
في ليلة درامية جديدة بالدوري الإسباني، تلقى نادي فالنسيا صفعة أخرى في موسم كروي يبدو أنه الأسوأ بتاريخ النادي، بعد أن سقط في فخ التعادل مع إشبيلية بنتيجة 1-1 في الجولة التاسعة عشرة من الليغا. وعلى الرغم من التقدم الذي حققه فالنسيا بفضل هدف رائع من لويس ريوخا، فإن أدريا بيدروسا صعق الفريق بهدف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، ليحرم الخفافيش من انتصار ثمين كانوا في أمسّ الحاجة إليه.
مباراة مليئة بالإثارة: التقدم لا يكفي
المباراة التي استضافها ملعب “ميستايا” كانت بمثابة فرصة ذهبية لفالنسيا للخروج من قاع الترتيب، في مواجهة مع إشبيلية الذي يعاني أيضًا من أداء متذبذب هذا الموسم. ومع بداية اللقاء، ظهر الفريقان بشكل متقارب في الأداء، حيث اعتمد كلاهما على التمريرات السريعة والهجمات المرتدة. الشوط الأول انتهى بالتعادل السلبي وسط محاولات محتشمة من الطرفين.
في الشوط الثاني، جاءت اللحظة التي انتظرتها جماهير فالنسيا، عندما استغل لويس ريوخا تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء ليطلق تسديدة قوية سكنت شباك الحارس ماركو دميتروفيتش في الدقيقة 62. ارتفعت الهتافات في “الميستايا”، وشعر الجميع أن الفوز بات قريبًا.
نهاية صادمة: هدف بيدروسا في اللحظات الأخيرة
لكن ما بدا وكأنه انتصار قريب تحول إلى كابوس لجماهير فالنسيا. في الدقيقة 90+3، استغل إشبيلية خطأ دفاعيًا قاتلًا من الخفافيش، حيث أطلق أدريا بيدروسا تسديدة مذهلة من خارج منطقة الجزاء لتسكن الشباك، معلنًا عن هدف التعادل الذي أطفأ فرحة جماهير فالنسيا وأعادهم إلى واقعهم المرير.
إحصائيات المباراة: بين الأمل والخسارة
على الرغم من بعض التحسن في الأداء، فشل فالنسيا في استغلال الفرص التي أتيحت له. الفريق استحوذ على الكرة بنسبة 47% وسدد 10 كرات على المرمى، لكن الفعالية غابت تمامًا في إنهاء الهجمات. في المقابل، اعتمد إشبيلية على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة، ونجح في استثمار واحدة منها بشكل مثالي لخطف نقطة ثمينة.
جدول الترتيب: فالنسيا يغرق في القاع
بهذا التعادل، رفع فالنسيا رصيده إلى 13 نقطة فقط، لكنه بقي في المركز الأخير (الـ20) بفارق الأهداف عن بلد الوليد الذي يحتل المركز قبل الأخير. ومع مرور 19 جولة، أصبح فالنسيا أحد أقل الفرق تحقيقًا للانتصارات هذا الموسم، حيث لم يحقق سوى فوزين فقط.
على الجانب الآخر، رفع إشبيلية رصيده إلى 23 نقطة في المركز الثالث عشر، ليبتعد قليلاً عن مراكز الهبوط، لكنه لا يزال بعيدًا عن المنافسة على المراكز الأوروبية التي اعتاد النادي التواجد فيها.
أسباب استمرار معاناة فالنسيا
- أزمة إدارية حادة: فالنسيا يعاني منذ سنوات من تخبط إداري واضح، مع قرارات متسرعة في سوق الانتقالات وغياب استراتيجية واضحة لإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي. المشاكل بين الإدارة والجماهير ألقت بظلالها الثقيلة على أداء اللاعبين داخل الملعب.
- ضعف الخط الأمامي: على الرغم من هدف لويس ريوخا، إلا أن فالنسيا يعاني من ضعف هجومي كبير. الفريق يمتلك أحد أضعف خطوط الهجوم في الدوري الإسباني، مع عجز واضح في تسجيل الأهداف في المباريات الحاسمة.
- تفكك دفاعي: الدفاع، الذي كان يومًا مصدر قوة للفريق، بات اليوم نقطة ضعفه الأكبر. الأخطاء الفردية وسوء التنظيم الدفاعي كلفا الفريق العديد من النقاط هذا الموسم، بما في ذلك هدف بيدروسا القاتل.
- غياب الروح القتالية: الفريق يبدو فاقدًا للثقة في معظم المباريات. على الرغم من التقدم في مباراة اليوم، إلا أن التراجع الذهني في اللحظات الأخيرة جعلهم يخسرون نقطتين كانتا في المتناول.
إشبيلية: نقاط مهمة لالتقاط الأنفاس
إشبيلية، الذي يعاني أيضًا من موسم صعب، تمكن من الخروج بنقطة ثمينة من ملعب “الميستايا”. على الرغم من أنه بعيد عن مستوى الفريق الذي اعتاد المنافسة على الدوري الأوروبي، فإن هذه النتيجة منحت الفريق دفعة معنوية لمواصلة تحسين الأداء في الجولات القادمة.
ما الذي ينتظر فالنسيا؟
مع تبقي نصف موسم تقريبًا، تبدو مهمة فالنسيا في البقاء بالدوري الإسباني معقدة للغاية. الفريق بحاجة ماسة إلى سلسلة انتصارات متتالية للخروج من منطقة الهبوط، بالإضافة إلى تعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية بلاعبين يمكنهم تقديم الإضافة المطلوبة.
من ناحية أخرى، جماهير فالنسيا، التي تعتبر واحدة من الأكثر وفاءً في إسبانيا، تعيش حالة من الإحباط والغضب بسبب تدهور أوضاع الفريق. ومع كل جولة تمر دون تحقيق الفوز، تزداد الضغوط على الإدارة واللاعبين لتقديم حلول سريعة قبل فوات الأوان.
ختامًا: هل ينجو فالنسيا من الكارثة؟
في موسم يبدو كابوسًا لجماهير فالنسيا، يبقى السؤال الكبير: هل يستطيع الفريق استعادة مستواه وتجنب الهبوط لأول مرة منذ سنوات طويلة؟ أم أن المشاكل الإدارية والرياضية ستدفع النادي إلى كارثة تاريخية؟ الإجابة ستتحدد في الأسابيع المقبلة، حيث كل نقطة أصبحت مسألة حياة أو موت لفريق كان يومًا من عمالقة كرة القدم الإسبانية.