كشف خالد بيبو، نجم الأهلي السابق، تفاصيل مثيرة عن غضب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للفريق، رغم فوز الأهلي الكبير على الزمالك في مباراة قمة الدوري المصري موسم 2002/2003. المباراة التي انتهت بفوز الأهلي 6-1 كانت واحدة من أشهر انتصارات الفريق في تاريخ مواجهات القمة، لكنها لم تكن كافية لإرضاء جوزيه الذي أبدى استياءه من أداء لاعبيه رغم النتيجة العريضة.
الفوز الكبير ولكن…
في حديثه عن تلك المباراة، أوضح خالد بيبو أن جوزيه كان دائمًا يركز على الأداء الفني والتكتيكي للفريق، وليس فقط على النتيجة. وعلى الرغم من أن الأهلي حقق فوزًا تاريخيًا على غريمه التقليدي الزمالك 6-1، إلا أن البرتغالي لم يظهر أبدًا رضاه عن المستوى الفني الذي قدمه الفريق في تلك المباراة.
بيبو كشف أن جوزيه كان غاضبًا من بعض الأخطاء الفردية والتكتيكية التي ارتكبها لاعبو الأهلي خلال المباراة، رغم النتيجة الكبيرة. على الرغم من التفوق الواضح في النتيجة، كان جوزيه يركز على أن الفريق لم يظهر بالشكل الأمثل في بعض فترات اللقاء. وكان يعتقد أن الفوز بهذه الطريقة لا يعني شيئًا إذا لم يظهر الفريق بالروح التكتيكية المطلوبة.
فلسفة جوزيه الصارمة
في تلك الحقبة، كان جوزيه معروفًا بشخصيته الصارمة وكامل تركيزه على كل تفاصيل الأداء داخل الملعب. حتى في أوقات الفوز الكبير، كان دائمًا يحاول تحفيز اللاعبين على تقديم الأفضل. وعادةً ما كان يواجه جوزيه صعوبة في الاحتفال بالانتصارات العريضة إذا كانت هناك جوانب فنية أو تكتيكية يرى أنها غير مرضية. هذه الفلسفة كانت تشعر اللاعبين دائمًا بأنهم بحاجة إلى تقديم مستوى أعلى، بغض النظر عن النتيجة النهائية.
خالد بيبو أضاف أن جوزيه كان دائمًا يقول للاعبين أن “الفوز 1-0 أفضل من الفوز 6-1 إذا لم يكن هناك أداء جماعي وتكتيكي جيد”، وأنه كان يضع أهمية كبيرة على الانضباط داخل الملعب. هذه الأفكار كانت تمثل تحديًا للاعبين، حيث كان عليهم ليس فقط أن يحققوا الفوز، بل أن يقدموا أداءً متوازنًا وجماعيًا يُظهر القوة التكتيكية للفريق.
حالة اللاعبين بعد المباراة
وبالنسبة للاعبين، كانت تلك المباراة تمثل شعورًا متناقضًا، حيث كانوا فخورين بالفوز الكبير على الزمالك، لكنهم في نفس الوقت كانوا يشعرون بأن جوزيه لم يُعطهم التقدير الكامل لأدائهم. وكان بيبو من بين اللاعبين الذين شعروا بعبء هذه النظرة الدقيقة من جوزيه، إذ أكد أنه رغم الاحتفال بالفوز، كان هناك دائمًا شعور بضرورة تقديم المزيد لتحقيق رضاء المدرب.
كما أشار بيبو إلى أن اللاعبين كانوا يعرفون أن جوزيه دائمًا يتوقع الأفضل، وأنه لا يكتفي فقط بالنتيجة على حساب المستوى. لذلك، كانت هذه الخسارة التاريخية للزمالك هي فرصة لمدرب الأهلي لتحفيز لاعبيه على التعلم من الأخطاء، وتقديم أداء أعلى في المباريات المقبلة.
الدروس المستفادة
خلال حديثه، أكد بيبو أن جوزيه كان يُعتبر من أفضل المدربين في تاريخ الأهلي، وأن فلسفته في التعامل مع اللاعبين كانت تتمحور حول السعي المستمر للكمال. كانت هذه الدروس حاسمة في تشكيل شخصية اللاعبين، حيث كانوا يتعلمون دائمًا أنه بغض النظر عن النتيجة، الأهم هو الأداء الجماعي والاحترافية داخل الملعب. بالنسبة لجوزيه، لم يكن الفوز بمفرده كافيًا؛ بل كان يسعى إلى تقديم أداء متكامل، يجعل الفريق قادرًا على تحقيق الانتصارات بسهولة أكبر في المستقبل.
ختامًا
فوز الأهلي على الزمالك 6-1 في تلك المباراة التاريخية سيظل في ذاكرة جماهير الفريق، لكنه لا يزال يُذكر في أذهان اللاعبين بسبب الطريقة التي تعامل بها جوزيه مع المباراة. كان جوزيه دائمًا يبحث عن الكمال في كل تفصيلة داخل الملعب، ويعلم اللاعبين أن الاحتفال بالانتصار يجب أن يتزامن مع العمل على تحسين الأداء في كل مباراة. تلك الفلسفة كانت السر وراء نجاحات الأهلي المتواصلة تحت قيادته، وأثرها لا يزال واضحًا في جيل اللاعبين الذين مروا بتلك التجربة.