مانشيني يحدد دفاع السعودية ضد اليابان بعد استبعاد البليهي والغنام: خيارات جديدة وتحديات كبيرة في المباراة المرتقبة

يستعد المنتخب السعودي لخوض مواجهته المهمة أمام نظيره الياباني في إطار تصفيات كأس العالم المقبلة، ولكن التحديات التي تواجه المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني تزداد مع اقتراب المباراة. بعد تأكيد استبعاد الثنائي عبد الإله العمري وعبد الله مادو لأسباب فنية وإصابات، بات على مانشيني اتخاذ قرارات حاسمة لتحديد التشكيلة الدفاعية التي ستخوض هذه المباراة المصيرية.
استبعاد البليهي والغنام: تأثير كبير على دفاع الأخضر
قبل أيام قليلة من المباراة الحاسمة أمام اليابان، تأكد غياب اللاعبين البارزين علي البليهي وسلطان الغنام عن التشكيلة بسبب الإصابات التي تعرضا لها. البليهي، الذي يُعد أحد أعمدة الدفاع الأساسية للمنتخب السعودي، أصيب خلال إحدى المباريات المحلية ولم يتمكن من التعافي في الوقت المناسب للمشاركة في هذا اللقاء المهم. في المقابل، تعرض الغنام لإصابة في تدريبات المنتخب، ما أدى إلى استبعاده هو الآخر.
استبعاد اللاعبين يضع المدرب روبرتو مانشيني في موقف صعب، حيث سيضطر إلى إعادة ترتيب خططه الدفاعية بشكل سريع قبل المباراة. ومع أهمية المباراة ضد اليابان، التي تعتبر من أقوى المنتخبات الآسيوية، فإن غياب البليهي والغنام يمثل ضربة كبيرة لخطط المنتخب السعودي.
مانشيني أمام اختبار صعب: الخيارات المتاحة لتعويض الغيابات
بغض النظر عن الإصابات، يبقى المدرب الإيطالي مانشيني واثقًا في قدرته على بناء فريق قوي قادر على المنافسة. بعد استبعاد البليهي والغنام، يتحتم على مانشيني أن يجد البدائل المناسبة لتأمين الدفاع السعودي أمام قوة هجومية متوقعة من اليابان.
من بين الخيارات التي قد يلجأ إليها مانشيني لتعويض غياب اللاعبين، يمكن أن يعتمد على بعض الأسماء الشابة التي أثبتت نفسها في الدوري المحلي. هناك بعض اللاعبين الذين يمتلكون الإمكانيات اللازمة للظهور بمستوى جيد في هذه المباراة، مثل سعود عبد الحميد في مركز الظهير الأيمن، ومحمد خبراني في قلب الدفاع.
سعود عبد الحميد، الذي قدم مستويات مميزة مع نادي الاتحاد، يتمتع بقدرة عالية على الدفاع والهجوم في الوقت ذاته، وهو ما قد يجعله الخيار الأول لمانشيني لتعويض غياب سلطان الغنام. أما محمد خبراني، فقد يكون البديل الأنسب لتعويض غياب البليهي، خصوصًا وأنه يمتلك خبرة لا بأس بها في المنافسات الدولية.
تحديات إضافية: ضرورة الحفاظ على التوازن الدفاعي
واحدة من أكبر التحديات التي تواجه مانشيني في هذه المباراة هي الحفاظ على التوازن الدفاعي أمام منتخب اليابان الذي يتمتع بخط هجوم سريع ومهاري. اليابان، المعروفة بقوتها الهجومية وتنظيمها العالي في الملعب، تشكل تهديدًا كبيرًا لأي فريق يواجهها. وبالتالي، فإن مانشيني بحاجة إلى إعداد خط دفاع متماسك قادر على التعامل مع الضغط الكبير المتوقع من المنتخب الياباني.
المدرب الإيطالي معروف بقدرته على بناء خطوط دفاعية قوية، وهو ما ظهر خلال فترة تدريبه السابقة لمنتخب إيطاليا، حيث نجح في قيادة “الآتزوري” للفوز ببطولة يورو 2020 بفضل التنظيم الدفاعي الرائع. الآن، عليه أن يطبق نفس الفلسفة الدفاعية في المنتخب السعودي مع الاستفادة من الإمكانيات المتاحة لديه.
البدائل التكتيكية: ماذا يمكن أن يغير مانشيني في خططه؟
مانشيني قد يلجأ إلى تغيير تكتيكي في المباراة لتعويض غياب اللاعبين الأساسيين. من بين الخيارات المطروحة أمامه هو الاعتماد على نظام الدفاع الثلاثي بدلًا من الدفاع الرباعي المعتاد، وهو نظام استخدمه في بعض المباريات السابقة مع المنتخب الإيطالي.
الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي قد يمنح الفريق السعودي مزيدًا من المرونة في التعامل مع الهجمات اليابانية. يمكن لمانشيني أن يعتمد على خبراني بجانب سعود عبد الحميد وحسان تمبكتي لتشكيل ثلاثي دفاعي متماسك، مع منح اللاعبين في خط الوسط أدوار دفاعية إضافية لدعم الخط الخلفي.
في هذا السياق، قد تكون أدوار اللاعبين في خط الوسط مثل سلمان الفرج وياسر الشهراني حاسمة في تقديم الدعم الدفاعي عند الحاجة، مع العمل على استغلال الفرص الهجومية بفضل سرعات اللاعبين على الأجنحة.
الثقة في اللاعبين الشباب: خطوة نحو المستقبل
رغم صعوبة الموقف، قد تكون هذه المباراة فرصة لمانشيني لاختبار بعض اللاعبين الشباب وإعطائهم الفرصة للتألق على المستوى الدولي. الإصابات قد تجبر المدرب على الدفع بلاعبين جدد، لكن ذلك قد يكون جزءًا من خطته لبناء منتخب قادر على المنافسة في السنوات القادمة.
الشباب السعودي يمتلك إمكانيات واعدة، ومانشيني يدرك أن لديه مجموعة من المواهب التي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل. منح الثقة لهؤلاء اللاعبين في مباراة صعبة مثل مواجهة اليابان يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تطورهم وتقديمهم لأداء مميز.
نظرة على المنتخب الياباني: خصم قوي ومنظم
المنتخب الياباني يعتبر واحدًا من أفضل المنتخبات الآسيوية، وهو يمتلك فريقًا متكاملاً يجمع بين المهارات الفردية والتنظيم الجماعي. اليابان تعتمد على سرعة انتقال الكرة والهجمات المرتدة السريعة، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا لأي دفاع يواجهها.
المنتخب السعودي بحاجة إلى أن يكون في قمة جاهزيته للتعامل مع هذا الخصم القوي. التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي سيكونان مفتاح النجاح أمام اليابان، ومن هنا تأتي أهمية أن يقدم مانشيني خططًا دقيقة تتيح للفريق مواجهة هذه التحديات بفعالية.
الخاتمة: مانشيني أمام تحدٍ حقيقي
بعد استبعاد البليهي والغنام، يجد مانشيني نفسه في وضع صعب، حيث يتوجب عليه اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لتحديد التشكيلة الدفاعية التي ستواجه اليابان. الخيارات محدودة، لكن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها المدرب الإيطالي تجعله قادرًا على إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة هذا التحدي.
المباراة ضد اليابان ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة مانشيني على قيادة المنتخب السعودي في أصعب الظروف. ومع غياب بعض اللاعبين الأساسيين، يتعين على البدلاء أن يكونوا على قدر المسؤولية، وتقديم أداء يعكس طموحات الكرة السعودية في التأهل إلى كأس العالم والمنافسة في البطولات الكبرى.
في النهاية، ستكون نتيجة المباراة بمثابة مؤشر على قدرة المنتخب السعودي على التعامل مع التحديات الكبيرة في المستقبل، وستكون فرصة لمانشيني لتقييم خياراته الدفاعية وتحديد المسار الذي سيسلكه في قادم المباريات.