في حديث مثير حول مستقبل نجم باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي كيليان مبابي، قدم الأسطورة تييري هنري نصيحة مباشرة له تتعلق بمسيرته وتطوره كلاعب. ووجه هنري رسالته لمبابي بتشجيعه على التعلم من زميله السابق في ريال مدريد، الذي يقصد به النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور. وأكد هنري أن على مبابي الاستفادة من أسلوب فينيسيوس، الذي استطاع أن يبرز في فريق يعج بالنجوم، ويتطور بشكل لافت ليصبح أحد أبرز اللاعبين في العالم.
لماذا اختار هنري فينيسيوس كنموذج لمبابي؟
في حديثه عن فينيسيوس، أشار هنري إلى أن اللاعب الشاب يتميز بصفات فنية وتكتيكية مميزة جعلته قادراً على التأقلم والتألق في ريال مدريد. ووضح هنري أن فينيسيوس يمتلك قدرة استثنائية على اللعب الجماعي والتكيف مع المتغيرات في الملعب، مما يتيح له التميز سواء كان في خط الهجوم أو على الأطراف. ومن هنا، جاء توجيه هنري لمبابي بأن يركز على تحسين جوانب معينة في لعبه، مستفيداً من هذه التجربة.
فينيسيوس يظهر ثقة كبيرة في الملعب مع مرور كل موسم، وهذا التطور يأتي نتيجة عمله الدؤوب وتواضعه للتعلم من اللاعبين المحيطين به. يرى هنري أن مبابي، رغم كونه أحد أفضل المهاجمين في العالم، بإمكانه رفع مستواه أكثر من خلال تبني جوانب من أسلوب زميله، وخاصة في مجال اللعب الجماعي والتفاعل مع بقية الفريق.
مبابي والتحدي لتحقيق إرث كروي عالمي
تطرق هنري في حديثه إلى نقطة مهمة تتعلق بإرث اللاعبين، مشيراً إلى أن الموهبة وحدها ليست كافية. فهنري يؤمن أن بناء إرث كروي يتطلب تفانياً وجاهزية للتطور الدائم، بجانب مهارة اللعب الجماعي، ما يضيف إلى نجاح اللاعب ويجعله نجماً شاملاً. يرى هنري أن مبابي، على الرغم من براعته الفردية، يحتاج لمزيد من التركيز على التعاون مع زملائه في الفريق.
وأضاف هنري قائلاً إنه كلما زاد تفوق مبابي في الجانب الجماعي، كلما اقترب من تحقيق إرث يشبه إرث اللاعبين العظماء. وقد ذكّر النجم الفرنسي بمسيرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، وكيف استطاعا التألق ليس فقط بسبب قدراتهما الفردية، بل أيضاً بفضل تأثيرهما الجماعي على أرض الملعب.
رأي هنري حول تأثير الانتقال إلى ريال مدريد على مبابي
فيما يتعلق بإمكانية انتقال مبابي إلى ريال مدريد، أشار هنري إلى أن هذه الخطوة قد تكون مفيدة جداً له، خاصة أن اللعب في ريال مدريد يتطلب نوعاً خاصاً من الالتزام والانضباط، وهي صفات قد تعزز من أداء مبابي الجماعي. وأكد هنري أن ريال مدريد يعد بيئة ممتازة لتطوير اللاعب، حيث يعتمد النادي الملكي على فلسفة الجماعية والتكاتف، مما يجعل من كل لاعب جزءاً لا يتجزأ من هيكل الفريق.
يرى هنري أن انتقال مبابي إلى مدريد قد يكون الفرصة المثالية له ليحقق توازناً بين مهاراته الفردية وضرورة اللعب الجماعي. ويعتقد أن هذا التوازن سيساعد مبابي على الوصول إلى مستوى أسطوري.
هل يستجيب مبابي لنصيحة هنري؟
يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كان مبابي سيستجيب لنصيحة هنري ويبدأ في تعزيز جوانب اللعب الجماعي في مسيرته، خاصة مع تزايد اهتمام الأندية الكبيرة مثل ريال مدريد به. مبابي لا يزال في مقتبل عمره الكروي، ورغم تحقيقه للعديد من الإنجازات، إلا أن تطوره نحو الأفضل يتطلب جاهزيته الدائمة للتعلم.
يرى الكثير من المحللين أن مبابي إذا استفاد من نصيحة هنري، وتعلم من زملائه في ريال مدريد، فإنه سيكون على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرته الكروية. ومع الدعم والتوجيه الصحيح، قد يتمكن من بناء إرثه الخاص كأحد أساطير اللعبة، ليصبح مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة.