مانشستر سيتي يتصدر تصنيف اليويفا.. وبرشلونة يتراجع إلى المركز 18

في خطوة تعكس تفوقه على مستوى الأندية الأوروبية في السنوات الأخيرة، تصدَّر نادي مانشستر سيتي تصنيف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) للأندية، ليكون في القمة لأول مرة في تاريخه. يأتي هذا التصنيف كنتيجة طبيعية للأداء المتميز الذي قدمه الفريق الإنجليزي في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تحقيقه الثلاثية التاريخية في موسم 2022-2023 التي شملت الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، ودوري أبطال أوروبا.
بينما شهد مانشستر سيتي ارتفاعًا متزايدًا في هذا التصنيف، جاءت المفاجأة الكبرى بتراجع نادي برشلونة الإسباني إلى المركز 18. ويعتبر هذا الهبوط في التصنيف علامة على التحديات الكبيرة التي يواجهها النادي الكتالوني في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل الأداء غير المستقر على الصعيد الأوروبي خلال المواسم الماضية.
هيمنة مانشستر سيتي على القمة
لم يكن تصدر مانشستر سيتي لتصنيف اليويفا مفاجئًا، فالفريق الذي يقوده المدرب الإسباني بيب غوارديولا قد أظهر هيمنة غير مسبوقة على المستوى الأوروبي. بفضل استثمارات ضخمة ودعم إداري مميز، نجح السيتي في بناء فريق يضم نخبة من أفضل اللاعبين في العالم، الذين ساهموا في تعزيز موقعه كأحد أفضل الفرق في أوروبا.
التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي كان العامل الحاسم في تصدر مانشستر سيتي للتصنيف، وهو اللقب الذي طال انتظاره بعد محاولات متكررة للوصول إلى قمة البطولة الأوروبية. وبالإضافة إلى دوري الأبطال، قدم السيتي مستويات استثنائية على مستوى البطولات المحلية، حيث أصبح قوة لا يستهان بها في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي سيطر عليه في السنوات الأخيرة.
تصنيف اليويفا يعتمد على الأداء في المسابقات الأوروبية على مدار خمس سنوات، ومانشستر سيتي حقق نتائج رائعة خلال تلك الفترة. إلى جانب الفوز بدوري الأبطال، وصل الفريق إلى نصف النهائي في مواسم أخرى، مما ساعده على جمع عدد كبير من النقاط في التصنيف.
برشلونة: من قمة المجد إلى تراجع مستمر
على النقيض من ذلك، يعكس تراجع برشلونة إلى المركز 18 أزمة النادي المستمرة في السنوات الأخيرة. فقد عانى الفريق الكتالوني من تخبط إداري ومالي أدى إلى تراجع مستواه على الصعيدين المحلي والأوروبي. برشلونة، الذي كان أحد الأندية المهيمنة في أوروبا خلال العقدين الماضيين، يجد نفسه اليوم بعيدًا عن الأضواء التي اعتاد عليها.
أبرز أسباب تراجع برشلونة في التصنيف هو الخروج المبكر والمتكرر من دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة. ففي مواسم سابقة، خرج الفريق من مرحلة المجموعات أو في أدوار خروج المغلوب بشكل مخيب للآمال. هذه النتائج الضعيفة أدت إلى تقليص نقاطه في التصنيف، خاصة في ظل تفوق أندية أخرى مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي.
كما أن المشاكل المالية التي تعرض لها النادي بعد رحيل ليونيل ميسي أسهمت في تفاقم الوضع. برشلونة اضطر إلى بيع عدد من نجومه بسبب أزمة الرواتب والديون، مما أدى إلى ضعف التشكيلة وغياب الاستقرار الفني. على الرغم من التعاقدات الجديدة وإعادة البناء تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز، إلا أن العودة إلى القمة تبدو بعيدة في الوقت الراهن.
التصنيف الأوروبي: أهمية وتأثير
تصنيف اليويفا للأندية ليس مجرد ترتيب رمزي، بل يحمل أهمية كبيرة من حيث مكانة الأندية في المسابقات الأوروبية، مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. الفرق التي تتصدر التصنيف تحصل على ميزات مهمة، منها وضعها في مستويات متقدمة خلال قرعة البطولات الأوروبية، مما يساعد على تجنب مواجهة الفرق القوية في المراحل المبكرة من البطولة.
بالنسبة لمانشستر سيتي، تصدره للتصنيف يعني أنه سيكون في المستوى الأول في قرعة دوري الأبطال، ما يمنحه فرصة أكبر لتجنب المنافسين الأقوياء في دور المجموعات. أما بالنسبة لبرشلونة، فإن التراجع الكبير قد يؤثر على فرصه في تجنب مواجهات صعبة، ما يزيد من تعقيد مهمته في العودة إلى منصات التتويج الأوروبية.
العوامل التي أدت لتراجع برشلونة
لتفهم الأسباب الحقيقية وراء تراجع برشلونة إلى المركز 18 في تصنيف اليويفا، يجب النظر إلى عدة عوامل أساسية:
- الأداء الأوروبي المخيب: كما ذكرنا، تكرار الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا في المواسم الأخيرة كان له تأثير مباشر على ترتيب النادي. خسائر ثقيلة أمام فرق مثل بايرن ميونخ وليفربول وضعت الفريق في موقف صعب وأفقدته العديد من النقاط في التصنيف.
- الأزمات المالية والإدارية: المشاكل المالية التي عاشها النادي بعد رحيل الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو كانت لها تداعيات كبيرة على التشكيلة، حيث اضطر النادي إلى بيع عدد من اللاعبين المهمين وعدم القدرة على التعاقد مع بدائل بنفس المستوى. بالإضافة إلى ذلك، تولي تشافي تدريب الفريق جاء في فترة صعبة جدًا تتطلب إعادة بناء شاملة.
- رحيل النجوم: رحيل ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان كان ضربة قاصمة للفريق، حيث كان ميسي يشكل العمود الفقري للنادي لسنوات طويلة. بعد رحيله، ظهر الفريق بمستوى أقل بكثير على المستويين المحلي والدولي.
- إعادة بناء الفريق: برشلونة يعتمد حاليًا على تشكيلة شابة مع بعض التعاقدات الجديدة، ولكن عملية إعادة بناء الفريق لا تزال في مراحلها الأولى. النادي بحاجة إلى بعض الوقت لاستعادة مستواه القديم والمنافسة على أعلى المستويات.
صعود فرق أخرى
في الوقت الذي تراجع فيه برشلونة، استفادت فرق أخرى من تراجع العملاق الإسباني. إلى جانب مانشستر سيتي، نجد فرقًا مثل بايرن ميونخ، ريال مدريد، وليفربول تتصدر المراكز المتقدمة في التصنيف، حيث قدمت أداءً ثابتًا في البطولات الأوروبية.
ريال مدريد، الذي حقق عدة ألقاب في دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة، لا يزال في القمة ويواصل تأكيد مكانته كواحد من أنجح الأندية في أوروبا. بايرن ميونخ، بدوره، يقدم مستويات ثابتة ويظل من بين الفرق المفضلة للتتويج في كل موسم.
المستقبل: هل يعود برشلونة إلى القمة؟
السؤال الكبير الذي يطرحه عشاق النادي الكتالوني هو: هل يمكن لبرشلونة العودة إلى القمة؟ الإجابة على هذا السؤال تعتمد على مدى نجاح النادي في تجاوز أزماته الحالية. إذا استطاع النادي تحسين وضعه المالي، وجلب لاعبين من الطراز العالمي، والاستمرار في بناء فريق قوي تحت قيادة تشافي، فإن العودة إلى القمة ممكنة.
على المدى القصير، قد يواجه برشلونة بعض الصعوبات في استعادة مكانته بين أفضل الأندية في أوروبا، ولكن مع الوقت والتخطيط الصحيح، يمكن للنادي أن يعود للمنافسة على الألقاب الأوروبية واستعادة ترتيبه في تصنيف اليويفا.
الختام
تصدر مانشستر سيتي لتصنيف اليويفا يعكس هيمنته الحالية على كرة القدم الأوروبية، بينما يُظهر تراجع برشلونة إلى المركز 18 حجم التحديات التي يواجهها النادي. وبينما يستعد السيتي لاستمرار نجاحه، فإن برشلونة يمر بفترة إعادة بناء يأمل من خلالها أن يعود للمنافسة على أعلى المستويات في المستقبل القريب.
الوقت وحده سيكشف إن كان برشلونة قادرًا على استعادة مجده السابق، لكن ما هو مؤكد أن النادي الكتالوني بحاجة إلى تغييرات جذرية على الصعيدين الفني والإداري للعودة إلى القمة.