تشيلافيرت ينتقد مارسيلو بيلسا: “لم يكن يستحق الفرصة في باراغواي”
وجه الحارس التاريخي لمنتخب باراغواي، خوسيه لويس تشيلافيرت، انتقادات حادة لمدرب المنتخب السابق مارسيلو بيلسا، مؤكدًا أنه لم يكن يستحق الفرصة لتدريب الفريق. تشيلافيرت، الذي يُعتبر واحدًا من أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، لم يتردد في التعبير عن استيائه من أسلوب بيلسا التدريبي، وأداء الفريق تحت قيادته.
بيلسا في باراغواي: فترة غير مثمرة
عُين مارسيلو بيلسا مدربًا لمنتخب باراغواي في عام 2021، في محاولة لإعادة الفريق إلى المنافسة على الساحة الدولية. لكن فترة بيلسا في تدريب المنتخب لم تثمر عن النتائج المرجوة. حيث شهدت تلك الفترة العديد من الهزائم والأداء المتذبذب، مما أدى إلى خيبة أمل كبيرة في أوساط الجماهير واللاعبين على حد سواء.
تحدث تشيلافيرت عن هذه الفترة قائلاً: "لم يكن بيلسا هو الشخص المناسب لتدريب منتخب باراغواي. كان لدينا جيل من اللاعبين المميزين، لكنه لم يعرف كيف يستغلهم بشكل صحيح. أسلوبه في التدريب لم يكن مناسبًا لطبيعة الفريق."
انتقادات تشيلافيرت لأسلوب بيلسا
انتقد تشيلافيرت بيلسا بسبب أسلوبه الذي يعتمد بشكل كبير على الضغط العالي والكرة الهجومية، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب يتطلب مستوى عالٍ من اللياقة البدنية والتنظيم الذي لم يكن متوفرًا لدى اللاعبين في باراغواي في ذلك الوقت. وأضاف: "لقد حاول بيلسا تطبيق فلسفته دون مراعاة الظروف الحالية للفريق. كانت هناك الكثير من التجارب الفاشلة، مما أثر سلبًا على أداء اللاعبين."
كما انتقد تشيلافيرت عدم قدرة بيلسا على التعامل مع الضغوطات التي تأتي مع تدريب منتخب كبير مثل باراغواي. وأكد أنه كان يجب عليه أن يتعلم من أخطاء الماضي بدلاً من تكرارها. "تحت قيادته، شعر اللاعبون بالضياع. كان يجب أن يكون لديهم خطة واضحة، لكن لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل."
خسائر مؤلمة
خلال فترة بيلسا، شهد منتخب باراغواي العديد من الهزائم المؤلمة، سواء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أو البطولات القارية. وكانت أبرز هذه الخسائر أمام منتخبات قوية مثل الأرجنتين والبرازيل، مما زاد من الانتقادات الموجهة للمدرب. تذكر تشيلافيرت هذه اللحظات المؤلمة، مشيرًا إلى أن الجماهير كانت تعاني من فقدان الأمل في قدرة المنتخب على المنافسة.
"كنا نخرج من المباريات ونحن نشعر بالأسف. كنا نملك لاعبين يمكنهم تقديم أداء أفضل بكثير مما قدمناه. كان بيلسا هو السبب في ذلك"، قال تشيلافيرت.
ضرورة التغيير
مع تزايد الضغوطات والانتقادات، قرر الاتحاد الباراغواياني لكرة القدم إقالة بيلسا بعد فترة قصيرة من توليه المنصب. وبحسب تشيلافيرت، كانت هذه الخطوة ضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واستعادة الثقة في المنتخب. "كان يجب أن يحدث هذا التغيير، وإلا ستستمر الأمور في التدهور. نحن بحاجة إلى مدرب يعرف كيفية إدارة المباريات بشكل صحيح."
تشيلافيرت لم يقتصر نقده على بيلسا فقط، بل أشار أيضًا إلى ضرورة تحسين نظام التدريب في باراغواي بشكل عام. "نحن بحاجة إلى التفكير في مستقبل كرة القدم في بلادنا. يجب أن نضع خططًا واستراتيجيات طويلة المدى، وأن نعمل على تطوير اللاعبين الشباب."
استعادة الهوية
بينما يتطلع منتخب باراغواي إلى استعادة هويته على الساحة الدولية، يعتقد تشيلافيرت أن المنتخب بحاجة إلى العودة إلى أسلوب لعب يعتمد على القوة البدنية والانضباط الدفاعي، وهو ما كان يتميز به المنتخب في فترات سابقة. "يجب علينا العودة إلى جذورنا. لدينا تاريخ قوي في كرة القدم، وعلينا أن نستعيده."
تشيلافيرت، الذي حقق العديد من الإنجازات مع منتخب بلاده، يظل متفائلًا بشأن مستقبل كرة القدم في باراغواي. ويؤكد أن هناك جيل جديد من اللاعبين الموهوبين يمكنهم إحداث الفارق إذا تم إعطاؤهم الفرصة الصحيحة. "أنا أؤمن بالموهبة الموجودة في باراغواي. لكن علينا أن نكون واقعيين ونعمل بجد."
دعوة للعمل الجماعي
في النهاية، دعا تشيلافيرت جميع المعنيين بكرة القدم في باراغواي، سواء في الاتحاد أو في الأندية، إلى العمل معًا من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. "لا يمكننا أن ننجح بمفردنا. يجب أن نتعاون ونستفيد من خبراتنا. لدينا كل المقومات للعودة إلى المنافسة."
كما حثّ الجماهير على دعم المنتخب، قائلاً: "الجماهير هي قلب كرة القدم. نحن بحاجة إليهم في الأوقات الصعبة، ويجب أن نعمل معًا من أجل إعادة باراغواي إلى مكانتها الصحيحة في عالم كرة القدم."
الختام
نقد تشيلافيرت لمارسيلو بيلسا يعكس القلق الكبير لدى الكثير من مشجعي كرة القدم في باراغواي. رغم الإخفاقات التي شهدها المنتخب، يبقى الأمل موجودًا في أن يتمكن المنتخب من استعادة مجده. تشيلافيرت، بأسلوبه الصريح والشجاع، يواصل الدعوة إلى تحسين الأداء والتخطيط للمستقبل، آملًا في رؤية باراغواي في قلب المنافسات الدولية مرة أخرى.
