تصاعدت حدة التوتر بين نادي بلد الوليد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، بعد أن أصبح المدافع السيراليوني الشاب جمعة باه محور أزمة كبيرة في سوق الانتقالات الشتوية. اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا، الذي برز كأحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، بات قريبًا من الانتقال إلى صفوف فريق المدرب بيب جوارديولا، في خطوة أثارت استياء النادي الإسباني.
جمعة باه.. مدافع صغير وأزمة كبيرة
يسعى مانشستر سيتي إلى تعزيز خياراته الدفاعية من خلال التعاقد مع جمعة باه، الذي يُعد من أبرز اللاعبين الواعدين في مركزه. ومع ذلك، لم تكن المفاوضات بين الناديين سهلة. فبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية، اللاعب الشاب يعتزم فسخ عقده مع بلد الوليد من طرف واحد، بعد تعثر المحادثات حول قيمة انتقاله.
العقد الحالي للاعب يتضمن شرطًا جزائيًا يبلغ 6 ملايين يورو فقط، نظرًا لتسجيله ضمن فئة الشباب. هذا الرقم أقل بكثير مما كان سيُطلب لو كان اللاعب مسجلًا في فريق الرديف (12 مليون يورو) أو الفريق الأول (30 مليون يورو). على الرغم من محاولات بلد الوليد توقيع عقد جديد مع اللاعب لزيادة الشرط الجزائي، إلا أن وكيله رفض هذا الأمر بشكل قاطع، مما أدى إلى تعقيد الموقف.
بيان ناري من بلد الوليد
أصدر نادي بلد الوليد بيانًا رسميًا يعبر فيه عن خيبة أمله من تصرفات اللاعب ووكيله، متهمًا مانشستر سيتي بالتحريض على فسخ العقد. وجاء في البيان: “أبلغنا عبد الله جمعة باه ووكيله مساء أمس بنيتهما فسخ العقد من طرف واحد، وأرسل مانشستر سيتي طلبًا للتفاوض مع اللاعب. قرر اللاعب عدم حضور التدريب الصباحي اليوم، مما يعكس عدم التزامه بمسؤولياته التعاقدية.”
وأضاف البيان أن النادي يشعر بخيبة أمل وغضب كبيرين، مؤكدًا أن مانشستر سيتي يقف وراء هذا القرار الذي وصفه بـ”غير الأخلاقي”، في ظل استغلال اللاعب لقوانين حماية الشباب، والتي تسمح له بالرحيل مقابل مبلغ منخفض مقارنة بقيمته الحقيقية.
كيف وصلت الأزمة إلى هذا الحد؟
بحسب مصادر داخلية، يرى بلد الوليد أن مانشستر سيتي كان يعمل خلف الكواليس مع وكيل اللاعب لتجنب توقيع عقد احترافي جديد، مما يضمن بقاء الشرط الجزائي عند قيمته المنخفضة. هذا التكتيك وضع بلد الوليد في موقف ضعيف، خاصة وأن النادي رفض في الفترة الأخيرة عروضًا مالية أعلى للاعب من أندية أخرى، على أمل الاحتفاظ به أو تحقيق عائد مالي أكبر من انتقاله.
وأثار غياب اللاعب عن التدريبات الأخيرة غضب إدارة النادي، التي بدأت باتخاذ إجراءات قانونية وتأديبية ضده.
رؤية مانشستر سيتي: فرصة استثمارية
بالنسبة لمانشستر سيتي، فإن ضم لاعب موهوب مثل جمعة باه بمبلغ 6 ملايين يورو يُعد فرصة ذهبية لتعزيز صفوفه الدفاعية بمشروع مستقبلي. النادي الإنجليزي يملك خبرة طويلة في استقطاب المواهب الشابة وتطويرها تحت إشراف مدربين من الطراز الرفيع مثل بيب جوارديولا.
ورغم اتهامات بلد الوليد، لم يصدر مانشستر سيتي أي بيان رسمي يوضح موقفه، مكتفيًا بمتابعة تطورات الموقف من بعيد.
مستقبل جمعة باه.. إلى أين؟
مع تصاعد الأزمة، يبدو أن رحيل جمعة باه عن بلد الوليد أصبح مسألة وقت، سواء كان ذلك إلى مانشستر سيتي أو وجهة أخرى. اللاعب الشاب، الذي يُظهر إمكانيات كبيرة في مركز الدفاع، يُعد هدفًا لعدة أندية أوروبية.
ولكن السؤال الأكبر الآن: هل تؤدي هذه الخطوة إلى صدام قانوني طويل بين بلد الوليد ومانشستر سيتي؟ وهل ستنجح إدارة بلد الوليد في الحفاظ على حقوقها، أم أن اللاعب سيكمل طريقه نحو أحد أكبر أندية العالم؟
ختامًا.. الصراعات مستمرة في سوق الانتقالات
تعكس هذه القضية جانبًا آخر من الصراعات التي تشهدها سوق الانتقالات، حيث تُستغل القوانين والبنود التعاقدية لاستقطاب المواهب بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية. ومع تزايد رغبة الأندية الكبرى في استثمار المواهب الشابة، يبدو أن صراعات مشابهة قد تصبح أكثر شيوعًا في المستقبل القريب.
فهل تكون هذه الأزمة مجرد البداية لسلسلة من المعارك القانونية بين الأندية؟ أم ستنتهي سريعًا بتنازل أحد الأطراف؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.