رونالدو ضحى بالملايين من أجل النصر وهاشم سرور يحذر الجماهير من العبث بصفقات الفريق
حظي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بمتابعة واسعة بعد تمديد عقده مع نادي النصر لموسمين إضافيين في صفقة أثارت جدلاً واسعاً حول دور اللاعب في القرارات الفنية والإدارية داخل النادي السعودي العريق مرحلة جديدة يفتحها النصر مع التغيير الشامل في هيكلة القيادة وتشكيلة الفريق
اعتمدت إدارة النصر على استراتيجية تصحيح المسار بعد موسم اضطراب فني وإخفاق في تحقيق الأهداف المرجوة وحلّت الإدارة التنفيذية برئاسة ماجد النفيعي مكان سابقتها فتغيرت حكومة النادي بشكل لافت فتمت إقالة الرئيس التنفيذي ماجد الجمعان وتعيين مواطنه تركي آل الشيخ رئيساً فخرياً قبل أن يتم إخضاع ملف كرة القدم للتغيير بالتعاون مع المدير الرياضي فيرناندو هييرو الذي حل بدوره مكان نظيره السابق ما بعد رحيل ستيفانو بيولي عن مقعد المدير الفني لهذه الخطوات تحريك جذري تصحيحي بعد تراجُع المركز الثالث في دوري روشن وفقدان بطاقة التأهل لدوري أبطال آسيا إلى جانب الخروج المبكر من كأس خادم الحرمين ووداع دوري أبطال آسيا بعرض باهت
في قلب هذه الثورة حجز رونالدو لنفسه مكاناً أساسياً عبر تجديد عقده بمكافأة مادية فاقت كل التوقعات إضافة لصلاحيات واسعة في ملف الانتقالات واختيار المدرب وهو ما أثار تساؤلات الجماهير حول الحدود الحقيقية لتدخل اللاعب في مسائل فنية تتجاوز دوره كلاعب على أرض الملعب وعبر وسائل التواصل الاجتماعي انفجر الجمهور في ردود أفعال تباينت بين مؤيد يرى في ذلك دليلاً على الثقة المطلقة في النجم العالمي وبين معارض يعتبر أن منح صلاحيات مطلقة قد يضر بالانسجام التنظيمي للفريق

من جانبه خرج هاشم سرور أسطورة النصر سابقاً برسالة حاسمة لجماهير النادي عبر حسابه الرسمي على منصة إكس أكد فيها أن تدخل الأنصار في شؤون تعاقدات المدرب واختيار اللاعبين خطوة مرفوضة وأنه على الجمهور أن يثق أولاً برونالدو ثقة بالله قبل كل شيء لكونه ضحى بملايين الدولارات من أجل استمرار النصر في خططه الرياضية وكتب نصراً صريحاً بجسارة إعلامية قائلاً إن رونالدو رفض عروضاً ضخمة بلغت مئات الملايين مقابل التوقيع مع أندية أخرى لكنه اختار البقاء في السعودية بسبب حبه للنصر وتعلقه بتاريخ النادي قبل أن يضيف أن المجتمعين على حب القميص الأصفر يجب أن يقبلوا أي قرار يتخذه الدون بعيداً عن مطالب شخصية قد تضر بأجواء الاستقرار
جاءت تصريحات سرور بعد أيام من شكوى رونالدو من شيوع الأحاديث حول رغبته في جلب لاعبين بصفقاته الخاصة أو ترشيح مدرب بعينه وهو ما وجود توتر خلف الكواليس قبل إعلان تمديد العقد وبيّن سرور أن مثل هذه الضغوط لن تخدم الفريق مشدداً على أهمية تقدير تضحيات النجم البرتغالي الذي ضحى برواتبه السابقة في أوروبا وأعلن استعداده لتخفيض راتبه السنوي دعماً لمشروع النصر قائلاً إن هذه التضحيات لا يقدرها إلا من عاش وارتدى قميص النادي
شهد الموسم الماضي تأرجحاً واضحاً في مستوى النصر حيث خسر لقب السوبر أمام اتحاد جدة وعجز عن اجتياز ثمن نهائي كأس الملك وتعرض لانتكاسة قارية بخروج مبكر من نصف نهائي دوري الأبطال وواجهت إدارة النصر موجة من الانتقادات لا سيما بعد الأخطاء التحكيمية المثيرة التي احتجت الإدارة عليها ضد الاتحاد في مباراة نصف النهائي وخروج الدوري بخسارة من الفتح في الجولة الأخيرة والذي كلف الفريق فرصة الصعود للمسابقة الأهم في القارة

بعد هذا الموسم المرير كان لا بد من إعادة صياغة السياسات الفنية وفوقها تصحيح العلاقة بين الإدارة والجماهير وتوحيد الهدف الأوحد وهو تحقيق البطولات وأطلق تركي آل الشيخ مع بداية الميركاتو الصيفي سلسلة تغييرات شملت رحيل بعض الأسماء الأجنبية أمثال جون جورج ودوجلاس وتعاقد مع صفقات جديدة تشمل أجانب وأسماء محلية وحرص على تلبية رغبة رونالدو في ضم عناصر هجومية داعمة لإنجاح مشروعه كمحرك رئيسي للفريق
الرسالة الأساسية التي أراد سرور إيصالها هي أن العلاقة بين الجمهور والنجم الأبرز يجب أن ترتكز على الثقة وان أي مطالب زائدة قد تجعل النادي يعيش حالة عدم استقرار حرب جولات تفاوضية بدأت بالفعل مع بعض اللاعبين وظهرت بوادر توافق مع خورخي مينديز وكيل رونالدو لتوفير الدعم اللازم في سوق الانتقالات بينما يقترب النصر من حسم صفقة برازيلي هجومي جديد لم يكن ضمن اختيارات جماهيرية مسبقة بل جاء بدعم من الدون نفسه
وفي الأخير، فإن مستقبل النصر هذا الصيف سيشهد اختباراً حقيقياً لقدرة الإدارة على تحقيق التوازن بين تلبية رغبات الجمهور ودعم استراتيجيات اللاعب الأهم في تاريخ النادي وضمان استمرارية النمو الفني وعودة البطولات ولا شك أن الرسالة التي وجهها هاشم سرور تمثل صرخة محب وعاشق يرى أن قيمته التاريخية لا تقل عن إنجازاته الكروية ويطالب الجميع بمنح النجم البرتغالي المساحة الكافية لاتخاذ قراراته بما يضمن ارتقاء النصر إلى منصات التتويج مرة أخرى دون التشكيك في دوافعه أو مؤهلاته الفنية والقيادية.