شعار أكبر قلعة رياضية في مصر: أحمد الخضري.. هو ليه حبايبنا زعلانين؟ .. الدوري المصري
في عالم الرياضة المصرية، قلعة واحدة تتربع على عرش الملاعب، تملك قلوب الملايين وتكتب صفحات التاريخ بذهبٍ لا يصدأ. تلك القلعة هي “النادي الأهلي”، النادي الذي لا يتوقف عن تحقيق الألقاب والبطولات، والذي جعل جماهيره تحتفل بكل نجاح وكأنها المرة الأولى. ولكن، في الآونة الأخيرة، أصبح المشهد مختلفًا؛ هناك زعل، هناك استياء في الأجواء، والتساؤل الملح هو: لماذا “حبايبنا” زعلانين؟
هنا يتدخل أحمد الخضري، الصحفي الرياضي المعروف، ليطرح التساؤلات والإجابات من زوايا مختلفة. الخضري هو أكثر من مجرد محلل رياضي؛ إنه أحد الأصوات التي تحمل الحب والشغف بالنادي الأهلي في قلبه وقلمه. ولكن من أين جاء هذا الزعل؟ ولماذا هذه العواصف في أجواء كانت دائمًا مفعمة بالفرح والانتصار؟
أزمات في الأفق
ربما أحد الأسباب الرئيسية للزعل يكمن في الأزمات التي أحاطت بالنادي مؤخرًا. من مشكلات فنية داخل الفريق الأول إلى قضايا إدارية خارج الملعب، يمر الأهلي بفترة ليست سهلة. قد يكون من السهل أن نشير إلى المدربين أو اللاعبين، ولكن الحقيقة أن الأمر أعمق من ذلك. النادي يعاني من تحديات على جميع المستويات، ابتداءً من الضغوطات المالية وصولًا إلى الحاجة لإعادة هيكلة المنظومة الإدارية والفنية بما يواكب تطلعات الجماهير المتزايدة.
أحمد الخضري يرى أن الزعل له وجهان: الأول هو زعل طبيعي وصحي، يدل على حب الجماهير وغيرتها على فريقها، والثاني هو زعل يحتاج إلى ضبط وتحليل أكثر هدوءًا. الجماهير التي طالما وقفت بجانب الأهلي في لحظات الفرح والانتصار، تعاني الآن لأنها ترى ناديها يمر بمرحلة من الضبابية وعدم اليقين.
غياب الهوية
إحدى النقاط التي يسلط عليها الخضري الضوء هي “غياب الهوية”. الأهلي، الذي عرف عنه دائمًا اللعب بروح الفريق والتركيز على الأداء الجماعي، يبدو في بعض الأحيان وكأنه يفقد تلك الهوية المميزة. في الماضي، كان الفريق يملك لاعبين يستطيعون تغيير مجرى المباراة بروحهم القتالية وعزمهم المستمر، أما الآن فيبدو أن هناك افتقادًا لهذه الروح في بعض المباريات. هل هي مشكلة في الإدارة الفنية؟ أم أن اللاعبين لا يشعرون بالانتماء كما في السابق؟
يرى الخضري أن الحل ليس في إقالة مدرب أو استبدال لاعب بآخر، وإنما في استعادة الروح التي كانت دائمًا عنوانًا للأهلي. الجماهير تريد أن ترى فريقها يقاتل على كل كرة، ليس فقط من أجل الفوز، ولكن من أجل الشعار الذي طالما رفعوه بفخر.
طموحات الجماهير
لا يمكن إغفال جانب آخر من الأزمة، وهو الطموحات الكبيرة والمتزايدة لجماهير الأهلي. هذا النادي ليس مجرد فريق كرة قدم، إنه رمز للوطنية والنجاح. ومن الطبيعي أن تكون الطموحات دائمًا في أعلى مستوياتها. لكن هذه الطموحات العالية قد تصطدم أحيانًا بواقع مختلف. العالم الرياضي يتغير، وهناك أندية أخرى تطور من أدائها وتستثمر بشكل كبير، مما يجعل التنافس أصعب.
الخضري يحاول أن يوضح أن الزعل الجماهيري له مبرراته، ولكن أيضًا يجب أن يكون هناك نوع من التفهم للظروف المحيطة بالنادي. الأهلي، رغم كل الضغوطات والتحديات، ما زال هو الأكبر والأكثر تتويجًا. لكن هذه المكانة تجعل أي تعثر أو إخفاق مضاعف الأثر على الجماهير التي لا ترضى بأقل من الصدارة.
الإدارة تحت المجهر
في نظر الكثيرين، الإدارة الحالية للأهلي هي أحد أسباب الاستياء. أحمد الخضري لا يوجه اللوم بشكل مباشر، ولكنه يشير إلى أن هناك ضرورة لتقييم الأداء الإداري بشكل عام. هل الإدارة قادرة على التعامل مع الضغوطات وتحديات العصر الحديث؟ هل هناك تخطيط استراتيجي طويل المدى يعيد النادي إلى مكانته الطبيعية؟
الخضري يعتقد أن الإدارة يجب أن تكون أكثر انفتاحًا وشفافية مع الجماهير. الجماهير ليست فقط قاعدة مشجعين، بل هي جزء من تاريخ النادي وهويته، ولها الحق في معرفة ما يدور خلف الكواليس، خصوصًا عندما تكون هناك فترات من الشك وعدم اليقين.
هل هناك ضوء في نهاية النفق؟
رغم كل الأزمات والشكوك، يظل أحمد الخضري متفائلًا بشأن مستقبل الأهلي. يرى أن النادي، بفضل تاريخه الكبير وجماهيره الوفية، قادر على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. لكنه يطالب الجميع، من إدارة ولاعبين وجماهير، بالتكاتف والعمل معًا من أجل إعادة الأهلي إلى الطريق الصحيح.
في النهاية، زعل “حبايبنا” ليس دليلًا على كره أو نفور، بل هو دليل على حب عميق وخوف على النادي الذي يمثل لهم أكثر من مجرد فريق كرة.
