تتواصل سلسلة من القرارات الغامضة التي اتخذتها إدارة النادي الأهلي، مما يزيد من استياء جماهير الفريق ويثير حالة من القلق داخل الأوساط الرياضية. في وقت كانت فيه الجماهير تأمل أن تشهد تعزيزات قوية للفريق، جاء قرار غريب من إدارة النادي التنفيذية برئاسة رون جورلي، والمدير الرياضي لي كونجيرتون، والرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية خالد العيسى، مما فاقم مشاعر الإحباط بين مشجعي “الراقي”.
القرارات غير المتوقعة تؤدي إلى تزايد التوتر داخل النادي
في وقت يشهد فيه فريق الأهلي بعض التألق والنتائج الإيجابية، إلا أن إدارته لم تتمكن من تهدئة الجدل المثار حول العديد من القرارات التي يبدو أنها قد تضر بالنادي أكثر مما تفيده. على الرغم من التوقعات الكبيرة التي كان يعلقها الجمهور على تدعيم الفريق، إلا أن إدارة الأهلي فاجأت الجميع بقرار مفاجئ يفيد بفصل عدد كبير من موظفي النادي دون إعطاء تبرير واضح لهذا القرار.
ووفقًا للإعلامي الرياضي أحمد اللوقان، الذي تحدث عن الأمر عبر برنامج “دورينا غير”، فإن الجماهير كانت تأمل أن تتجه إدارة النادي نحو الإعلان عن صفقة جديدة تدعم صفوف الفريق، خاصة في ظل غموض الوضع المالي للنادي واحتياجه للعديد من التدعيمات. لكن بدلاً من ذلك، فوجئ الجميع بإعلان عن فصل موظفين من النادي دون تقديم أي أسباب مقنعة لهذا القرار المفاجئ. هذا الوضع ألحق المزيد من الشكوك حول قدرة الإدارة على إدارة النادي بشكل فعال.
الصفقات والتعاقدات تثير القلق
بينما كانت الأنظار تترقب التعاقدات الجديدة لتعزيز صفوف الفريق، قررت إدارة الأهلي التعاقد مع المدافع البلجيكي “ماتيو دامس” قادمًا من آيندهوفن الهولندي، بعقد يمتد لمدة أربعة مواسم ونصف حتى عام 2029. وقد تم الإعلان عن الصفقة بشكل رسمي في جلسة توقيع عقد، حضرها رون جورلي. وكان من المتوقع أن يساهم دامس بشكل كبير في تعزيز الدفاعات الأهلاوية، ولكن القرار الأخير جاء ليزيد من حيرة الجماهير، حيث أن التعاقد مع مدافع جديد لم يكن على رأس أولويات الفريق، في حين كان الفريق يحتاج بشكل أكثر إلحاحًا إلى تدعيم خط الهجوم والمراكز الأخرى.
في ذات الوقت، أعلن النادي عن رحيل علي الأسمري، لاعب وسط الفريق، إلى صفوف نادي نيوم، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول توقيت القرار، خاصة وأن الفريق بحاجة إلى تعزيزات في خط الوسط.
إدارة جورلي وكونجيرتون تواجه انتقادات حادة
العديد من الجماهير والمحللين الرياضيين يرون أن هذه القرارات التي تتخذها الإدارة تحت إشراف رون جورلي ولي كونجيرتون تشكل عبئًا إضافيًا على الفريق في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها في الدوري السعودي. الانتقادات لا تقتصر على سياسات التعاقدات أو قرارات فصل الموظفين فقط، بل تمتد لتشمل الطريقة التي يتم بها إدارة الشؤون المالية داخل النادي، مما يزيد من الغموض حول مستقبل الأهلي.
وفي ظل تذبذب النتائج الذي يعاني منه الفريق، خاصة في المنافسات المحلية، تشعر جماهير الأهلي أن الإدارة لم تفِ بتوقعاتهم ولم توفر الدعم المطلوب للمدرب واللاعبين. علاوة على ذلك، يشعر العديد من المشجعين بأن هناك تباعدًا بين رغباتهم في تقوية الفريق وبين ما تقدمه الإدارة من خطط وقرارات.
صفقة النصر الجديدة تثير الجدل وتفاقم الأزمة
في ظل هذه الأجواء المشحونة بالجدل، فجر الإعلامي أحمد اللوقان مفاجأة أخرى بتأكيده على أن نادي النصر السعودي قد يتفوق على الأهلي في سعيه لضم اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية، مؤكدًا أن النصر استطاع أن يتعاقد مع لاعب يُقال إنه يفوق مستوى ثلاثة لاعبين من الأهلي. هذا الإعلان جاء ليزيد من ضغوطات جماهير الأهلي، التي بدأت تشعر بأن الفريق قد يكون في طريقه إلى خسارة المزيد من المنافسات والصفقات الهامة لصالح أندية أخرى.
ردود أفعال جماهير الأهلي
وفي وقت حساس للغاية، لا تزال جماهير الأهلي تواصل التعبير عن استيائها من سلسلة القرارات المتناقضة والإعلانات المفاجئة التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار النادي. وعلى الرغم من أن الفريق شهد تحسنًا في الأداء في بعض المباريات الأخيرة، إلا أن الجماهير تشعر أن هذه الانتصارات لا تُعوِّض غياب التعاقدات المميزة التي كان الفريق بحاجة إليها.
الجماهير تطالب إدارة النادي بالكشف عن خططها المستقبلية بشكل أكثر شفافية ووضوح، كما تطالب بوضع استراتيجية واضحة للنهوض بالفريق على الصعيدين الفني والإداري، بعيدا عن القرارات المفاجئة التي تزيد من حالة الغموض التي يمر بها النادي.
الخلاصة
في النهاية، يبدو أن الأهلي يمر بمرحلة مفصلية في تاريخه، حيث يعاني من قرارات إدارية مشوشة وأزمة في دعم الفريق بالصفقات التي يحتاجها، ما يضعه في وضع صعب في منافسات دوري روشن السعودي. وعلى الرغم من النجاحات المتواضعة في بعض المباريات، إلا أن غياب الرؤية الواضحة قد يؤثر على مستقبل الفريق في الموسم المقبل، وسط سيل من التساؤلات حول إدارة جورلي وكونجيرتون.
إن غياب القرارات الحاسمة والداعمة للفريق قد يُبقي الأهلي في حالة من التذبذب التي قد تطيح بحظوظه في المنافسات المقبلة.