أثبت برشلونة علو كعبه في كأس ملك إسبانيا بعدما قدم واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم، وسحق فالنسيا على أرضه وبين جماهيره بنتيجة 5-0، ليحجز مقعده في الدور نصف النهائي من البطولة. وكان النجم الإسباني فيران توريس بطل اللقاء بلا منازع، حيث سجل هاتريك مذهل في نصف ساعة فقط، ليؤكد استعادة مستواه في الوقت المناسب.
بداية نارية.. توريس يضرب مبكرًا
دخل برشلونة اللقاء وهو يعلم تمامًا أهمية حسم المواجهة مبكرًا، خاصة أن فالنسيا يُعد من الفرق العنيدة على ملعبه “ميستايا”، لكن الفريق الكتالوني لم يمنح أصحاب الأرض أي فرصة لالتقاط الأنفاس، فبعد دقيقتين فقط من صافرة البداية، تمكن فيران توريس من تسجيل الهدف الأول بطريقة رائعة.
جاء الهدف من هجمة مرتدة سريعة بدأها إلكاي غوندوغان الذي مرر كرة بينية ذكية إلى توريس، ليجد نفسه منفردًا بالحارس ويسددها بدقة في الشباك، معلنًا عن ليلة عصيبة لفالنسيا.
ضغط مستمر.. وثنائية سريعة لتوريس
لم يتراجع برشلونة بعد الهدف الأول، بل واصل ضغطه القوي، حيث اعتمد تشافي على سرعة لامين يامال وفيران توريس في الهجوم، مع مساندة من غافي وغوندوغان في الوسط. وبالفعل، نجح الفريق الكتالوني في مضاعفة النتيجة في الدقيقة 17، بعد تسديدة قوية من لامين يامال ارتدت من القائم، ليجدها توريس أمامه ويضعها في الشباك بسهولة، مسجلًا الهدف الثاني له ولفريقه.
لم تمر سوى خمس دقائق حتى جاء الدور على الشاب فيرمين لوبيز، الذي استغل هجمة مرتدة منظمة ليهز شباك فالنسيا بالهدف الثالث في الدقيقة 22، مؤكدًا تفوق برشلونة الكاسح منذ الدقائق الأولى.
هاتريك توريس.. ضربة قاضية لفالنسيا
بحلول الدقيقة 30، كان فيران توريس قد أنهى المباراة عمليًا، بعدما أضاف الهدف الرابع لبرشلونة بطريقة رائعة. حيث تلقى تمريرة مميزة من غافي، ثم راوغ مدافع فالنسيا وسدد كرة قوية من على حدود منطقة الجزاء، سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس، ليُكمل الثلاثية الشخصية له ويؤكد عودته بقوة.
لم يتمكن فالنسيا من تقديم أي رد فعل أمام السيطرة المطلقة لبرشلونة، حيث ظهر الفريق الضيف وكأنه يلعب دون منافس، بينما اكتفى أصحاب الأرض بمحاولات خجولة لم تشكل أي تهديد حقيقي على مرمى إيناكي بينيا، حارس برشلونة في هذا اللقاء.
الشوط الثاني.. يامال يُكمل الخماسية
مع بداية الشوط الثاني، بدا واضحًا أن برشلونة قرر تهدئة الإيقاع للحفاظ على لياقة لاعبيه وعدم التعرض للإرهاق، خاصة أن الفريق لديه مواجهات مهمة قادمة في الليغا ودوري أبطال أوروبا. ورغم ذلك، لم يكن برشلونة راضيًا عن التوقف عند أربعة أهداف فقط، حيث واصل البحث عن تسجيل المزيد.
في الدقيقة 59، تمكن النجم الشاب لامين يامال من تسجيل الهدف الخامس، بعد تمريرة رائعة من جواو كانسيلو، حيث توغل داخل منطقة الجزاء وسدد كرة قوية بقدمه اليسرى لم يستطع الحارس التصدي لها، ليؤكد تألقه المستمر مع الفريق الأول.
برشلونة إلى نصف النهائي مع كبار إسبانيا
بهذا الفوز الكبير، تأهل برشلونة رسميًا إلى نصف نهائي كأس ملك إسبانيا، لينضم إلى ريال مدريد، أتلتيكو مدريد، وريال سوسيداد، في مربع ذهبي مثير، حيث ستُجرى القرعة يوم الأربعاء القادم لتحديد المواجهات.
ويُعد برشلونة الفريق الأكثر تتويجًا بلقب كأس الملك عبر التاريخ، حيث رفع الكأس 31 مرة، وهو رقم قياسي يسعى لتعزيزه هذا الموسم، خاصة أن آخر تتويج للفريق بالبطولة كان عام 2021.
توريس يخطف الأضواء أمام فريقه السابق
لم تكن هذه مجرد مباراة عادية بالنسبة لفيران توريس، حيث واجه فريقه السابق فالنسيا، الذي نشأ في أكاديميته وتألق في صفوفه قبل انتقاله إلى مانشستر سيتي ومنه إلى برشلونة. لكن المهاجم الإسباني لم يُظهر أي رحمة تجاه نادي طفولته، حيث قدم واحدة من أفضل مبارياته مع برشلونة وسجل هاتريك مميز.
ويُعد هذا الأداء بمثابة رسالة قوية من توريس إلى تشافي، خاصة في ظل المنافسة الشديدة على المراكز الهجومية في الفريق، حيث يواجه تحديًا كبيرًا مع وجود لاعبين مثل روبرت ليفاندوفسكي، لامين يامال، ورافينيا.
فالنسيا يعاني أمام الكبار
على الجانب الآخر، زادت هذه الخسارة القاسية من متاعب فالنسيا هذا الموسم، حيث ظهر الفريق ضعيفًا أمام منافسيه الكبار، سواء في الليغا أو الكأس. ورغم محاولات المدرب تحسين الأداء، إلا أن الفريق لا يزال يفتقر إلى القوة الهجومية والتنظيم الدفاعي اللازم لمجاراة الفرق الكبرى.
ويبدو أن فالنسيا بحاجة إلى تدعيمات قوية خلال فترة الانتقالات المقبلة، إذا ما أراد العودة إلى المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري الإسباني، بعد سنوات من التخبط الإداري والمالي.
هل يواصل برشلونة طريقه نحو اللقب؟
بعد هذا الانتصار الكبير، يتطلع برشلونة إلى الاستمرار في هذا الأداء القوي، خاصة أن الطريق نحو اللقب لن يكون سهلًا، في ظل وجود غريمه التقليدي ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في نصف النهائي.
ويأمل عشاق برشلونة أن يكون هذا الفوز بمثابة دفعة قوية للفريق، لمواصلة التألق محليًا وأوروبيًا، فهل ينجح تشافي في إعادة الكأس إلى خزائن النادي؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.