إنزاجي يضطر لحل لغز غياب الدوسري أمام سيتي
قاد سالم الدوسري الهلال لتاريخ جديد في كأس العالم للأندية 2025 بعدما سجل هدف التأهل لدور الستة عشر أمام باتشوكا المكسيكي، غير أن نجم “الزعيم” تعرض لإصابة في العضلة الخلفية خلال اللقاء، وأعلن النادي أن برنامجه العلاجي سيستغرق بين أربعة وستة أسابيع مما يجعل مشاركته أمام مانشستر سيتي مستحيلة ويترك الإيطالي سيموني إنزاجي أمام تحدٍ كبير لتعويض غياب قائده في القمة المرتقبة على ملعب كامبينج وورلد بأورلاندو فجر الثلاثاء المقبل
غياب جناح السرعة والثقة
مثل خروج الدوسري صدمة لجمهور الهلال الذي لمس الاعتماد الكبير عليه في الجانب الهجومي وصناعة اللعب عبر الجناح الأيمن والأيسر على حد سواء إذ يمتاز اللاعب بقدرته على كسر الرقابة وتوفير العمق الفني اللازم للتحولات السريعة ويأتي غيابه في توقيتٍ حرج أمام بطل أوروبا وأحد أغنى الأندية في العالم حيث سيحتاج الفريق إلى تنظيم دفاعي عالي المستوى مع تسريع الهجمة المضادة

سيناريوهات التعويض بين الحربي والدوسري الابن
يرجح الإعلامي حمود القحطاني عبر حسابه في “تويتر” أن يدفع إنزاجي بمتعب الحربي في مركز الجناح الأيسر رغم أن الأساس تكتيكيًا لاعب شاب متحرّك في قلب الدفاع الأيمن ويملك سرعة اختراق تشبه سرعة الدوسري وإمكانات فردية جيدة ولكن انتقاله إلى الجبهة اليسرى يستلزم ضبطًا تكتيكيًا جديدًا يتضمن تغطية مكثفة من الظهير الأيسر الأساسي لمنع استغلال سيتي للأجناب
وفي المقابل أشارت مصادر صحيفة “الرياضية” إلى احتمال الدفع بناصر الدوسري لاعب وسط الهلال ابن شقيق سالم لملء الفراغ بحكم قدرته على الربط بين خطوط الفريق وقدرته على التسديد من بعيد وتوزيع الكرات العرضية وهو ما يكسب الهلال بعدًا هجوميًا مختلفًا خاصة في المباريات التي تتطلب فرض السيطرة على منطقة المناورات الوسطية وإشراكه كمهاجم وهمي قد يخدع رقابة لاعبي الوسط بقيادة كيفن دي بروين ورودري
خطط إنزاجي التكتيكية للتفوق على السيتي
وبعيدًا عن الأسماء المرشحة فإن إنزاجي أمام خيارات تكتيكية عدة أبرزها
• التحول إلى 3-5-2 مع إشراك متعب الحربي كجناح مرتفع مع تعزيز الجبهة اليسرى بلاعب أجنبي يمتاز بالسرعة والتنظيم الدفاعي لتعويض غياب الدوسري
• اعتماد 4-3-3 مع إبقاء محمد كنو في وسط الملعب لتعزيز التركيز الدفاعي والتمرير بين الخطوط وتحريك الكرات إلى أقدام سالم أبو عالي أو المهاجمين في العمق
• اللعب بخطة 4-2-3-1 وإسناد الرواق الأيسر لناصر الدوسري مع إسناد مهمة ربط اللعب لمحمد البريك وإدخال فابيو أبرو لتعويض الجانب البدني والاحتكاك الصلب في منتصف الملعب
تأثير الانسجام على أداء “الزعيم”
يعلم إنزاجي أن بناء الانسجام في التدريبات قبل المباراة القصيرة بين مواجهة باتشوكا وسيتي يعد عاملًا حاسمًا فالدقائق القليلة أمام الأندية الأوروبية تحتاج تلاحمًا تكتيكيًا سريعًا والتفاهم بين الظهير والمحور لضمان عدم استغلال سيتي لثغرات الجناحين أو المساحات خلف خط الوسط أمام تحركات فودين وماهريز وبيرناردو سيلفا
حالة استعداد اللاعبين البدلاء
شهدت تدريبات الهلال قبل المواجهة مشاركة متعب الحربي في تدريبات فردية وجماعية لإتقان مهام الجناح بينما شارك ناصر الدوسري في مناورة ذات طابع هجومي للتدرب على الربط بين الوسط والهجوم فيما أدى محمد كنو تدريبات بدنية خاصة لتعويض الضغط العالي المتوقع من لاعبي مانشستر سيتي وتوجيه تمريرات طويلة لفتح رقعة اللعب على الأطراف من خلال هرنانديز وهالاند الذين سيشكلان التهديد الأبرز

ردود فعل الجماهير والإعلام السعودي
انقسم الرأي بين من يرى أن غياب الدوسري قد يحدّ من خطورة الهلال الهجومية أمام السيتي ويضع الفريق في موقف دفاعي طوال اللقاء وبين من يثق في قدرة الخبرة الإيطالية لإنزاجي على تحييد قوة السيتي بلاعبين أغنى خبرةً بدنية وتكتيكية مثل كنو والبريك وبويدي وأرتكاز دفاعي صلب يختاره المدرب ليشكل ثالوثًا وسط الملعب أمام ثلاثة لاعبين أصحاب قدرة عالية على التسديد من خارج المنطقة
أهمية المواجهة للتاريخ والسمعة
لا يقتصر دور الهلال على تمثيل الكرة السعودية في المحفل العالمي فحسب بل تتعلق سمعة الدوري ودرجة الاحترافية في التنظيم والإعداد بإظهار قدرة الأندية المحلية على مواجهاتٍ عالمية قوية وينتظر محبي الكرة في المملكة أن تكون مباراة الثلاثاء فخرًا جديدًا يضاف إلى سجل “الزعيم” بعد إنجاز التأهل التاريخي إلى دور الستة عشر
خلاصة الخيارات والتوقعات
في الختام يتضح أن غياب سالم الدوسري أضاف عمقًا من المتغيرات على الطاولة التكتيكية لإنزاجي وقدرته على الابتكار السريع واختيار البدائل المناسبة التي تضمن عدم الانهيار أمام سيتي وتمريرة الأندية الأوروبية للكرة حوله وإن كانت السيناريوهات الأكثر ترجيحًا تعتمد على الاندماج السريع لمتعب الحربي أو ناصر الدوسري في الأدوار الهجومية مع ضبط إيقاع دفاعي محكم عبر خط وسط رباعي أو ثلاثي
وسيكون إعلان التشكيل النهائي قبل ساعات من صافرة البداية هو أقرب دليل على الخطة التي سيتبعها الهلال وتعكس ثقته بقدرة النجوم البدلاء على ملء فراغ قائده، فيما يترقب الشارع الرياضي السعودي سيناريو يليق بطموحات الأبطال ويثبت قدرة الأندية المحلية على مجابهة العمالقة العالمية رغم غياب أحد أبرز أسلحتها.