، وبيراميدز، والأندية المغربية التنافسية.
مسيرة جروس التدريبية في الأندية الأوروبية والعربية
تعد سيرة كريستيان جروس التدريبية أحد العوامل التي تعزز فرصه في النجاح مع الزمالك مجددًا. فقد سبق له أن درب أندية كبرى في أوروبا و الشرق الأوسط. بدأ جروس مسيرته التدريبية في توتنهام الإنجليزي و بازل السويسري، حيث نجح في تحقيق العديد من البطولات مع الفريقين. كما تولى قيادة شتوتغارت الألماني و يانج بويز السويسري، ليكسب خبرات كبيرة في الملاعب الأوروبية.
كما كانت له تجربة مميزة في الدوري السعودي مع أهلي جدة، حيث قاد الفريق إلى الفوز بالعديد من البطولات المحلية، كما عمل في شالكه الألماني في موسم 2020-2021. هذه الخبرات الغنية والمتنوعة تمنح جروس القدرة على التعامل مع التحديات المختلفة، سواء في البطولات المحلية أو القارية.
الزمالك في انتظار بداية جديدة مع جروس
يحتل الزمالك حاليًا المركز الثاني في الدوري المصري برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات وهزيمة واحدة بعد 4 جولات. وبالرغم من البداية الجيدة للموسم، إلا أن الفريق بحاجة إلى قيادة فنية محنكة للعودة إلى منصات التتويج المحلية والإفريقية. وفي هذا السياق، فإن عودة جروس ستساهم في إعادة الاستقرار الفني والبدني للفريق، وهو ما سيمنح اللاعبين دافعًا معنويًا كبيرًا لتحقيق المزيد من النجاحات في الفترة القادمة.
إدارة الزمالك تأمل أن تحقق ولاية جروس الثانية نفس النجاح الذي حققته ولايته الأولى، وأن تكون بداية جديدة لمستقبل مشرق للفريق الأبيض، خاصة بعد تعاقده مع صفقات جديدة وتطوير طريقة اللعب. وسيساهم جروس في العمل على تفعيل الأداء الجماعي للفريق، والعمل على تحفيز اللاعبين لتحقيق أهداف النادي في مختلف المسابقات.
ما هي التحديات أمام جروس في ولايته الثانية؟
رغم النجاحات التي حققها جروس في ولايته الأولى، إلا أن العودة هذه المرة لن تكون خالية من التحديات. الزمالك يعيش في أجواء من الضغط الكبير من قبل الجماهير والإعلام، حيث يطالب الجميع بالاستمرار في التنافس على البطولات المحلية والقارية. كما أن هناك حاجة ماسة لتحسين أداء الفريق في بعض المراكز، لا سيما في الدفاع والهجوم.
من جهة أخرى، سيجد جروس نفسه أمام منافسة شرسة في الدوري المصري، حيث يتصدر الأهلي جدول الترتيب بفارق ضئيل عن الزمالك، بينما تظهر فرق أخرى مثل بيراميدز و الإسماعيلي تهديدًا محتملًا في المنافسات.
جروس: مدرب ذو رؤية وخبرة طويلة
ما يميز جروس عن غيره من المدربين هو قدرته على التعامل مع الأزمات والضغط الكبير، فضلاً عن تطبيق أسلوب لعب متوازن يجمع بين الدفاع القوي والهجوم الفعّال. وتأتي خبرته الواسعة في التدريب على مختلف الأصعدة لتمنحه قدرة فريدة على إدارة فرق كبيرة تحت ضغوط شديدة.
إن عودة جروس إلى الزمالك ستكون فرصة لتحقيق العديد من النجاحات الجديدة، وهو قادر على إعادة الفريق إلى منصات التتويج محليًا وقاريًا.
