
في خطوة مفاجئة أثارت الجدل على الساحة الرياضية، تم تعيين قائد الكاميرون السابق ريغوبير سونغ مديراً فنياً لمنتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، بقرار حكومي صادر عن وزارة الرياضة، على الرغم من معارضة الاتحاد المحلي لكرة القدم لهذا القرار.
قرار حكومي مثير للجدل
أُعلن تعيين سونغ (48 عاماً)، الذي يُعد أحد أبرز رموز الكرة الإفريقية، في قيادة منتخب إفريقيا الوسطى بمرسوم حكومي عقب لقائه مع رئيس البلاد فوستين آركانغ تواديرا يوم الاثنين. وأكدت الحكومة دعمها الكامل لسونغ، الذي سبق أن قاد منتخب بلاده الكاميرون في أربع بطولات لكأس العالم وكان المدير الفني للمنتخب في مونديال قطر 2022.
لكن المفاجأة جاءت من اتحاد إفريقيا الوسطى لكرة القدم، الذي أصدر بياناً أكد فيه أنه علم بالتعيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي “بفزع ومفاجأة”، وأن القرار تم اتخاذه دون استشارة الاتحاد. وأوضح البيان أن الاتحاد يرفض القرار بشدة، لكنه يسعى لتجنب أزمة بينه وبين الوزارة المسؤولة عن الرياضة.
سونغ خلفاً للمدرب السويسري راوول سافوي
جاء تعيين سونغ خلفاً للمدرب السويسري راوول سافوي، الذي أقيل من منصبه في أكتوبر الماضي بعد سلسلة من النتائج المخيبة في تصفيات كأس الأمم الإفريقية. وبالنظر إلى سجل منتخب إفريقيا الوسطى المتواضع، فإن المهمة تبدو صعبة على المدرب الكاميروني الذي يدخل في تحدٍ جديد على الصعيد القاري.
منتخب إفريقيا الوسطى: وضع صعب في التصفيات
حاليًا، يحتل منتخب إفريقيا الوسطى المركز الخامس في المجموعة التاسعة لتصفيات كأس العالم برصيد أربع نقاط من أربع مباريات. ويتخلف المنتخب بفارق خمس نقاط عن المتصدرين جزر القمر وغانا. وسيواجه تحدياً كبيراً في مارس المقبل عندما يلتقي على أرضه مع مدغشقر ومالي في مباراتين حاسمتين.
الحكومة والاتحاد: صراع النفوذ في إدارة الكرة الإفريقية
التعيين الحكومي لسونغ يسلط الضوء على التوترات المستمرة بين الحكومات والاتحادات المحلية في العديد من الدول الإفريقية. ففي كثير من الحالات، تكون الحكومة هي الجهة المسؤولة عن دفع رواتب المدربين، مما يمنحها نفوذاً كبيراً في القرارات المتعلقة بكرة القدم الوطنية.
وفي حالة إفريقيا الوسطى، يبدو أن الحكومة استخدمت سلطتها لتعيين مدرب جديد دون الرجوع إلى الاتحاد، وهو ما يثير تساؤلات حول استقلالية الاتحادات المحلية ودورها في إدارة اللعبة.
سونغ: مسيرة حافلة وذكريات مليئة بالأحداث
ريغوبير سونغ ليس غريباً على الضغوط والتحديات. فقد أمضى مسيرة طويلة كلاعب، حيث مثل أندية أوروبية كبرى مثل ليفربول، وست هام يونايتد، وغلطة سراي، وترك بصمته كقائد لمنتخب الكاميرون لأكثر من عقدين.
لكن مسيرته كمدرب لم تخلُ من الجدل. ففي كأس العالم 2022 بقطر، دخل سونغ في صدام مع حارس مرمى الكاميرون أندريه أونانا، ما أدى إلى مغادرة الأخير للبطولة بشكل مفاجئ، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول إدارته لغرفة الملابس.
تحديات سونغ المقبلة
تنتظر سونغ مهمة شاقة مع منتخب إفريقيا الوسطى. الفريق يعاني من تراجع النتائج، كما يواجه أزمة في تشكيلته بسبب غياب المواهب الكافية للمنافسة على المستوى القاري.
وسيكون عليه بناء فريق قادر على تحقيق نتائج إيجابية في التصفيات المقبلة، مع تحسين الروح المعنوية للاعبين وتطوير الأداء العام للفريق.
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه سونغ تحدياً في إدارة العلاقة بين الحكومة والاتحاد المحلي، خاصة إذا استمرت الخلافات حول تعيينه.
ختاماً: بداية جديدة أم أزمة متوقعة؟
تعكس قضية تعيين سونغ واقع كرة القدم الإفريقية، حيث تتشابك السياسة والرياضة بشكل كبير. وبينما يعقد البعض آمالاً كبيرة على سونغ لانتشال منتخب إفريقيا الوسطى من أزماته، يخشى آخرون أن يتحول تعيينه إلى نقطة صدام جديدة بين الأطراف المختلفة.
ما هو مؤكد أن سونغ يدخل تحدياً جديداً في مسيرته، ويأمل الجميع أن يتمكن من تجاوز الصعوبات وقيادة المنتخب لتحقيق إنجازات تُسجل في تاريخ الكرة الإفريقية.