كان عام 2024 عامًا مليئًا بالتقلبات العاطفية والتحديات الكبيرة بالنسبة لجماهير بوروسيا دورتموند. من التوهج المحلي إلى الإخفاقات الأوروبية، مر الفريق الألماني بتجربة شديدة التباين، حيث لامس السماء في بعض الفترات وواجه شبح الخروج المبكر في الأخرى.
بداية متذبذبة وتحديات محلية
بدأ دورتموند عام 2024 وسط تغييرات كبيرة على الصعيد الفني، حيث عاد الثنائي نوري شاهين وسفين بيندر كمدربين مساعدين للمدير الفني إدين تيرزيتش، الذي كان يخوض موسمه الأخير مع الفريق. وعلى الرغم من التحديات المحلية التي واجهها الفريق، حيث تواجد في المركز الخامس في الدوري الألماني بعد الخروج من كأس ألمانيا في الدور الثالث، إلا أن النادي نجح في تقديم مستويات جيدة على المستوى الأوروبي.
في الدوري المحلي، قدم دورتموند أداءً متباينًا خلال النصف الأول من العام. ورغم تعثره في بعض المباريات، إلا أن الفريق حقق سلسلة انتصارات مثيرة بفضل الهجوم القوي، حيث سجل 10 أهداف في أول 3 انتصارات متتالية له في الدوري. وفي نفس الوقت، كانت الفجوة بينه وبين المتصدر باير ليفركوزن تزداد اتساعًا، مما جعله بعيدًا عن صدارة الترتيب قبل شهر فبراير. ومع ذلك، سعى الفريق للحفاظ على أمله في المنافسة على المراكز الأربعة الأولى.
التألق الأوروبي: دورتموند يتخطى مجموعة الموت
رغم المعاناة المحلية، كان دورتموند يحقق نتائج مبهرة في دوري أبطال أوروبا. بدأ الفريق مشواره في البطولة في مجموعة صعبة تضم باريس سان جيرمان، ميلان، ونيوكاسل، ولكنه تمكن من الصعود إلى أدوار الـ16 بعد تصدره المجموعة، ليحقق بذلك إنجازًا لافتًا.
وفي الدور الـ16 من دوري الأبطال، واجه الفريق الهولندي آيندهوفن، وحقق فوزًا مستحقًا، مما عزز فرص الأندية الألمانية في الحصول على مقعد إضافي في دوري الأبطال للموسم المقبل. ورغم تراجع مستوى الفريق في الدوري، كانت المشاركة الأوروبية تمنح جماهير دورتموند بعض الأمل.
حدود السماء: التأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال
مع مرور الوقت، أصبح دوري أبطال أوروبا بمثابة أمل الفريق في استعادة مجده الأوروبي. ورغم الخسارة المفاجئة في الدوري الألماني أمام هوفنهايم، إلا أن فريق تيرزيتش نجح في تحقيق فوز مهم على أتلتيكو مدريد في ربع نهائي دوري الأبطال، ليبقى الحلم الأوروبي حيًا. وفي مباراة فاصلة أمام لايبزيج في الجولة 31 من الدوري، تقدم دورتموند بهدف من المعار جادون سانشو، قبل أن يقلب لايبزيج النتيجة ويحقق فوزًا مستحقًا 4-1.
لكن في دوري الأبطال، كان الفوز على باريس سان جيرمان بمثابة بوابة لدورتموند للوصول إلى نصف النهائي، وهو ما منحه الثقة ليواجه ريال مدريد في نهائي البطولة. ورغم أن الفريق حصل على فرص متعددة، إلا أن ريال مدريد كان الأقوى في النهاية وحقق فوزًا مستحقًا 2-0 ليخرج دورتموند خالي اليدين من حلم التتويج بالبطولة.
وداع النجوم: رحيل رويس وهوميلز
بعد الخروج من دوري الأبطال، كان الوقت قد حان لتوديع اثنين من أعظم لاعبي النادي في تاريخه. ماركو رويس، الذي قضى 12 عامًا في صفوف الفريق، أعلن رحيله عن النادي بعد مسيرة حافلة. كما انضم ماتس هوميلز إلى رويس في مغادرته، بعد سنوات طويلة من العطاء في خط الدفاع. مع تأمين الفريق للمركز الخامس في الدوري الألماني، بدأ دورتموند التحضير للمستقبل، حيث تعاقد مع مجموعة من اللاعبين الجدد، مثل سيرهو جيراسي وفالديمار أنتون، استعدادًا للموسم المقبل.
التحديات في الموسم الجديد: بداية جيدة وسقوط مدوي
دخل فريق بوروسيا دورتموند موسم 2024-2025 بصورة جيدة بتحقيقه 4 انتصارات من أول 5 مباريات، مما أعطى الجماهير الأمل في أن الفريق يمكن أن يقدم أفضل من الموسم السابق. ولكن في الجولة الرابعة من الدوري، تعرض الفريق لهزيمة ثقيلة أمام شتوتجارت بنتيجة 5-1، ليعيده ذلك إلى واقع المنافسة الصعبة في البوندسليجا. ومع تزايد الإصابات التي ضربت الفريق، كانت آمال دورتموند في تقديم أداء مميز في الدوري المحلي تتلاشى.
ومع ذلك، فقد واصل الفريق الألماني تقديم أداء جيد في دوري الأبطال، حيث تأهل إلى أدوار الـ16 بعد تحقيقه 4 انتصارات من 6 مباريات في مرحلة المجموعات، رغم الخسارة الثقيلة أمام ريال مدريد بنتيجة 5-2.
الوداع القاسي: نهاية غير مكتملة في كأس ألمانيا
في كأس ألمانيا، لم يكن حظ دورتموند أفضل، حيث ودع البطولة بشكل مبكر في وقتٍ إضافي على يد فولفسبورج، ليواصل الفريق معاناته في البطولات المحلية. ورغم أنه يعد بطلًا في المسابقة المحلية في 5 مناسبات سابقة، إلا أن فرصة جديدة لرفع الكأس في هذا الموسم قد تبخرت.
خاتمة موسم متقلب: مسيرة مستمرة في 2024
عاش بوروسيا دورتموند في 2024 عامًا مليئًا بالتحديات والفرص الضائعة. ورغم نجاحه في استعادة هيبته محليًا، إلا أن آماله في دوري الأبطال تحطمت في المباراة النهائية أمام ريال مدريد. ومع رحيل أساطير النادي مثل ماركو رويس وماتس هوميلز، بدأ دورتموند التحضير لمستقبل جديد تحت قيادة نوري شاهين، الذي تولى المهمة بعد انتهاء فترة تيرزيتش.
وبينما يستعد الفريق للموسم المقبل مع وجوه جديدة وطموحات كبيرة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن دورتموند من تجاوز خيبة الأمل الأوروبية ليحقق الألقاب التي طالما حلم بها في السنوات القادمة؟
