
في أول ظهور له في كلاسيكو تاريخي مع برشلونة ضد ريال مدريد في نهائي كأس السوبر الإسباني 2025، وقع الحارس البولندي فويتشيك تشيزني في موقف غير متوقع حين طُرد بعد تدخل متهور على مهاجم ريال مدريد كيليان مبابي. وعلى الرغم من الطرد الذي وقع في بداية الشوط الثاني، والتي جعلت من الظهور الأول لتشيزني في الكلاسيكو حدثًا مثيرًا للجدل، إلا أن الفريق الكتالوني استطاع حسم المباراة لصالحه بفوز عريض 5-2، ليحقق برشلونة لقب السوبر الإسباني للمرة الـ 15 في تاريخه.
الطرد في لحظة حاسمة
في مباراة كان فيها برشلونة متقدمًا بنتيجة كبيرة، جاء قرار الطرد ليشكل منعطفًا حاسمًا في مسيرته مع الفريق في هذا اللقاء الكبير. في الدقيقة 50 من المباراة، قام تشيزني بتدخل مثير على مبابي، ليعود الحكم لتقنية الفيديو (VAR) التي أكدت صحة القرار، ليشهر البطاقة الحمراء في وجه الحارس البولندي. ورغم أن تشيزني كان قد بدأ المباراة بحماس كبير، إلا أن الطرد وضعه في موقف صعب رغم فوز فريقه في النهاية.
شجاعتي المتهورة قادتني للمجد
في تعليق له بعد المباراة، عبر تشيزني عن شعوره تجاه الطرد وعن الدروس التي تعلمها من التجربة. على حسابه الرسمي في إنستجرام، كتب تشيزني: “نعم، اتخذت قرارًا سيئًا وطُردت في أول كلاسيكو لي! نعم، هذا ليس شعورًا جيدًا، لكن التجربة سمحت لي أن أرى الأمور من منظور مختلف”.
وأضاف الحارس البولندي: “في سبتمبر، اعتزلت كرة القدم كنت مستمتعًا بحياتي على الشواطئ وملاعب الغولف في ماربيا. بعد 4 أشهر، جاءني فرصة خوض مباراة كنت أراها فقط على شاشة التلفاز أو في لعبة فيفا”. وكشف تشيزني أنه لم يخشَ خوض تلك المباراة، بل بالعكس، كان يتطلع إليها بكل حماس.
قرار شجاع وغير تقليدي
ورغم الطرد، أصر تشيزني على أنه لم يندم على سلوكه في المباراة، قائلًا: “لم أكن لأختبئ أو ألعب هذه المباراة خائفًا من ارتكاب قرارات صعبة أو المخاطرة. قد يعتقد البعض أن هذا السلوك هو السبب في الطرد، لكنني أفضل أن أراه على أنه السبب في وجودي هنا الآن”.
وأظهر تشيزني في تصريحاته أنه كان دائمًا يفضل السير في طريق مليء بالتحديات على أن يتراجع عن اتخاذ قرارات جريئة، وذكر أنه من خلال اتخاذ المخاطر والشجاعة في مواجهة المواقف الصعبة، كان قادرًا على الوصول إلى ما هو عليه الآن، وأن الطرد في النهاية لم يكن إلا جزءًا من مغامرة طويلة بدأها قبل أن ينضم إلى برشلونة.
التعلم من الأخطاء: خطوة نحو التطور
أحد أهم الجوانب التي عبر عنها تشيزني كان درسًا تعلمه من خطأه. ورغم أن الطرد كان بمثابة ضربة قوية في توقيت غير مناسب، إلا أنه نظر إلى الحادثة على أنها فرصة لتعلم كيفية التعامل مع الضغوط، وفهم أن التحديات جزء من اللعبة. لقد علمته التجربة أنه لا يجب أن يندم على المواقف التي تكون فيها المخاطرة جزءًا أساسيًا من التقدم والنجاح، بل على العكس، فإن هذه المخاطر هي ما يبني شخصية اللاعب ويصقله.
الإصرار على النجاح وعيش اللحظة
تشيزني لم يكن مجرد لاعب ينظر إلى الحظ أو الظروف، بل كان يتطلع دائمًا إلى تخطي الحدود وتحدي نفسه. وأضاف: “لم أكن أريد أن أختبئ خلف الظروف أو الأخطاء، بل أردت أن أعيش اللحظة، لأن كرة القدم هي أكثر من مجرد نتيجة، إنها مغامرة وقرار شجاع وأنت في قلب الحدث”. على الرغم من النتيجة السلبية للطرد، كان تشيزني ينظر إلى الفرصة التي أتيحت له للعب في كلاسيكو تاريخي مع برشلونة وتسجيل أول لقب له مع الفريق كأكبر مكافأة لما قدمه.
مغزى التجربة: الحياة والمغامرة
في النهاية، أصر تشيزني على أن حياته المهنية في برشلونة ستكون مليئة بمزيد من اللحظات الصعبة، لكن ما يميز هذه اللحظات هو أنها تمنحك الفرصة لتكون جزءًا من مغامرة رائعة. وقال: “بالطبع هناك أوقات من الألم، وقد تكون القرارات صعبة، ولكن الحياة مليئة بالمخاطرة وإذا لم تكن مستعدًا للتعامل مع ذلك، فلن تصل إلى أي شيء. بالنسبة لي، الشجاعة هي ما جعلني أحقق ما أنا عليه الآن، وربما الطرد كان جزءًا من تلك المغامرة، لكن المهم هو النتيجة النهائية. الآن أنا فخور بتتويجي بأول ألقابي مع برشلونة!”
ختامًا
كانت المباراة ضد ريال مدريد لحظة فارقة في حياة تشيزني مع برشلونة، حيث أكدت أن كرة القدم ليست فقط عن الفوز بلقب أو هزيمة، بل هي رحلة مليئة بالتجارب والتحديات، وكل قرار، سواء كان صائبًا أو خاطئًا، يُشكل جزءًا من مغامرة الحياة الكروية.