أدى التوقف الدولي الأخير إلى إحداث تغييرات غير متوقعة في الفريق الأول للنادي الأهلي، حيث وجد المدير الفني مارسيل كولر نفسه مضطراً لتعديل بعض سياساته وأسلوب عمله مع الفريق. مع استمرار فترة التوقف الدولي، أصبح من الضروري لكولر إعادة تقييم العديد من الأمور، سواء على صعيد التشكيلة أو الخطط التكتيكية، في ظل غياب بعض اللاعبين الدوليين، بالإضافة إلى الفرص التي تتيحها المباريات الودية للاعبين البدلاء.
التوقف الدولي كفرصة لتقييم اللاعبين
أحد أبرز التحديات التي واجهها كولر هو كيفية التعامل مع فترة التوقف الدولي التي غاب خلالها عدد من لاعبيه الأساسيين بسبب انضمامهم إلى المنتخبات الوطنية. ورغم أن ذلك قد يبدو كعائق، إلا أن كولر اختار أن ينظر إلى التوقف كفرصة لتقييم اللاعبين الذين لا يحصلون عادة على الفرصة الكافية للمشاركة في المباريات الرسمية.
وفي ضوء ذلك، شهدت التدريبات الأخيرة في الأهلي تركيزًا كبيرًا على اللاعبين الذين كانوا يغيبون عن المباريات بسبب إصابات أو قلة المشاركة. المدرب السويسري قرر أن هذه الفترة هي الأنسب لاختبار بعض اللاعبين في مراكز جديدة وكذلك منحهم الفرصة لإثبات أنفسهم في التشكيلة الأساسية.
تغيير التكتيك وخطط اللعب
توقف الدوري الدولي شكل أيضًا دافعًا لكولر لإعادة التفكير في خطط اللعب التي يعتمد عليها مع الأهلي. في المباريات الماضية، اعتمد المدرب على أسلوب 4-3-3، وهو النظام الذي قدم نتائج جيدة في العديد من المباريات. لكن مع غياب بعض اللاعبين الأساسيين، كان من الضروري تغيير بعض الجوانب التكتيكية.
أحد التعديلات التي قام بها كولر هو اعتماد خطة 4-2-3-1، حيث يتيح ذلك للمهاجمين الحرية في التقدم للأمام مع الحفاظ على توازن الدفاع. وبذلك، تم تقديم فرصة أكبر للاعبين مثل حسين الشحات ورياض محرز للظهور بشكل أقوى في الهجوم، بينما يظل الفريق محافظًا على استقرار دفاعي أكبر في وسط الملعب. كما شهدت التدريبات اهتمامًا خاصًا بتنظيم الهجوم المرتد، وهو ما قد يكون عاملًا مؤثرًا في المباريات القادمة.
استفادة من اللاعبين البدلاء
من أبرز القرارات التي اتخذها كولر في هذه الفترة هو منح اللاعبين البدلاء فرصة أكبر لإثبات أنفسهم. اللاعبين مثل محمد شريف، وأحمد عبد القادر، وأيمن أشرف، الذين كانوا قد ابتعدوا عن التشكيلة الأساسية في فترات سابقة، تم إشراكهم بشكل أكبر في التدريبات والمباريات الودية. هذا التغيير في سياسة إشراك اللاعبين يعكس رغبة المدرب في تحقيق أكبر استفادة من كافة العناصر المتاحة له.
كولر يعي تمامًا أهمية الاستفادة من هذه الفترة لتجهيز اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في المباريات الحاسمة، سواء في الدوري المصري أو دوري أبطال أفريقيا. لذا، فإن التغيير في السياسات والتكتيك ليس مجرد تعديل وقتي، بل هو خطوة استراتيجية لتوسيع دائرة الخيارات الفنية.
التأثير على الدوري المصري والبطولات القادمة
بالرغم من أن التوقف الدولي قد فرض تغييرات في تشكيل الفريق واستراتيجيات اللعب، إلا أن كولر يدرك تمامًا أن الهدف الأسمى هو تحقيق الاستمرارية في النتائج الإيجابية. الأهلي يتربع على قمة الدوري المصري، ولن يسمح المدرب السويسري لهذه التغييرات أن تؤثر على مسيرة الفريق في البطولات المحلية أو القارية.
التوقف الدولي قد يعزز من جاهزية الفريق للمراحل المقبلة، حيث أن التعديلات التكتيكية الجديدة قد تكون السر وراء استعادة بعض اللاعبين لثقتهم بأنفسهم، وكذلك زيادة التناغم داخل الفريق.
خاتمة
التوقف الدولي كان بمثابة فرصة ذهبية لمدرب الأهلي مارسيل كولر لإعادة تقييم سياساته وإجراء بعض التعديلات التكتيكية على أسلوب لعبه. ومع عودة اللاعبين الدوليين، سيكون الأهلي في أفضل حالاته استعدادًا للمنافسات القادمة، سواء في الدوري المصري أو في دوري أبطال أفريقيا. وبينما يستعد كولر لمواصلة النجاح مع الفريق، يظل التحدي الأكبر هو استثمار هذه الفترة في تطوير الأداء الجماعي وتحقيق الأهداف المرجوة.