
في ليلة أوروبية ساحرة، فرض النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور نفسه بطلاً فوق العادة في مواجهة من العيار الثقيل بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، ضمن ذهاب ملحق ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا. المواجهة التي احتضنها ملعب الاتحاد في مدينة مانشستر، انتهت بفوز ثمين للميرنغي بنتيجة 3-2، في مباراة شهدت تألقًا لافتًا لفينيسيوس، تُوج على إثره بجائزة أفضل لاعب في المباراة.
فينيسيوس يصنع الحدث في أرض مانشستر
لم يكن تتويج فينيسيوس بهذه الجائزة من باب المجاملة، بل كان نتاجًا لأداء استثنائي قدمه على أرضية الملعب، حيث لعب دورًا محوريًا في تحقيق ريال مدريد أول انتصار له على ملعب الاتحاد في تاريخ المواجهات الأوروبية بين الفريقين.
المباراة لم تكن فقط مواجهة كروية بل كانت مليئة بالرسائل والاستفزازات، حيث وجد فينيسيوس نفسه في قلب العاصفة الإعلامية والجماهيرية، بسبب الجدل الذي أُثير حول خسارته لجائزة الكرة الذهبية 2023 لصالح نجم مانشستر سيتي رودري. قبل بداية اللقاء، رفع جمهور السيتي لافتة عملاقة تحمل صورة رودري مع الكرة الذهبية، مرفقة بعبارة إنجليزية مستفزة: “توقف عن البكاء بحُرقة”.
الرسالة كانت واضحة، وهي السخرية من تصريحات سابقة لفينيسيوس كان قد عبر فيها عن خيبة أمله بعدم فوزه بالجائزة. لكن بدلاً من التأثر بهذه الاستفزازات، رد فينيسيوس بطريقته الخاصة داخل الملعب، مقدمًا أداءً مبهرًا أكد من خلاله أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم حاليًا.

رد فعل فينيسيوس: “هذا يزيدني قوة”
بعد نهاية المباراة، لم يتجاهل فينيسيوس اللافتة، بل رد عليها في تصريح نقله موقع “فوتبول إسبانيا”، قائلاً: “ما يقوم به جمهور الفريق المنافس يزيدني قوة.”
وخلال اللقاء، التقطت عدسات الكاميرات لقطة ملفتة حينما كان جمهور السيتي يهتف: “أين الكرة الذهبية؟”، فما كان من فينيسيوس إلا أن أشار لهم إلى شارة دوري الأبطال على قميصه، التي تحمل الرقم 15، في إشارة إلى عدد الألقاب التاريخية لريال مدريد في البطولة، وهو رد يحمل معاني كبيرة، مفادها أن الجوائز الفردية ليست كل شيء، بل إن الألقاب الجماعية هي التي تصنع التاريخ.
أداء خرافي بالأرقام والإحصائيات
لم يكن أداء فينيسيوس مجرد استعراض، بل عكسته الإحصائيات القوية التي سجلها خلال الـ90 دقيقة التي لعبها، حيث كان أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في المباراة. وجاءت أرقامه كالتالي:
- تمريرة حاسمة ساهمت في تسجيل أحد أهداف ريال مدريد.
- تسديدتان، واحدة منهما بين القائمين والعارضة، والثانية خارج المرمى.
- 3 مراوغات ناجحة من أصل 6 محاولات، مما يعكس خطورته في المواجهات الفردية.
- 5 تمريرات مفتاحية، وهو رقم يدل على قدرته على خلق الفرص لزملائه.
- صنع فرصتين كبيرتين محققتين للتسجيل.
- لمس الكرة 44 مرة، مع نسبة تمريرات صحيحة بلغت 75% (18 تمريرة صحيحة من أصل 24).
- فاز بـ4 صراعات ثنائية من أصل 10، مما يبرز شراسته في الالتحامات البدنية.
- كرة ارتطمت بالعارضة، كادت أن تضيف اسمه إلى لائحة الهدافين في اللقاء.

فينيسيوس والرد في الملعب.. “الكرة الذهبية الحقيقية”
لا شك أن فينيسيوس جونيور لم يكتفِ بالرد على المشككين بالكلمات، بل كان ردّه الأبلغ داخل الملعب، حيث ساهم بشكل مباشر في فوز تاريخي لريال مدريد، وأثبت مرة أخرى أنه لاعب من طراز عالمي. قد تكون الكرة الذهبية لم تذهب إليه في 2023، لكن مستواه في المباريات الحاسمة يجعله أحد أبرز المرشحين لنيلها في المستقبل.
في النهاية، قد يتساءل البعض: “هل يحتاج فينيسيوس إلى الكرة الذهبية لإثبات مكانته؟” الإجابة قدمها بنفسه على أرض ملعب الاتحاد، حيث أثبت أن العظماء لا يحتاجون إلى الجوائز الفردية ليؤكدوا قيمتهم، بل يفعلون ذلك بالأداء والنتائج في المواعيد الكبرى.