
حين تعاقد الاتحاد الألماني مع المدرب الشاب جوليان ناجلسمان، كانت الآمال معقودة على أن يقدم نقلة نوعية في أداء المنتخب الألماني، ويعيده إلى قمة المنافسات العالمية. ومع ذلك، لم تسر الأمور كما كان متوقعًا، حيث واجه ناجلسمان تحديات عديدة في تكوين فريق متماسك وتطوير أسلوب لعب يلائم إمكانيات لاعبيه.
الأسباب التي أدت إلى فشل ناجلسمان مع ألمانيا
عانى ناجلسمان من صعوبة كبيرة في تطبيق فلسفته التكتيكية على اللاعبين الدوليين في المنتخب الألماني. بخلاف ما اعتاد عليه في الأندية، حيث يقضي المدرب وقتًا طويلًا مع اللاعبين يوميًا ويستطيع توجيههم وتدريبهم باستمرار، فإن العمل مع منتخب وطني يتطلب أسلوبًا مختلفًا نظرًا لقلة التفاعل اليومي مع اللاعبين. هذا الأمر لم يسعف ناجلسمان في توصيل أفكاره الفنية المعقدة بالشكل المطلوب.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض ناجلسمان لضغوط كبيرة من الجماهير والإعلام الألمانيين، حيث إن منتخب ألمانيا اعتاد على المنافسة في البطولات الكبرى، والجماهير كانت تنتظر منه تحقيق نتائج ملموسة وسريعة. كما لم يتمكن من إدارة التوقعات الكبيرة، مما انعكس سلبًا على أداء الفريق وعلى ثقته بنفسه.
عوامل أخرى أثرت على أداء المنتخب

من الأمور الأخرى التي ساهمت في فشل ناجلسمان عدم استقراره على تشكيلة محددة، حيث كان يجرّب لاعبين وتكتيكات مختلفة في كل مباراة تقريبًا. هذا الأمر أدى إلى قلة الانسجام بين اللاعبين وانعدام الثقة في النظام التكتيكي المتبع. كما أن قلة خبرة ناجلسمان في التعامل مع النجوم الكبار أثرت على العلاقة بينه وبين بعض اللاعبين المخضرمين، ما أثر سلبًا على الانضباط داخل الفريق.
إلى جانب ذلك، فقد عانى ناجلسمان من قلة توافر المواهب الجديدة القادرة على تلبية متطلبات اللعب على المستوى العالي. حيث يعاني المنتخب الألماني من نقص في بعض المراكز الحساسة، مثل خط الهجوم، مما زاد من صعوبة مهمة المدرب في تحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوة.
ختامًا
في النهاية، يمكن القول إن تجربة ناجلسمان مع المنتخب الألماني لم تكلل بالنجاح لأسباب متعددة، تتعلق بمتطلبات التدريب الوطني وأسلوب المدرب الشاب الذي يتطلب وقتًا ومرونة أكثر مما يسمح به العمل مع المنتخبات.