
يبدو أن دييغو سيميوني، المدير الفني لنادي أتلتيكو مدريد، رغم تألق فريقه وتصدره الدوري الإسباني، لم يُخفض سقف التوقعات بعد، خصوصاً تجاه مهاجمه النرويجي ألكسندر سورلوث. ورغم الأهداف الحاسمة التي أحرزها اللاعب هذا الموسم، إلا أن سيميوني يرى أن سورلوث قادر على تقديم المزيد، وهو ما أكده خلال تصريحات أدلى بها قبيل مواجهة إلتشي في كأس ملك إسبانيا.
تألق سورلوث تحت المجهر
ألكسندر سورلوث، المهاجم النرويجي البالغ من العمر 27 عاماً، قدّم أوراق اعتماده هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد بتسجيله 8 أهداف في 18 مباراة بالدوري الإسباني. ولعل أبرز لحظاته هذا الموسم جاءت عندما أحرز هدف الفوز في الدقيقة 96 ضد برشلونة، في مباراة انتهت بنتيجة 2-1 لصالح أتلتيكو، وهو ما عزّز مكانته كلاعب حاسم في المباريات الكبرى.
لكن على الرغم من هذه الإنجازات، لم يبدأ سورلوث مباراة أوساسونا الأخيرة، حيث اعتمد سيميوني عليه كبديل في الشوط الثاني. الفوز في هذه المباراة قفز بأتلتيكو مدريد إلى صدارة الدوري الإسباني برصيد 44 نقطة، بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد. ومع ذلك، لا تزال هناك انتقادات موجهة إلى اللاعب بسبب تراجع أدائه في دوري أبطال أوروبا، حيث لم يتمكن من تسجيل أي هدف في 5 مباريات بالبطولة الأوروبية هذا الموسم.
صرح سيميوني عن أداء اللاعب قائلاً: “في أتلتيكو مدريد، النجاح يعتمد على الجماعية وليس الأداء الفردي فقط. سورلوث قدّم الكثير للفريق سواء كمهاجم أساسي أو كبديل، لكنه يمتلك القدرة على تقديم الأفضل. نحن بحاجة لرؤية المزيد منه، خاصة في المواقف الحاسمة.”
مهمة جديدة في كأس ملك إسبانيا
سيكون أتلتيكو مدريد على موعد مع مواجهة إلتشي غداً الأربعاء في الدور ثمن النهائي من كأس ملك إسبانيا. المباراة تأتي في وقت حساس بالنسبة للفريق الذي يتنافس على عدة جبهات، ما يضع ضغطاً إضافياً على اللاعبين.
لكن المدرب الأرجنتيني قد يضطر لإجراء بعض التعديلات على تشكيلته بسبب الإصابات. وأشار سيميوني إلى احتمال غياب المدافع الفرنسي كليمنت لينغليه بعد تعرضه لإصابة في المباراة الأخيرة.
ورغم ذلك، يبدو أن سيميوني مصمم على الاستمرار بنفس الروح القتالية التي طالما ميزت أتلتيكو تحت قيادته.
القادة المخضرمون وتأثيرهم على الفريق
خلال تصريحاته، أشاد سيميوني بالدور الكبير الذي يلعبه المخضرمون في فريقه، بما فيهم أنطوان غريزمان، الهداف التاريخي للنادي، بالإضافة إلى كوكي (33 عاماً)، سيزار أزبيليكويتا (35 عاماً)، وأكسل فيتسل (36 عاماً).
وقال سيميوني: “وجود لاعبين مثل غريزمان وكوكي وأزبيليكويتا وفيتسل يُحدث فارقاً كبيراً. هؤلاء اللاعبون يتدربون يومياً وكأنهم ما زالوا في بداية مسيرتهم، ويُلهِمون زملاءهم بروحهم القتالية والتزامهم.”
وأضاف المدرب: “هؤلاء اللاعبون هم عصب الفريق. إنهم يفهمون فلسفتنا ويعرفون كيف يوجّهون اللاعبين الشباب. من خلالهم، نُرسّخ روح الفريق التي تجعل أتلتيكو نادياً مختلفاً عن الآخرين.”
سيميوني: الإنجازات لا تعني الراحة
خلال 14 عاماً قضاها مع أتلتيكو مدريد، حقق سيميوني العديد من الإنجازات البارزة، بما في ذلك لقبان للدوري الإسباني، ولقبان في الدوري الأوروبي، إلى جانب قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين. ومع ذلك، أكد المدرب الأرجنتيني أنه لا يعتمد على إنجازاته السابقة لتقييم نفسه، بل يركز على المستقبل وما يمكن تحقيقه مع الفريق.
وقال سيميوني: “لا أعيش على الثناء أو الانتقاد. ما يهمني هو العمل مع الفريق لتحقيق أهدافنا المشتركة. عندما أجد لاعبين يتشاركون معي في هذه الرؤية، مثل القادة المخضرمين الذين ذكرتهم، فإن ذلك يُحفزني لمواصلة العمل.”
جدول مزدحم بانتظار أتلتيكو مدريد
بعد مواجهة إلتشي في الكأس، ينتظر أتلتيكو مدريد جدولاً مزدحماً بالمباريات المهمة. يوم السبت المقبل، سيواجه الفريق ليغانيس في الدوري الإسباني، قبل أن يستضيف باير ليفركوزن في مباراة حاسمة ضمن دوري أبطال أوروبا يوم 21 يناير.
ختاماً: هل يحافظ أتلتيكو على الصدارة؟
مع تصدره الدوري الإسباني واستمراره في المنافسة على أكثر من بطولة، يبدو أتلتيكو مدريد في طريقه لموسم تاريخي آخر تحت قيادة سيميوني. لكن مع ضغط المباريات والإصابات، هل سيتمكن الفريق من الحفاظ على استقراره؟ وما الدور الذي سيلعبه سورلوث وبقية النجوم في تحديد مصير هذا الموسم؟
كل الأنظار الآن تتجه إلى سيميوني ولاعبيه، حيث يُنتظر منهم مواصلة تقديم الأداء المميز الذي جعل أتلتيكو واحداً من أبرز الفرق في أوروبا.