يبدو أن نادي برشلونة على وشك إنهاء إحدى الملفات العالقة في سجله، وذلك مع اقتراب رحيل المدافع الفرنسي كليمو لونجليه بصفة دائمة إلى صفوف أتلتيكو مدريد. يُمثل هذا الانتقال نهاية علاقة طويلة ومعقدة بين اللاعب والنادي الكتالوني، الذي يسعى لإعادة ترتيب صفوفه وتخفيف أعباء رواتبه المرتفعة.
لونجليه: من مدافع كتالوني إلى ركيزة في أتلتيكو مدريد
حاليًا، يلعب كليمو لونجليه مع أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة، لكنه لا يزال يرتبط بعقد طويل الأمد مع برشلونة يمتد حتى يونيو 2028. ومنذ انتقاله المؤقت إلى العاصمة الإسبانية، نجح اللاعب البالغ من العمر 29 عامًا في إثبات نفسه كجزء أساسي من خطط المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني.
وبحسب تقرير نشره موقع “فوتبول إسبانيا”، بدأ أتلتيكو مدريد خطوات جدية لتحويل إعارة لونجليه إلى عقد دائم. وأشار التقرير إلى أن إدارة الروخيبلانكوس تُجهز عرضًا ماليًا يتراوح بين 8 و10 ملايين يورو لضمان توقيع اللاعب بشكل رسمي.
مفاوضات متقدمة لإنهاء الصفقة
يبدو أن المحادثات بين الأطراف المعنية تسير بسلاسة، حيث تسعى كل من إدارة برشلونة وأتلتيكو مدريد إلى التوصل لاتفاق نهائي في أقرب وقت ممكن. بالنسبة لبرشلونة، يُعتبر التخلص من عقد لونجليه فرصة لتخفيف العبء المالي الضخم الذي يُمثله اللاعب، في حين يجد أتلتيكو مدريد في المدافع الفرنسي إضافة قوية تعزز خياراته الدفاعية.
وخلال الموسم الحالي، خاض لونجليه 13 مباراة مع أتلتيكو مدريد في جميع البطولات وسجل هدفين، ليُثبت جدارته في خطط المدرب سيميوني. هذا الأداء المميز كان كافيًا لإقناع النادي المدريدي بضرورة تحويل الإعارة إلى انتقال دائم.
مسيرة لونجليه: من نانسي إلى أتلتيكو مدريد
بدأ كليمو لونجليه مسيرته الكروية مع نادي نانسي الفرنسي، حيث أظهر إمكانيات مميزة جعلته ينتقل إلى الدوري الإسباني عبر بوابة نادي إشبيلية. ومن هناك، جذب انتباه برشلونة الذي تعاقد معه في صيف 2018.
رغم بدايته الواعدة مع الفريق الكتالوني، لم يتمكن لونجليه من الحفاظ على مستواه ليجد نفسه لاحقًا في دائرة اللاعبين غير المرغوب فيهم بالنادي، ما دفع برشلونة لإعارته إلى أستون فيلا الإنجليزي، قبل أن يعود إلى الليغا من بوابة أتلتيكو مدريد.
وعلى الصعيد الدولي، يملك لونجليه في رصيده 15 مباراة مع منتخب فرنسا، سجل خلالها هدفًا وحيدًا. ورغم عدم حصوله على فرص مستمرة مع “الديوك”، إلا أن خبرته الدولية تُضيف قيمة لخبرته كلاعب دفاعي.
برشلونة يُعيد ترتيب أوراقه
صفقة انتقال لونجليه إلى أتلتيكو مدريد بصفة دائمة تمثل خطوة أخرى في طريق برشلونة لإعادة هيكلة فريقه وتقليل الأعباء المالية التي تثقل كاهل النادي. في السنوات الأخيرة، وجد النادي نفسه مضطرًا للتخلص من بعض لاعبيه بعقود طويلة الأمد بهدف تحقيق الاستقرار المالي.
بالنسبة للونجليه، يُعد هذا الانتقال فرصة لإعادة إطلاق مسيرته الكروية في نادٍ يعتمد عليه بشكل أساسي، مما يُتيح له التميز في بيئة تنافسية وتحت قيادة مدرب من طراز عالمي كسيميوني.
ختام القصة: خطوة نحو الأمام للجميع
مع اقتراب التوصل إلى اتفاق نهائي، يبدو أن جميع الأطراف ستخرج رابحة من هذه الصفقة. برشلونة يتخلص من عبء مالي كبير، وأتلتيكو مدريد يُعزز دفاعاته بلاعب موثوق، بينما يحصل لونجليه على فرصة لإثبات نفسه في أحد أكبر أندية الليغا.
صفقة انتقال كليمو لونجليه تُجسد واحدة من تلك اللحظات التي يُمكن وصفها بأنها “مفيدة للجميع”، لتُغلق صفحة من صفحات اللاعبين المنسيين في برشلونة، وتُفتح أخرى تحمل أملًا جديدًا للاعب الفرنسي في العاصمة الإسبانية.