
تألق النجم البرازيلي نيمار في عودته المثيرة إلى مسقط رأسه في سانتوس، حيث كان في استقباله الآلاف من جماهير الفريق البرازيلي في احتفال غير مسبوق. استضاف ملعب “فيلا بيلميرو” مشهدًا أسطوريًا مع توافد الجماهير التي تواجدت لتشهد لحظة عودة الأمير، وذلك في إطار احتفال موسيقي ضخم مرفق بلافتة مكتوب عليها “عاد الأمير”، في إشارة إلى العودة المميزة لللاعب الذي طالما ارتبط اسمه بمجد سانتوس وجماهيره.
عودة نيمار إلى سانتوس: من الطائرة إلى الاحتفال
وصل نيمار إلى مدينة ساو باولو على متن طائرة خاصة، قادمًا من المملكة العربية السعودية، حيث كان يتواجد مع نادي الهلال السعودي. ولكنه فضل أخذ بعض ساعات للراحة قبل أن يستكمل رحلته إلى سانتوس عبر طائرة مروحية. رغم التوقعات بوجود جماهير كبيرة في المطار، اختار اللاعب أن يستمتع بلحظة خاصة من الراحة قبل إتمام عودته إلى حيث بدأ مسيرته.
كانت الأجواء في ملعب سانتوس تكتظ بالحيوية، حيث تواجد آلاف من عشاق الفريق الذين لم يتوانوا عن التعبير عن فرحتهم بعودة نيمار إلى الفريق الذي بدأ فيه مشواره الاحترافي. العديد من هذه الجماهير حملوا لافتات تحمل عبارة “عاد الأمير”، في إشارة إلى المكانة الكبيرة التي يحتلها نيمار في قلوب البرازيليين، خاصة في مدينة سانتوس التي ارتبط اسمها بكرة القدم تاريخيًا، بعد أن سطع فيها نجم الأسطورة بيليه.
العقد القصير ومستقبل نيمار في سانتوس
من المتوقع أن يوقع نيمار عقدًا قصير الأجل مع نادي سانتوس، يهدف إلى استعادة مستواه الفني، في إطار استعداداته لمنافسات كأس العالم 2026. بعدما خاض تجربة احترافية طويلة في أوروبا ومع نادي باريس سان جيرمان، ثم انتقاله إلى الهلال السعودي، يعتقد البعض أن العودة إلى سانتوس قد تكون نقطة انطلاق جديدة في مسيرته. وبعد أن قرر الهلال فسخ عقده مع نيمار بالتراضي، إثر تعرضه لإصابة كبيرة جعلت مستواه يتأثر، يبحث اللاعب الآن عن فرصة جديدة للتألق داخل بلاده، قبل العودة إلى المسار الدولي.

“عودته الأمير”: اللافتات والذكريات
ومن بين مشاهد الاستقبال المميزة كانت هناك لافتات تعرض عبارة “عاد الأمير”، والتي تم بيعها في محيط الملعب بمبلغ 10 ريالات برازيلية (حوالي 1.5 دولار). واحتوت هذه اللافتات على رسومات مستوحاة من الذكاء الاصطناعي، تظهر نيمار بشكل أكثر نضجًا وهو يرتدي تاجًا على رأسه، وهو نوع من التكريم لكونه يمثل جيلًا جديدًا في المدينة التي شهدت عظمة “الملك” بيليه، الذي غادرنا في ديسمبر 2022.
القميص والرقم الجديد: نيمار رقم 10
في إطار عودته، قام متجر نادي سانتوس بعرض قمصان جديدة تحمل اسم نيمار، ولكن هذه المرة، لم يكن يحمل الرقم 11 الذي كان يرتديه في فترته الأولى مع النادي من 2009 إلى 2013. بل سيحمل الرقم 10، وهو الرقم الذي طالما ارتبط باسم بيليه، الذي لا يزال يمثل رمزية كبيرة في تاريخ الفريق.
يُعد هذا التحول الرمزي خطوة مهمة في مسيرة نيمار، الذي يسعى ليكون جزءًا من تاريخ سانتوس الجديد، في وقت يشعر فيه كل عشاق الفريق أن نيمار هو الرابط الحي بين الماضي المجيد في تاريخ النادي والمستقبل الذي يتطلع الجميع إلى رؤيته.
مسيرة نيمار: من سانتوس إلى القمة
قبل انتقاله إلى الأندية الأوروبية الكبرى، كان نيمار قد لعب 225 مباراة مع سانتوس، سجل خلالها 138 هدفًا، وأصبح جزءًا من حقبة ذهبية للفريق. هذه الفترة كانت مليئة بالإنجازات التي حققها اللاعب، حيث ساهم في فوز سانتوس بستة ألقاب، بما في ذلك ألقاب محلية وقارية. ولكن مع هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية في عام 2023، كانت هناك تساؤلات حول مستقبل النادي وأهدافه.
وفي سياق ذلك، قرر نيمار الرحيل إلى أوروبا، حيث انضم إلى برشلونة الإسباني ومن ثم باريس سان جيرمان، قبل أن يتجه إلى الهلال السعودي في تجربة مثيرة لم تدم طويلاً بسبب تعرضه لإصابة بقطع في الرباط الصليبي في عام 2022. إلا أن مشواره المثير في الكرة العالمية لن يُنسى، حيث ظل نيمار أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم عندما انتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان في صفقة تاريخية وصلت قيمتها إلى 222 مليون يورو.

نيمار في الهلال السعودي: تجربة قصيرة ولكن مليئة بالأحداث
لم تدم تجربة نيمار مع الهلال السعودي طويلاً، حيث لعب مع الفريق لمدة قصيرة، فخلال سبع مباريات فقط، تأثر اللاعب بالإصابة التي أبعدته لفترة طويلة، ليقرر الهلال فسخ عقده بالتراضي هذا الأسبوع. كان يُنظر إلى نيمار كلاعب مهم في الهجوم السعودي، لكن الإصابات التي تعرض لها ألقت بظلالها على أداء اللاعب، مما دفع إدارة النادي إلى اتخاذ القرار.
عودة نيمار: البرازيل تنتظر
منذ لحظة عودته إلى سانتوس، بات نيمار مرة أخرى في دائرة الضوء في بلاده، حيث تُركز الأنظار على تحضيره للمنافسات القادمة، خاصة كأس العالم 2026. يراهن نيمار على استعادة لياقته البدنية ومستواه الفني خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي يأمل فيه أن يكون جزءًا من الفريق البرازيلي في البطولة العالمية المقبلة.
يعتبر الجميع في البرازيل أن نيمار هو الوريث الشرعي لبيليه في الوقت الحالي، ورغم اختلاف الأجيال والأزمنة، إلا أن الدائرة الكروية في المدينة التي أسست أعظم النجوم تتطلع إلى استمرار نيمار في تقديم مستويات رائعة من خلال عودته إلى سانتوس. وبينما يعكف اللاعب على استعادة لياقته البدنية، فإن التوقعات عالية بشأن ما سيقدمه في الفترة المقبلة.
تعد عودة نيمار إلى سانتوس خطوة كبيرة في مسيرته، وتجعل الجماهير في البرازيل تشعر بأنها على موعد مع فصل جديد من تاريخ ناديها العريق، حيث تتجدد الآمال في تحقيق المزيد من النجاحات مع “الأمير”.