كاسياس يتفوق بنتيجة ساحقة على كورتوا في استفتاء ماركا: أسطورة حراسة المرمى تثبت قوتها مجددًا

في عالم كرة القدم، توجد أسماء تبقى محفورة في ذاكرة الجماهير بفضل إنجازاتها التاريخية وتأثيرها الكبير على اللعبة. واحدة من هذه الأسماء التي لا يمكن نسيانها هو الحارس الإسباني إيكر كاسياس، الذي يُعدّ واحدًا من أعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم. مؤخرًا، أثار استفتاء أجرته صحيفة ماركا الإسبانية حول أفضل حارس مرمى في تاريخ ريال مدريد جدلاً كبيرًا بين الجماهير والمحللين، خاصةً بعدما تفوق كاسياس بنتيجة ساحقة على الحارس البلجيكي الحالي، تيبو كورتوا، الذي يُعتبر بدوره من بين أفضل حراس المرمى في العالم اليوم.
كاسياس: "القديس" الذي كتب تاريخه مع ريال مدريد
إيكر كاسياس، أو كما يُلقب بـ"القديس"، قضى أكثر من 15 عامًا في حراسة مرمى ريال مدريد، حيث ارتبط اسمه بواحدة من أكثر الفترات المجيدة في تاريخ النادي. انضم كاسياس إلى الفريق الأول لريال مدريد في عام 1999 وهو لا يزال في سن صغيرة، ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف عن كتابة التاريخ مع النادي الملكي.
حقق كاسياس مع ريال مدريد عددًا هائلًا من البطولات، منها خمسة ألقاب للدوري الإسباني وثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى كأس العالم للأندية والعديد من البطولات الأخرى. وما يميز كاسياس عن غيره من الحراس هو مهارته الفائقة في التصديات الحاسمة، وخصوصًا في المباريات الكبيرة والمواقف الصعبة، حيث كان دائمًا يظهر في اللحظات الحاسمة ليمنح فريقه الأمان والطمأنينة.
على المستوى الدولي، قاد كاسياس المنتخب الإسباني للفوز بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وكذلك الفوز ببطولتي كأس الأمم الأوروبية عامي 2008 و2012، مما عزز مكانته كأحد أفضل حراس المرمى في تاريخ اللعبة.
كورتوا: الحارس العملاق وصانع الفارق الحديث
من جهة أخرى، يعتبر تيبو كورتوا من أبرز حراس المرمى في العالم في الوقت الحالي. منذ انضمامه إلى ريال مدريد في 2018، قدم الحارس البلجيكي مستويات مذهلة، وخصوصًا في الموسم الماضي 2021-2022 الذي شهد تتويج الفريق بدوري أبطال أوروبا، حيث لعب كورتوا دورًا كبيرًا في هذا التتويج.
بفضل طوله الفارع وردود فعله السريعة، كان كورتوا عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة ريال مدريد، وتمكن من إنقاذ الفريق في العديد من المباريات الحاسمة. وبالرغم من البداية الصعبة التي واجهها بعد انضمامه إلى ريال مدريد، إلا أن كورتوا استطاع كسب ثقة الجماهير بفضل أدائه المتألق في المباريات الكبرى، حيث كانت تصدياته في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول حاسمة في تتويج الفريق باللقب الرابع عشر.
استفتاء ماركا: تصويت جماهيري أم عاطفي؟
في استفتاء جماهيري نظمته صحيفة ماركا الإسبانية، طُرح سؤال حول من هو أفضل حارس مرمى في تاريخ ريال مدريد: إيكر كاسياس أم تيبو كورتوا؟ وجاءت النتائج ساحقة لصالح كاسياس، حيث حصل على نسبة تصويت تجاوزت 70% من الأصوات، مقابل 30% فقط لكورتوا.
هذا التصويت أثار الكثير من النقاشات، حيث رأى البعض أن تفوق كاسياس كان بديهيًا، نظرًا لتاريخه الطويل مع النادي ولإنجازاته الكبيرة التي يصعب تكرارها. بينما أشار البعض الآخر إلى أن التصويت قد يكون قد تأثر بالعاطفة، حيث أن كاسياس يعتبر رمزًا تاريخيًا للنادي، بينما كورتوا لا يزال في مسيرته مع الفريق ولم يكمل إلا بضع سنوات مع النادي.
أسباب تفوق كاسياس في الاستفتاء
من الواضح أن العديد من العوامل ساهمت في تفوق كاسياس في هذا الاستفتاء، وإليك بعض الأسباب التي جعلت الجماهير تختار "القديس" على كورتوا:
- الإنجازات التاريخية: لا يمكن إنكار أن كاسياس قد حقق مع ريال مدريد إنجازات تاريخية يصعب تكرارها. فبالإضافة إلى البطولات المحلية والأوروبية، كان لكاسياس دور بارز في الفوز بأهم الألقاب مع المنتخب الإسباني، مما جعل مكانته أكبر ليس فقط في قلوب مشجعي ريال مدريد، بل في قلوب جميع عشاق كرة القدم حول العالم.
- الولاء والانتماء: قضى كاسياس كل مسيرته الاحترافية تقريبًا مع ريال مدريد، حيث انضم إلى النادي منذ أن كان طفلًا في الأكاديمية. هذا الولاء والانتماء للنادي يجعله شخصية مميزة بالنسبة للجماهير، التي ترى فيه رمزًا للتفاني والإخلاص.
- اللحظات الحاسمة: رغم أن كورتوا قدم مستويات رائعة في المباريات الكبرى، إلا أن كاسياس كان حاضرًا في بعض من أكثر اللحظات الحاسمة في تاريخ ريال مدريد. تصدياته الحاسمة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 أمام باير ليفركوزن، وفي العديد من المباريات الكبرى الأخرى، جعلته أحد أبرز نجوم الفريق في الأوقات الحرجة.
- العاطفة والذكريات: جماهير ريال مدريد عاشت مع كاسياس العديد من اللحظات التاريخية والذكريات الرائعة التي لا تُنسى. هذه العاطفة والارتباط العميق بين الجماهير وكاسياس جعلت من الصعب على كورتوا، رغم تألقه الكبير، أن يتفوق عليه في هذا الاستفتاء.
كورتوا: الحارس الذي يصنع مستقبله
على الرغم من تفوق كاسياس في هذا الاستفتاء، لا يمكن التقليل من قيمة كورتوا وأدائه مع ريال مدريد. الحارس البلجيكي لا يزال في منتصف مسيرته مع الفريق، وما زال أمامه الكثير ليقدمه. منذ انضمامه إلى ريال مدريد، أثبت كورتوا أنه حارس من الطراز الرفيع، وقدم العديد من التصديات التي ساهمت بشكل مباشر في تتويج الفريق بالألقاب.
إذا استمر كورتوا في تقديم نفس المستوى العالي خلال السنوات القادمة، فإنه قد يترك بصمة لا تُمحى في تاريخ ريال مدريد، وربما يعيد الجماهير النظر في تقييمهم له مقارنةً بكاسياس. ورغم أن كورتوا لم يتمكن من التفوق في هذا الاستفتاء، إلا أن المستقبل لا يزال أمامه ليواصل كتابة تاريخه مع النادي الملكي.
الخاتمة: كاسياس الأسطورة وكورتوا العملاق
في النهاية، يبقى الاستفتاء الذي أجرته ماركا مجرد جزء من النقاش الأكبر حول من هو أفضل حارس مرمى في تاريخ ريال مدريد. إيكر كاسياس يظل رمزًا من رموز النادي، وواحدًا من أعظم الحراس في تاريخ كرة القدم. في المقابل، تيبو كورتوا لا يزال في مسيرته، وربما يكون قادرًا على تحقيق المزيد من الألقاب والإنجازات التي تضعه في مصاف أساطير النادي.
كرة القدم ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي أيضًا قصة حب وذكريات تجمع بين اللاعبين والجماهير. وكاسياس، بلا شك، كان وسيظل جزءًا لا يتجزأ من قصة ريال مدريد، تمامًا كما أن كورتوا يسعى لكتابة فصله الخاص في هذه القصة الرائعة.