في مساء الثلاثاء، وعلى أرض ملعب الاتحاد، شهد مانشستر سيتي سقوطًا مدويًا أمام فريق فينورد في إطار منافسات الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا. كانت المباراة مثيرة، ولكنها كشفت عن أوجه القصور في المنظومة الدفاعية للفريق الإنجليزي، والتي كانت توصف في وقت قريب بأنها لا تُقهر.
15 دقيقة كانت كفيلة بسقوط السيتي
النتيجة النهائية كانت تعادلًا صادمًا 3-3، لكن المسار الذي كانت تسير فيه المباراة حتى الدقيقة 75 كان يبعث على التفاؤل. مانشستر سيتي تقدم بثلاثة أهداف نظيفة، وجماهيره كانت على يقين من أن المباراة تسير في الطريق الصحيح. لكن في كرة القدم، كل شيء ممكن، كما أثبتت الدقائق الـ15 الأخيرة، حيث قلب فينورد الطاولة على السيتي.
كانت تلك اللحظات بمثابة اختبار قاسي لمنظومة بيب جوارديولا، إذ تهاوى الدفاع بشكل غير متوقع. الأخطاء الدفاعية بدأت تتراكم، ليظهر تراجع مخيف في التماسك. الهدف الأول كان نتيجة لخطأ غير مقصود من المدافع يوسكو جفارديول، الذي فشل في التعامل مع كرة بسيطة، ليمنح فينورد هدفًا مجانًا. نفس اللاعب ارتكب خطأ آخر في الهدف الثاني عندما لم يُحسن تمركزه، ما سمح لجوردان لوتومبا بتمرير الكرة إلى سانتياجو خيمينيز الذي سجل ببراعة.
ثم جاء الهدف الثالث، والذنب هنا كان أكثر وضوحًا. دفاع السيتي كان مضطربًا، فيما ارتكب الحارس إيدرسون خطأً فادحًا، ليتمكن فريق فينورد من تسجيل هدف التعادل. ثلاثة أهداف كانت قابلة للتجنب، لكنها كانت تعبيرًا صريحًا عن حالة الارتباك التي أصابت الفريق السماوي.
أرقام تاريخية في معركة مانشستر سيتي
ما حدث في تلك المباراة كان مفاجئًا من جميع النواحي. أصبح مانشستر سيتي أول فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتقدم بثلاثة أهداف حتى الدقيقة 75 ثم يفشل في تحقيق الفوز. هذا ليس كل شيء، فقد كانت تلك المرة الأولى منذ عام 1989 التي يهدر فيها السيتي تقدمه بفارق ثلاثة أهداف. والأكثر إثارة للدهشة أن الفريق لم يستقبل هدفين أو أكثر في ست مباريات متتالية منذ عام 1963!
مهمة إنقاذ صعبة في دوري الأبطال
وضع مانشستر سيتي في المجموعة أصبح حرجًا. فبعد أن جمع الفريق 8 نقاط فقط من خمس مباريات، بات في منتصف ترتيب المجموعة، في موقف غير مريح قبل مواجهتيه المرتقبتين ضد يوفنتوس وباريس سان جيرمان. الآن، أصبحت هذه المباراتين في غاية الأهمية، إذ أن الفوز فيهما يعد شرطًا أساسيًا لضمان التأهل إلى دور الـ16. هذه المهمة لن تكون سهلة، لكن إذا أراد الفريق تجاوز هذه الكبوة، فعليه أن يستعيد توازنه سريعًا.