
توج النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور موسم 2024 بطريقة استثنائية، ليصنع لنفسه مكانًا في تاريخ كرة القدم. في هذا العام، أثبت مهاجم ريال مدريد أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل أصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية وأحد أبرز الأسماء في عالم كرة القدم، محققًا إنجازات مذهلة على المستوى الشخصي والجماعي.
عام لا يُنسى مع ريال مدريد
منذ بداية عام 2024، لم يتوقف فينيسيوس عن تقديم عروض مذهلة على أرضية الملعب. بدأ العام بحصد أول ألقابه مع ريال مدريد، حيث قاد الفريق للتتويج بكأس السوبر الإسباني بعد الفوز الكبير على الغريم التقليدي برشلونة (4-1). في تلك المباراة، سجل فينيسيوس هاتريك رائعًا، ليحقق اللقب الـ13 لريال مدريد في تاريخ البطولة. هذه البداية المبهرة كانت مجرد بداية لما كان سيحققه في بقية الموسم.
مسيرة تهديفية استثنائية
خلال عام 2024، سجل فينيسيوس جونيور 32 هدفًا وقدم 20 تمريرة حاسمة، ليكون أحد أفضل المهاجمين في أوروبا. وعلى مستوى دوري أبطال أوروبا، قدم اللاعب البرازيلي أداءً لا يُنسى، حيث سجل 9 أهداف وصنع 3 آخرين، وكان له دور بارز في قيادة فريقه للفوز باللقب القاري. في المباراة النهائية ضد بوروسيا دورتموند، سجل فينيسيوس هدفًا رائعًا، ليقود الريال إلى اللقب الـ15 في تاريخه بدوري الأبطال. هذا الإنجاز جعل ريال مدريد يستمر في سيطرته على البطولة، حيث أضاف الكأس السادسة في آخر 11 عامًا.
تتويج آخر في السوبر الأوروبي وإنتركونتيننتال
في 2024 أيضًا، واصل فينيسيوس تفوقه، حيث ساهم في تتويج ريال مدريد بكأس السوبر الأوروبي على حساب أتالانتا الإيطالي، حيث صنع هدفًا في المباراة التي انتهت بفوز الملكي 2-0. كما توج مع الفريق بلقب كأس إنتركونتيننتال بعد الفوز على باتشوكا المكسيكي 3-0، ليحقق خامس ألقابه هذا العام، وسجل هدفًا وصنع آخر في النهائي، ليُتوج بجائزة الكرة الذهبية في البطولة.
صدمة الكرة الذهبية وتعويضها التاريخي
على الرغم من تألقه الواضح في جميع البطولات، كانت هناك لحظة صدمة في مسيرته عام 2024، حيث خسر فينيسيوس جونيور جائزة الكرة الذهبية في حفل “فرانس فوتبول”. بعد موسم استثنائي ومساهمات حاسمة مع ريال مدريد، كان يُعتقد أن فينيسيوس سيكون أحد المرشحين الأوائل لنيل الجائزة. لكن فوز رودري بالجائزة جاء بمثابة مفاجأة للكثيرين، وأثار استياء كبيرًا في جماهير ريال مدريد، الذين كانوا يتوقعون فوز نجمهم الأول.
عقب إعلان النتيجة، كتب فينيسيوس على حسابه في “إكس” (تويتر سابقًا): “سأفعل ذلك 10 مرات إذا لزم الأمر، فهم ليسوا مستعدين”. هذه الكلمات حملت الكثير من العزم والإصرار على المضي قدمًا، وأكدت عزمه على تجاوز هذه الصدمة.
النهاية السعيدة: جائزة “ذا بيست” 2024
ورغم كل ما حدث، كانت نهاية عام 2024 بالنسبة لفينيسيوس جونيور نهاية سعيدة، حيث حصل على جائزة “ذا بيست” كأفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في حفل أقيم في العاصمة القطرية الدوحة في 17 ديسمبر 2024. وكان فينيسيوس هو اللاعب البرازيلي الأول الذي يفوز بهذه الجائزة منذ ريكاردو كاكا في 2007، مما جعل هذا التتويج بمثابة تتويج لموسم استثنائي في مسيرته.
إحصائيات لا تُضاهى
خلال عام 2024، حقق فينيسيوس جونيور رقمًا مميزًا في جميع البطولات التي شارك فيها. سجل في الدوري الإسباني 19 هدفًا وصنع 12، بينما أضاف 3 أهداف في كأس السوبر الإسباني. لم يتوقف فقط عن التهديف، بل كان له دور حاسم في كل مباراة لعبها مع ريال مدريد، وأثبت نفسه كأحد أبرز لاعبي العالم في هذه الفترة.
في دوري الأبطال، لعب دور البطولة في الانتصارات الكبرى، وساهم في تعادل تاريخي ضد مانشستر سيتي (3-3) في ربع النهائي، وأدى بشكل مذهل ضد بايرن ميونخ في نصف النهائي، حيث سجل هدفين في مباراة الذهاب. وفي النهائي ضد دورتموند، كان هدفه الحاسم في الدقيقة 60 هو الذي حسم المباراة لصالح فريقه.
الإنجازات الجماعية والشخصية
ليس فقط على الصعيد الفردي، بل كانت إنجازات فينيسيوس مع ريال مدريد مذهلة أيضًا. فقد قاد الفريق إلى لقب الدوري الإسباني رقم 36 في تاريخه، حيث أظهر براعة كبيرة في المباريات الحاسمة، وساهم بتسجيل أهداف حاسمة في المباريات الكبرى مثل مباراة برشلونة وفالنسيا. كما لعب دورًا محوريًا في قيادة ريال مدريد للفوز بالعديد من الألقاب المحلية والدولية، مما جعل 2024 عامًا مليئًا بالإنجازات للنجم البرازيلي.
خاتمة
فينيسيوس جونيور هو مثال حقيقي على النهايات السعيدة التي لا تقتصر على الأفلام فقط، بل هي واقع يمكن أن يعيشه اللاعبون الذين يمتلكون الإصرار والعمل الجاد. بعد موسم استثنائي مليء بالإنجازات، بدأ فينيسيوس هذا العام في ظل ضغط كبير، لكنه أنهى 2024 وهو يتوج بجائزة “ذا بيست” كأفضل لاعب في العالم، ليبرهن أن العمل الجاد والإصرار يؤتي ثماره في النهاية.