في خطوة غير متوقعة بعالم كرة القدم، استدعى منتخب ألمانيا حارس مانشستر سيتي، ستيفان أورتيغا، لأول مرة لتمثيله دوليًا، ليبدأ تحديًا جديدًا في مسيرته الكروية بعمر 32 عامًا. هذا القرار الذي أصدره مدرب المنتخب الألماني، أثار اهتمام الجماهير والمحللين الرياضيين، الذين رأوا في استدعاء أورتيغا تطورًا مثيرًا لحارس طالما برز بأدائه في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم عدم حصوله سابقًا على فرصة في منتخب بلاده.
قصة صعود أورتيغا المتأخرة
وُلد ستيفان أورتيغا في ألمانيا، وبدأ مشواره في الدوريات المحلية، حيث لعب لعدة أندية ألمانية صغيرة قبل أن ينتقل إلى فريق أرمينيا بيليفيلد، الذي كان له الفضل الأكبر في إبراز مواهبه كحارس يمتاز بسرعة رد الفعل والمرونة. وعلى الرغم من أدائه الجيد في الدوري الألماني، لم يحظَ أورتيغا بالاهتمام الدولي لسنوات، حيث تميل منتخبات النخبة لاستدعاء الحراس الشباب.
لكن في عام 2022، اتخذ أورتيغا خطوة كبيرة في مسيرته بالانتقال إلى مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز. ورغم كونه الحارس الثاني بعد البرازيلي إيدرسون، تمكن أورتيغا من تقديم أداء مميز في المباريات التي أُتيحت له، خاصة في مباريات الكأس. وقد أظهر ثقة كبيرة، مما جعله محط الأنظار، وهو ما ساهم في لفت انتباه الجهاز الفني للمنتخب الألماني، الذي يبحث عن دماء جديدة وخيارات متنوعة في مركز الحراسة.
لماذا أورتيغا الآن؟
يأتي استدعاء أورتيغا في وقت تشهد فيه كرة القدم الألمانية تغييرات شاملة، خاصة بعد التراجع الذي مر به المنتخب في البطولات الأخيرة. ورغم أن أورتيغا ليس شابًا، فإن أدائه مع مانشستر سيتي يدل على أنه يمتلك خبرة ونضجًا كرويًا يجعله خيارًا مستقرًا، خاصةً أنه حارس يعتمد عليه في المواجهات الصعبة، ويجيد اللعب تحت الضغط.
كما أن أورتيغا يتميز بأسلوبه الذي يجمع بين الصلابة الدفاعية وردود الفعل السريعة، فضلًا عن مرونته في التعامل مع الكرات العالية، وهو أمر ضروري لمستوى التنافسية العالية في المباريات الدولية. ويرى مدرب المنتخب أن أورتيغا سيقدم إضافة قوية، ليس فقط كحارس مرمى، بل كقائد من خلف خطوط الدفاع، يستطيع توجيه زملائه ونقل خبرته في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ردود الفعل حول الاستدعاء
قرار استدعاء أورتيغا قوبل بترحيب حار من جماهير مانشستر سيتي ومشجعيه في ألمانيا، خاصةً أولئك الذين تابعوا مسيرته منذ بداياته. يرى البعض أن انضمامه إلى المنتخب الألماني يشكل اعترافًا متأخرًا بمواهبه التي أثبتها داخل وخارج ألمانيا. وعبّر الحارس عن سعادته الكبيرة بتمثيل المنتخب، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل حلما طال انتظاره، وموضحًا أنه سيبذل قصارى جهده لإثبات جدارته بهذا الاستدعاء.
أما من جهة زملائه في مانشستر سيتي، فقد أعربوا عن دعمهم لأورتيغا، حيث أكدوا أن وجوده مع منتخب بلاده سيعزز من ثقته ويمنحه دفعة إضافية في الدوري الإنجليزي. واعتبره المدرب بيب جوارديولا قرارًا مستحقًا يعكس التطور الذي حققه أورتيغا خلال فترة قصيرة.
تأثير استدعاء أورتيغا على مشواره المهني
يمثل هذا الاستدعاء فرصة ذهبية لأورتيغا لإثبات قدراته على الساحة الدولية، وقد يكون هذا الظهور بدايةً لفترة جديدة في مشواره الاحترافي. فالمشاركة في المباريات الدولية تضفي على الحارس المزيد من الخبرة وتعزز ثقة الأندية الكبرى بقدراته.
كما أن هذا الاستدعاء قد يفتح الباب أمامه للحصول على فرص أكبر مع مانشستر سيتي، حيث قد يزداد الاعتماد عليه في المباريات، مما سيسمح له بإثبات جدارته وقدرته على التحدي والمنافسة في أفضل دوريات العالم.
ختامًا
يعتبر استدعاء ستيفان أورتيغا لمنتخب ألمانيا بعمر 32 عامًا خطوة استثنائية تبرز قيمته كلاعب لم يتخلّ عن حلمه رغم سنوات الانتظار. وسواء أكان مشاركًا أساسيًا أم احتياطيًا، فإن وجوده في المنتخب يعطيه فرصة لتمثيل بلاده ولإبراز موهبته أمام جماهير العالم، فيما يعكس الروح الرياضية العالية التي يتميز بها الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي ساعده على الوصول لهذا الإنجاز الكبير.