يعيش نادي برشلونة، بقيادة مدربه الألماني هانزي فليك، حالة من التناقض في أدائه هذا الموسم، حيث يُظهر مستوىً متميزًا في بطولة دوري أبطال أوروبا، بينما يعاني من التذبذب وفقدان النقاط في الدوري الإسباني. هذه الازدواجية أثارت تساؤلات جماهير النادي وخبراء الكرة عن الأسباب التي تقف خلف هذه الحالة.
لماذا يظهر برشلونة بوجهين مختلفين؟
كشفت صحيفة ماركا الإسبانية، اليوم السبت، عن الأسباب الرئيسية وراء الأداء المغاير للبارسا بين البطولتين، مشيرة إلى ثلاثة عوامل رئيسية:
1. معرفة الخصوم المحليين ببرشلونة
أكد جوردي كرويف، المدير الرياضي السابق للنادي، أن أندية الدوري الإسباني تعرف برشلونة جيدًا بفضل التكرار المستمر للمواجهات. الفرق المحلية تحلل أسلوب لعب البارسا بدقة وتُخطط لإيقاف نقاط قوته، مما يُصعب عليه فرض أسلوبه.
على النقيض، في دوري أبطال أوروبا، لا يتاح للفرق الأوروبية الوقت الكافي لتحليل برشلونة بالقدر نفسه، مما يمنح الكتالونيين مساحة للتألق أمام خصوم أقل دراية بطريقة لعبهم.
2. العامل الذهني والضغط النفسي
بحسب غييرمو أمور، لاعب برشلونة السابق، يُشكل التركيز الذهني عاملاً حاسمًا في الاختلاف. في دوري أبطال أوروبا، يكون الحافز أعلى نظرًا لقيمة البطولة ومكانتها، مما يدفع اللاعبين لبذل أقصى جهودهم أمام الأندية الكبرى في أوروبا.
أما في الدوري الإسباني، فيُلاحظ تراخي بعض اللاعبين خلال المواجهات أمام الفرق الصغيرة أو المتوسطة، وهو ما يؤدي إلى خسارة نقاط كانت في المتناول.
3. صغر معدل أعمار الفريق
يمتلك برشلونة واحدًا من أصغر معدلات الأعمار في الدوري الإسباني (أقل من 25 عامًا)، حيث تعتمد تشكيلة الفريق بشكل كبير على الشباب.
ورغم أن هؤلاء اللاعبين يضفون حيوية وسرعة على الأداء، إلا أن نقص الخبرة يظهر جليًا في المباريات الحاسمة، حيث يرتكب الفريق أخطاء مكلفة تؤثر على النتائج.
النتائج الأوروبية مقابل المحلية
- في دوري أبطال أوروبا: يُظهر برشلونة أداءً مميزًا؛ خطوط الفريق تبدو أكثر انضباطًا، والتركيز العالي يجعل اللاعبين قادرين على استغلال الفرص وحسم المباريات.
- في الدوري الإسباني: يعاني الفريق من صعوبة في اختراق دفاعات الخصوم، ويُهدر الكثير من الفرص السهلة، مما يؤدي إلى نزيف نقاط أثر سلبًا على موقعه في جدول الترتيب.
رأي النقاد
يرى العديد من المحللين أن برشلونة بحاجة إلى تحسين إدارة مبارياته المحلية، سواء عبر رفع الروح المعنوية للاعبين في مواجهات الليجا أو تعزيز الجانب الدفاعي ضد الفرق التي تعتمد على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة. كما يعتقد البعض أن إشراك لاعبين أكثر خبرة في اللحظات الحرجة قد يُساعد في تقليل الأخطاء التي تكلف الفريق غاليًا.
تحديات برشلونة القادمة
- على هانزي فليك إيجاد توازن بين الأداء الأوروبي والمحلي للحفاظ على فرص برشلونة في المنافسة على البطولتين.
- معالجة أخطاء الدفاع ورفع الحالة الذهنية للاعبين قبل المواجهات الأقل إثارة في الدوري الإسباني.
- منح اللاعبين الشباب فرصًا للتعلم مع إشراك عناصر أكثر خبرة عند الضرورة، لضمان عدم تكرار الأخطاء المكلفة.
ختامًا
بين تألقه في دوري أبطال أوروبا وصعوبة مواجهاته في الدوري الإسباني، يواجه برشلونة تحديًا مزدوجًا هذا الموسم لإثبات قدرته على المنافسة على كافة الجبهات. السؤال الأهم الآن: هل سيتمكن هانزي فليك من قيادة الفريق لتجاوز مشكلاته واستعادة السيطرة محليًا كما هو الحال أوروبيًا؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.