
الحكم الإنجليزي السابق يثير الجدل مجددًا بعد فضيحة أخلاقية ومهنية
في تطور صادم ومثير للجدل، أعلن الحكم الإنجليزي السابق ديفيد كوت عن مثليته الجنسية بعد أشهر من انتهاء مسيرته التحكيمية بسبب فضائح طالت سمعته المهنية. وجاء هذا الإعلان بعد مرور شهرين على قرار رابطة حكام إنجلترا بفصله نتيجة مقاطع فيديو مثيرة للجدل تضمنت إساءات لنادي ليفربول ومدربه السابق يورجن كلوب، إضافة إلى مزاعم عن تعاطيه للمخدرات.
الفضائح التي أنهت مسيرته المهنية
في ديسمبر الماضي، أعلنت رابطة حكام الدوري الإنجليزي إنهاء عمل ديفيد كوت بشكل رسمي بعد سلسلة من الفضائح التي وصفها الاتحاد بأنها “غير مقبولة وتسيء لصورة التحكيم”.
الإساءة لكلوب وليفربول
بدأت القصة عندما انتشر مقطع فيديو يظهر كوت وهو يوجه عبارات مسيئة بحق يورجن كلوب، مدرب ليفربول السابق، ويستهزئ بالنادي بشكل علني. هذه التصرفات أثارت غضبًا واسعًا بين الجماهير والنقاد، خاصة أن كوت كان يُعتبر أحد الحكام المعروفين في الدوري الإنجليزي.
فضيحة المخدرات
الأمر لم يتوقف عند ذلك، حيث تم تداول مقطع فيديو آخر خلال بطولة أمم أوروبا الصيفية يُزعم أنه يظهر كوت وهو يستنشق مسحوقًا أبيض يُعتقد أنه مخدر، مستخدمًا ورقة نقدية ملفوفة. هذا الفيديو كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث فتح الاتحاد الإنجليزي تحقيقًا شاملًا انتهى باتخاذ قرار بفصله بشكل نهائي.
قرار الإقالة: “منصب غير قابل للاستمرار”
بعد التحقيقات، خلصت هيئة إدارة الحكام إلى أن تصرفات كوت جعلت استمراره في منصبه مستحيلًا. وأوضحت الهيئة في بيانها أن أفعاله تتعارض مع القيم المهنية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها أي حكم في الدوري الإنجليزي الممتاز.
إعلان مثليته الجنسية: خطوة جريئة أم محاولة للفت الانتباه؟
بعد شهرين من الفضيحة، خرج كوت للإعلان عن مثليته الجنسية في تصريح وصفه البعض بأنه “محاولة لاستعادة الأضواء”. وقال كوت: “أشعر بالخجل مما حدث في الأشهر الأخيرة، لكنني أخيرًا أستطيع أن أكون صادقًا مع نفسي. لقد قررت الإعلان عن حقيقتي كمثلي الجنس، وأعلم أن هذا القرار قد يثير المزيد من الجدل”.
وأضاف: “ما حدث في الماضي كان خطأ كبيرًا، وأتحمل مسؤوليته بالكامل. لكن هذا الإعلان هو جزء من محاولتي للبدء من جديد”.
ردود الأفعال على إعلان كوت
إعلان كوت أثار ردود أفعال متباينة. البعض رأى في خطوته شجاعة في مواجهة مجتمعه الرياضي، بينما انتقد آخرون توقيت الإعلان واعتبروه محاولة لصرف الانتباه عن فضائحه السابقة.
دعم محدود من الأوساط الرياضية
عدد قليل من الشخصيات الرياضية أعرب عن دعمها لكوت، مشيرين إلى أهمية تشجيع الرياضيين والحكام على أن يكونوا صادقين بشأن هويتهم الشخصية. لكن الغالبية ركزت على أفعاله السابقة، معتبرين أن السلوك المهني والأخلاقي يجب أن يكون الأساس لأي شخص في عالم الرياضة.
انتقادات الجماهير
الجماهير، وخاصة مشجعي ليفربول، لم ينسوا الإساءة التي وجهها كوت لكلوب والنادي، واعتبروا أن إعلان مثليته ليس له علاقة بما اقترفه من أخطاء أثرت على سمعته وسمعة التحكيم في الدوري الإنجليزي.
الخلاصة: فصل جديد في حياة كوت
بين الفضائح المهنية والإعلان الشخصي، يعيش ديفيد كوت مرحلة مليئة بالجدل والتحديات. ورغم أنه يحاول طي صفحة الماضي وبدء حياة جديدة، يبدو أن إرثه كحكم سابق سيظل مرتبطًا بالقرارات التي اتخذها والأخطاء التي ارتكبها. السؤال الآن: هل سيتمكن كوت من تجاوز هذه المرحلة وإعادة بناء سمعته، أم أن ماضيه سيظل يطارده؟ الأيام القادمة ستكشف عن الإجابة.