
في قرار مفاجئ أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الكروية، صوتت أغلبية الأندية المحترفة لكرة القدم في النرويج لصالح إلغاء نظام حكم الفيديو المساعد (الفار)، وذلك بعد فترة من النقاشات والمراجعات حول فعالية هذه التقنية في الدوري المحلي. هذه الخطوة تعكس تحولًا كبيرًا في سياسة التحكيم في النرويج، وتهدد بإحداث تغيير جذري في كيفية إدارة المباريات في المستقبل.
وفقًا لما أعلنته رابطة الدوري النرويجي يوم الأربعاء، فإن الأندية المحترفة التي شاركت في التصويت أبدت استياءً واضحًا من تأثير الفار على سير المباريات وأسلوب اللعب، مؤكدين أن التقنية لم تحقق النتائج المرجوة في تحسين دقة القرارات التحكيمية. وقد صوت 19 ناديًا لصالح إلغاء الفار، بينما صوت 13 ناديًا ضد القرار، مما يعكس انقسامًا داخليًا بين الأندية حول أهمية هذه التقنية في تحسين التحكيم.
الخلافات حول الفار في الدوري النرويجي
وكانت الأندية قد أبدت في وقت سابق اعتراضات على بعض القرارات التي اتخذتها تقنية الفار، مشيرة إلى أن هناك حالات شعرت فيها بأنها كانت ضحية لقرارات مثيرة للجدل بسبب المراجعات الطويلة والمماطلة في اتخاذ القرارات، وهو ما أثر على تدفق المباريات وجعل العديد من الجماهير والنقاد يتساءلون عن فاعلية الفار في تعزيز العدالة داخل المستطيل الأخضر.
وفي الوقت نفسه، أكدت الرابطة أن هذا القرار يعكس رغبة الأندية في العودة إلى أسلوب التحكيم التقليدي الذي يعتمد على الحكم البشري فقط، وهو ما يعتقدون أنه سيُسهم في تحسين سير المباريات وتقليل الانقطاعات الطويلة. ورغم تأكيدات بعض المدربين على أن الفار قد يسهم في تحسين العدالة في بعض الحالات، إلا أن الأندية اختارت في النهاية اتخاذ هذا القرار في إطار سعيها للحفاظ على سير المباريات بسرعة وسلاسة أكبر.
المستقبل المتوقع لإلغاء الفار
وتطالب الأندية في النرويج الاتحاد الوطني لكرة القدم بتقديم اقتراح رسمي لإلغاء الفار في أقرب وقت ممكن. ومن المتوقع أن يتم مناقشة هذا الاقتراح بشكل موسع في الاجتماع المقبل للاتحاد الوطني، الذي يُعتقد أنه سيُعقد في الأسابيع القليلة القادمة. وإذا تمت الموافقة على هذا الاقتراح، فمن المتوقع أن يُبدأ تنفيذ القرار اعتبارًا من عام 2025، حيث سيتم إيقاف استخدام تقنية الفار في دوري “إليتي سيرين”، وهو الدوري النرويجي الممتاز.
تحديات الفار في النرويج
وقد تم إدخال تقنية الفار لأول مرة في الدوري النرويجي في عام 2023، وذلك في محاولة لتحسين العدالة وتقليل الأخطاء التحكيمية التي تحدث في المباريات. ولكن، ومع مرور الوقت، ظهرت العديد من التحديات والمشاكل التي أثرت على فعالية هذه التقنية، بما في ذلك التأخير في اتخاذ القرارات والمراجعات المطولة التي تتسبب في إرباك الفرق والجماهير على حد سواء.
على الرغم من محاولات الاتحاد النرويجي لتطبيق الفار بنجاح في البطولات المحلية، فإن الأصوات المعارضة أصبحت أكثر قوة مع مرور الوقت. من جانبهم، يرى بعض المدربين أن الفار قد أثر على التجربة الكروية بشكل عام، سواء بالنسبة للاعبين أو الجماهير، حيث أن القرارات التي استغرقت وقتًا طويلاً للبت فيها قد تسببت في تعطيل إيقاع المباريات وجعلت اللاعبين والجماهير في حالة من التوتر المستمر.
في الوقت ذاته، يرى المدافعون عن الفار أن هذه التقنية ضرورية لضمان العدالة الكاملة في المباريات، خاصة في حالات الأخطاء التحكيمية الكبيرة التي قد تكون مؤثرة في نتيجة المباراة. وعلى الرغم من ذلك، فإن قلق الأندية يبدو أنه أقوى من الدعم المقدم لتقنية الفار، مما يجعل الوضع الحالي في الدوري النرويجي محل تساؤلات كبيرة بشأن مستقبل التحكيم في كرة القدم النرويجية.
نظرة مستقبلية
في النهاية، سيكون من المثير متابعة التطورات المستقبلية في هذا الصدد، خصوصًا مع اقتراب موسم 2025. هل ستستمر الأندية في الضغط لإلغاء الفار؟ أم أن هناك محاولات أخرى للتوصل إلى حلول بديلة للتقنية؟ كما أن هذا القرار قد يكون له تأثيرات كبيرة على باقي الدوريات الأوروبية، التي قد تتخذ نهجًا مشابهًا إذا تبين أن الفار لم يحقق الأهداف المرجوة في الدوري النرويجي.