حامي العرين العالمي يختار البقاء بأرض الضباب ويغض الطرف عن الصحراء
في واحدٍ من أبرز مفارقات سوق الانتقالات الصيفية، رفض الحارس الأرجنتيني البارز الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 2022، الانصياع لعروض كبرى من الشرق الأوسط وتمسّك بالاستمرار في الأندية الأوروبية، مُمهّدًا الطريق أمام انتقال متوقع إلى فريق عملاق عريق في الدوري الإنجليزي الممتاز.
حلم الاستمرارية في القارة الأوروبية
وفق تقارير حصرية، تلقى الحارس الدولي عروضًا مغرية من عدة أندية داخل منافسات الدوري السعودي للمحترفين، بحثًا عن إضافة الخبرة والحضور الدولي داخل شبكاتهم الدفاعية، إلا أن قلبه لم يكن معروضًا للبيع في هذه اللحظة. إذ أكدت مصادر “Football Insider” أن اللاعب فضّل تركيز مسيرته على الاحتفاظ بمستوى المنافسة في “البرميرليج” أو نحو الوجهات القارية الكبرى، لكونه يرغب في الحفاظ على وتيرة الأداء التي أهلته لكي يُعتبر من أفضل حُماة المرمى في العالم .
رفض مواقف متبادلة وتفضيل فني
وتوضح المعلومات أنّ صاحب الإنجازات الدولية لم يُغلق الباب تمامًا أمام أي عرض، لكنه رفض بالفعل العرض الأولي المقدم من أندية الصحراء الذهبية، مبررًا ذلك برغبته في اللعب بمستوى فني عالٍ ودوريٍ يضمن الاحتكاك مع منافسين أقوياء يرفعون من جودته قبل خوض نهائيات كأس العالم المقبلة. ونقل موقع “Football Insider” عن مصادره أن بقاءه في فريفه الحالي سيُحافظ على جاهزيته القارية، وهو ما كان هدفه الأسمى في هذا التوقيت الحاسم .
مانشستر بارزة على أفق الاحتمالات
وسط هذه الأجواء المُناخية المحفوفة بالترقب، برز اسمٌ واحد يتصدر قائمة الطموحات، إذ تردد على لسان محللين أن “الشياطين الحمر” يرون فيه الإضافة النوعية لقسم الحراسة. فقد بدأ النادي التحضير لاستقبال حارسٍ جديد في ظل ضبابية مستقبل الحارس الأساسي، ما يجعل الاهتمام بالمرشح الأرجنتيني أمرًا واقعًا لا يُستهان به. وأفادت تقارير أن مباحثات أولية جرت بين الإدارة ووكيل اللاعب لمعرفة شروطه المالية والفنية، ما يؤكد جدية المسعى نحو جلبه إلى ملعب أولد ترافورد .
التوازن بين الطموح الشخصي ومتطلبات العائلة
يبدو أنّ الحارس العريق لا يختار وجهته بناءً على العائد المادي وحده، بل يُراعي أسرة زوجته التي استقرت أعمالها في المملكة المتحدة، ولذلك فقد رفض عروضًا مغرية مادية من دول الخليج العربي، مُفضلًا البقاء بشأن المؤسسة العائلية في العاصمة البريطانية، وهو ما أكده تقرير “The Athletic” الذي أشار إلى أنّ انتقاله إلى الشرق الأوسط “لا يجذبه في هذه المرحلة” .
التأثير على الطرفين ومستقبل المفاوضات
من جانب ناديه الحالي، تبدو إدارته منفتحة على بيع الحارس نظريًا إذا وصل العرض المادي إلى مستوى يُرضي متطلبات التزاماتهم بقواعد اللعب المالي النظيف، وقد رصدتهم تقارير يطلبون ما بين 35 و40 مليون جنيه إسترليني كأجر انتقال. أما النادي الإنجليزي الطامح، فيمكنه تسريع خطاه بمجرد إتمام بيع الحارس البديل أو حسم ملف رحيله للمونديال العربي، ليبدأ بعدها مفاوضات مباشرة مع وكيل اللاعب لتحديد الراتب والتوقيت المثالي للإعلان.
خلاصة السيناريو المحتمل
في ضوء ما سبق، هناك احتمالات ثلاثة قد تتحقق خلال الأسابيع المقبلة:
1. بقاء الحارس مع فريقه الحالي لموسم إضافي، مع رغبته في المشاركة بالبطولات الأوروبية.
2. انتقال إلى فريق عملاق في الدوري الإنجليزي، حيث تبدو فرص انضمامه إلى “الشياطين الحمر” هي الأكثر واقعية.
3. استجابة شبهٍ كاملة لأحد الأندية القارية الكبرى خارج إنجلترا، مثل دوري أبطال أوروبا، مع بقاء رغبته في أوروبا.
مهما كان الخيار النهائي، يظل الأمر مرهونًا بمدى استعداد النادي المفاوض لدفع المقابل المالي المناسب ووفاء اللاعب بشروط العقد وطموحاته الاحترافية والشخصية. وبينما يغلق الحارس الدولي باب الشرق الأوسط مؤقتًا، يترقب متابعو اللعبة إعلانًا قد يحمل مفاجأة من العيار الثقيل قبل إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية.
في النهاية، يثبت هذا الموقف مدى تأثير العوامل الفنية والعائلية في قرارات لاعبي الصفوف الأولى، وأن الذهب السعودي – مهما ارتفع سعره – قد لا يكون الجاذبَ الوحيد للنجمات العالمية حين يرغبون في استمرارية المشوار القاري الرفيع.
