
في خطوة قوية تكررت على غرار ما حدث في باريس، جددت جماهير جلطة سراي دعمها لفلسطين عبر رسالة واضحة على مدرجات ملعب “رامس بارك” خلال مباراة الفريق ضد توتنهام في الدوري الأوروبي. حيث رفعت الجماهير التركية تيفو ضمَّ شعارات “فلسطين حرة”، و”الإبادة في فلسطين”، و”دعوا أطفال غزة يعيشون”، في رسالة قوية تعبر عن التضامن مع الفلسطينيين، وخصوصًا مع الأطفال الذين يعانون من الأوضاع المأساوية في غزة.
تزامن هذا الموقف مع تيفو مماثل رفعته جماهير باريس سان جيرمان في ملعب حديقة الأمراء، خلال مواجهتهم أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا، ليحظى هذا الدعم الواسع للحقوق الفلسطينية بصدى كبير في الملاعب الأوروبية.
رسائل تضامنية تتوالى في الملاعب الأوروبية
رفع جماهير جلطة سراي لهذه الرسائل كان بمثابة رد فعل قوي على المواقف السياسية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعبر جمهور الكرة في أوروبا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني بطريقة غير مسبوقة. هذا التفاعل المتزايد في الملاعب الأوروبية يظهر أن كرة القدم تتجاوز كونها مجرد رياضة، لتصبح وسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية العالمية.
هذه الرسائل كانت بمثابة استجابة مباشرة لما قام به جمهور باريس سان جيرمان، الذي كان قد رفع لافتات مشابهة في مباراة الفريق ضد أتلتيكو مدريد، مما أثار جدلاً واسعًا ودفعت الحكومة الفرنسية إلى التحرك بشكل سريع. في أعقاب هذه التصرفات، تم إخطار فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وفيكتوريانو ميليرو، المدير العام لباريس سان جيرمان، بأنهم مدعوون للاجتماع مع وزارة الداخلية الفرنسية لمناقشة الأمر.
جلطة سراي يتفوق في مباراة مثيرة
على أرض الملعب، تمكن جلطة سراي من تحقيق فوز مثير على توتنهام 3-2 في مباراة حافلة بالإثارة، حيث شهدت تألق النجم النيجيري فيكتور أوسيمين، المنتقل حديثًا إلى الفريق التركي من نابولي الإيطالي. سجل أوسيمين هدفين رائعين، بينما أضاف يونس أكجون هدفًا ثالثًا لجلطة سراي، في حين سجل ويل لانكشاير ودومينيك سولانكي هدفي توتنهام.
ويُعد هذا الانتصار مهمًا ليس فقط من الناحية الرياضية، ولكن أيضًا باعتباره منصة أخرى لاستخدام كرة القدم كوسيلة للتضامن مع القضايا الإنسانية، في ظل التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة.
التضامن الرياضي في ظل الأزمات
هذه المواقف التضامنية من جماهير الأندية الكبرى في أوروبا ليست إلا جزءًا من تيار أكبر يتزايد في الملاعب الأوروبية، حيث يتزايد تفاعل الجماهير مع القضايا الإنسانية العالقة. وفي ظل الأزمات التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تتواصل هذه اللفتات الداعمة التي تنقل رسائل عميقة عن حقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن يستمر هذا النوع من التضامن في الظهور في العديد من الملاعب الأوروبية الأخرى، حيث تؤكد جماهير كرة القدم أنها تتابع ليس فقط المباريات، ولكن أيضًا الأحداث العالمية الكبرى التي تؤثر في مصير الشعوب.
ختامًا: كرة القدم تتجاوز الملاعب
لقد أثبتت جماهير باريس سان جيرمان وجلطة سراي أن كرة القدم تظل أداة قوية في يد الجماهير لتوجيه رسائل دعم للمستضعفين، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من القضايا القانونية والإدارية التي قد تطرأ نتيجة هذه المواقف، يبقى للرياضة دور قوي في جمع الناس معًا تحت راية السلام والتضامن.