في واحدة من أبرز مفاجآت الموسم، تلقى فريق برشلونة هزيمة مفاجئة على أرضه أمام ليجانيس بنتيجة 1-0 في إطار منافسات الدوري الإسباني. هذه الخسارة ليست مجرد نتيجة عابرة، بل تمثل خطوة أخرى نحو تراجع المستوى الذي بدأ يلاحق الفريق الكتالوني هذا الموسم. وبرغم تصدر برشلونة جدول الترتيب في الليجا، إلا أن هذه الهزيمة كشفت العديد من أوجه القصور في الفريق الذي كان يُعتبر من أبرز المرشحين للحفاظ على لقب الدوري الإسباني.
هدف مبكر يُعكر صفو برشلونة
استضاف ملعب “لويس كومبانيس” هذه المباراة التي شهدت هدفًا مبكرًا للفريق الضيف ليجانيس في الدقيقة الرابعة، حيث استفاد سيرجيو جونزاليس من ركلة ركنية مُتقنة من زملائه، ليترجمها إلى رأسية قوية تسكن شباك الحارس مارك أندريه تير شتيجن. هدف ليجانيس جاء في وقتٍ مبكر جدًا من المباراة، ليضع برشلونة في موقف صعب منذ اللحظات الأولى.
كان الهدف بمثابة صدمة لبرشلونة، الذي لم يستطع التعامل مع هذه البداية المخيبة. ورغم أن الفريق سيطر على معظم فترات المباراة بعد ذلك، إلا أن محاولاته الهجومية لم تكن كافية لإدراك هدف التعادل. ليجانيس، بدفاعه المنظم، أغلق المساحات تمامًا، ومنع البرسا من الوصول إلى مرماه.
هزيمة جديدة للبرسا في الدوري الإسباني: بداية التراجع
تُعد هذه الهزيمة هي الرابعة لبرشلونة في الموسم الجاري من الدوري الإسباني بعد مرور 18 جولة. قبل هذه الخسارة، كان برشلونة قد تعرض للهزيمة خارج أرضه أمام أوساسونا وريال سوسيداد، بالإضافة إلى الخسارة على أرضه أمام لاس بالماس. وعلى الرغم من تصدر الفريق لجدول ترتيب الليجا برصيد 38 نقطة، إلا أن هذه الهزائم تُعزز من الشكوك حول قدرة البرسا على الحفاظ على مستواه في ظل تزايد الضغوط.
في الوقت الذي يستفيد فيه أتلتيكو مدريد وريال مدريد من تراجع نتائج برشلونة، فإن الفريق الكتالوني يواجه تحديات كبيرة في الدفاع عن لقب الدوري الإسباني هذا الموسم. يبدو أن هناك خللاً في التركيبة الفنية للفريق، وهو ما أظهرته الهزائم المتتالية على أرضه، حيث عانى برشلونة من تراجع الأداء في المباريات التي يُفترض أن يكون فيها الفريق الأكثر سيطرة.
برشلونة يُواصل إهدار النقاط السهلة
واحدة من أكبر مفاجآت هذه الهزيمة هي أن ليجانيس كان قد فاز على برشلونة في هذا اللقاء للمرة الأولى في تاريخ الفريق في ملعب “لويس كومبانيس” في جميع المسابقات. هذا الانتصار يُعد ثاني فوز للفريق الضيف على البرسا، حيث كانت المرة الأولى في 26 سبتمبر 2018، حينما فاز ليجانيس 2-1 على ملعب بوتاركي البلدي.
هذه الإحصائية تشير إلى أن برشلونة أصبح عرضة للانتكاسات أمام الفرق الأقل قوة، مما يعكس ضعفًا في الأداء. الهزيمة أمام ليجانيس حملت العديد من الأرقام السلبية، حيث سجل الفريق الضيف هدفه الوحيد بعد مرور 195 ثانية فقط من بداية المباراة، وهو أسرع هدف يتلقاه برشلونة هذا الموسم في كافة المسابقات. كما سجلت المباراة ثاني أسرع هدف في تاريخ ليجانيس في الدوري الإسباني بعد هدف جابريل بيريز في مرمى إشبيلية عام 2017.
هل هي بداية أزمة برشلونة في الدوري الإسباني؟
من خلال هذه الهزيمة، ظهرت العديد من النقاط السلبية التي قد تُعكر صفو برشلونة في الفترة المقبلة. أولًا، الفريق يعاني من فقدان التركيز في الدقائق الأولى من المباريات، وهو ما تجلى بوضوح في استقبال الهدف المبكر أمام ليجانيس. ثانيًا، رغم الاستحواذ الكبير على الكرة بنسبة 80%، إلا أن برشلونة فشل في ترجمة هذه السيطرة إلى فرص حقيقية على المرمى، وهو ما يعكس مشكلة كبيرة في الفعالية الهجومية.
هذه الخسارة تُعد الثانية على التوالي لبرشلونة في ملعبه، وهي المرة الثالثة في تاريخ القرن الحادي والعشرين التي يخسر فيها الفريق مباراتين متتاليتين على أرضه. المرة الأولى كانت في أبريل 2003 تحت قيادة المدرب الراحل رادومير أنتيتش، بينما كانت المرة الثانية في أبريل 2022 تحت قيادة تشافي هيرنانديز.
مواجهة أتلتيكو مدريد تحدد مصير برشلونة
بعد هذه الهزيمة المدوية، يواجه برشلونة تحديًا كبيرًا في المباراة المقبلة ضد أتلتيكو مدريد، أحد أقوى المنافسين على لقب الدوري الإسباني. مباراة يوم السبت المقبل على ملعب “لويس كومبانيس” ستكون بمثابة اختبار حقيقي للفريق الكتالوني، خاصةً في ظل العثرات الأخيرة التي مر بها.
التطورات المقبلة
من المؤكد أن هذه الهزيمة ستكون نقطة انطلاق لتقييم شامل داخل برشلونة. يجب على الفريق إيجاد الحلول السريعة، سواء في الخطوط الدفاعية أو الهجومية، حتى لا يُخسر المزيد من النقاط في المنافسة الشرسة على اللقب. الأمل معقود الآن على تحسين الأداء في المباريات الكبرى، وتحديدًا ضد الأندية التي تشارك البرسا في صراع القمة.