
نظرة عامة على المنافسة
يشهد سباق جائزة أفضل مدرب في إفريقيا لعام 2024 تنافسًا قويًا بين نخبة من المدربين الذين تألقوا في قيادة فرقهم خلال الموسم الكروي المنصرم. ومن أبرز الأسماء التي برزت هذا العام هو مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي المصري، الذي نجح في ترك بصمة واضحة على كرة القدم الإفريقية. وفي المقابل، كان غياب رولاني موكوينا جوميز، مدرب ماميلودي صن داونز، عن القائمة النهائية مفاجأة كبيرة للجميع، خاصة مع الأداء الرائع الذي قدمه مع فريقه هذا الموسم.
كولر.. إبداع تكتيكي وحصاد للألقاب
منذ توليه مسؤولية تدريب الأهلي، أثبت السويسري مارسيل كولر أنه يمتلك رؤية فنية مميزة قادرة على تحقيق النجاح. تمكن كولر من قيادة الأهلي للتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا بعد أداء استثنائي طوال البطولة، حيث تفوق الفريق على أقوى المنافسين، بما في ذلك الوداد البيضاوي في المباراة النهائية.
لم يقتصر نجاح كولر على الساحة القارية فقط، بل امتد إلى المنافسات المحلية أيضًا، حيث أعاد الأهلي لصدارة الدوري المصري الممتاز، وحقق نتائج مميزة في كأس السوبر المصري. ما يميز كولر عن غيره من المدربين هو قدرته على تطوير أداء الفريق بشكل مستمر، مع تحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم، وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة للتألق.
غياب جوميز.. لغز يثير التساؤلات
على الجانب الآخر، أثار غياب رولاني موكوينا جوميز عن القائمة النهائية لجائزة أفضل مدرب في إفريقيا استغراب الكثيرين. مدرب صن داونز قاد فريقه لتقديم مستويات مذهلة في دوري أبطال إفريقيا، حيث تصدر مجموعته بجدارة ووصل إلى الأدوار النهائية. ورغم عدم تحقيقه للقب القاري، إلا أن الأداء الذي قدمه الفريق تحت قيادته كان يستحق الإشادة.
جوميز نجح أيضًا في الحفاظ على لقب الدوري الجنوب إفريقي بفارق كبير عن أقرب منافسيه، وأظهر قدرة تكتيكية عالية جعلت صن داونز واحدًا من أصعب الفرق منافسة في القارة. غيابه عن القائمة النهائية يعيد النقاش حول معايير اختيار الفائزين بهذه الجوائز ومدى شموليتها.
المنافسة على اللقب.. من الأقرب؟

بالإضافة إلى كولر، تضمنت القائمة النهائية مدربين آخرين، مثل وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، الذي قاد فريقه لتحقيق إنجازات مميزة في كأس العالم 2022 واستمر في تحقيق نتائج إيجابية مع أسود الأطلس. كما يبرز اسم فلوران إيبينجي، مدرب نهضة بركان المغربي، الذي توج بلقب الكونفدرالية الإفريقية وقدم أداءً قويًا في مختلف البطولات.
دور الجوائز في تحفيز المدربين
جائزة أفضل مدرب في إفريقيا ليست مجرد تكريم شخصي، بل هي شهادة تقدير للمدرب وللنادي أو المنتخب الذي يمثله. الفوز بهذه الجائزة يمنح المدرب دفعة معنوية هائلة ويعزز من مكانته كواحد من الأفضل في عالم كرة القدم. بالنسبة لكولر، فإن التتويج بالجائزة سيمثل تتويجًا لمسيرته الناجحة مع الأهلي هذا الموسم، وسيكون بمثابة اعتراف بعمله الجاد ورؤيته المميزة.
ماذا بعد؟
بينما يترقب عشاق كرة القدم الإفريقية الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل مدرب، يبقى النقاش مفتوحًا حول استحقاق كل مرشح لهذا اللقب. كولر يبدو الأقرب للفوز، بفضل الألقاب التي حققها والأداء المميز الذي قدمه فريقه. ومع ذلك، فإن غياب أسماء بارزة مثل جوميز يطرح تساؤلات حول شفافية الاختيارات.
الأكيد أن السباق هذا العام يعكس مدى تطور الكرة الإفريقية وتنوع المدربين المميزين في القارة، وهو ما يبشر بمستقبل مشرق للعبة في القارة السمراء.