
منذ بداية الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، خطف فريق ليفربول الأضواء بفضل الأداء الرائع الذي قدمه تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت. حقق الريدز انطلاقة قوية جعلت المتابعين يظنون أن الأمور قد تكون محسومة لصالحهم في المنافسة على اللقب. ومع مرور الأسابيع وتواصل الجولات، كان من الواضح أن ليفربول في أيد أمينة، لكن لا بد أن نتذكر دائمًا أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت.
لكن رغم هذا الانتصار الظاهر، كان هناك من شكك في مدى استمرارية هذا النجاح، وكان من أبرز هؤلاء محمد أبو تريكة. المحلل الرياضي والشخصية البارزة في كرة القدم المصرية، لم يُخدع بهذه البداية المثالية. في تحليلاته عبر شبكة “بي إن سبورتس”، أكد أبو تريكة أن ليفربول لا يمكنه أن يتجاوز فترة التذبذب التي قد تظهر في أي وقت. وحينها، لن تكون النتيجة كما يظن البعض، بل ستكون هناك معركة حقيقية على اللقب.
محمد أبو تريكة.. القارئ الجيد للتاريخ
في حديثه، ألمح أبو تريكة إلى أن ليفربول ليس على الطريق السهل نحو الفوز باللقب. وأوضح أنه لا يمكن مقارنة بداية المدرب آرني سلوت مع تلك التي حققها يورجن كلوب في الماضي. فالتاريخ، حسبما يرى أبو تريكة، لا يكذب. فحتى عندما كان فريق كلوب في قمة مستوياته في السابق، كانت المنافسة على اللقب دائمًا مشتعلة حتى اللحظات الأخيرة. في الموسم الماضي، على سبيل المثال، كان ليفربول على مقربة من الحصول على اللقب، لكن في النهاية كانت الأمور قد تغيرت بسرعة، ليخرج الفريق تدريجيًا من سباق الصدارة، رغم أنه كان في المركز الأول لفترات طويلة.
وإذا كانت صدارة الدوري في يناير قد تكون مريحة لبعض المشجعين، فإن ليفربول نفسه لا يمكنه أن يأخذ الأمور على محمل الجد في هذا التوقيت. فريق “الريدز” قد يتعرض لسلسلة من النتائج السلبية في أي لحظة، ما يغير مجرى الدوري بشكل مفاجئ.

ليفربول وسباق اللقب: تساؤلات ما زالت قائمة
بالنظر إلى وضع فريق ليفربول هذا الموسم، فإن الوضع يبدو مختلفًا بعض الشيء. الفريق يتصدر الدوري الإنجليزي حاليًا برصيد 53 نقطة، بفارق 6 نقاط عن آرسنال، ويبدو أنه في وضع مريح مقارنة ببقية الفرق، خاصة مع تبقي له مباراة مؤجلة ضد إيفرتون. ولكن، رغم هذه الأرقام المغرية، هناك من يرى أن ليفربول لم يخض الاختبار الحقيقي بعد. فحتى الآن، لم يواجه الفريق المنافسين الأقوياء بشكل مستمر، مما يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في الأسابيع المقبلة.
الدرس المستفاد من الموسم الماضي: الصدارة لا تعني شيئًا في الدوري الإنجليزي
من أجل فهم الصورة بشكل أكبر، يجب العودة إلى الموسم الماضي. كان ليفربول حينها يحتل الصدارة في الدوري الإنجليزي في العديد من الجولات، وكان الجميع يعتقد أن الفريق على بعد خطوة من التتويج باللقب. ومع ذلك، تراجع أداء الفريق بشكل غير متوقع، ليخسر الصدارة في نهاية المطاف لصالح مانشستر سيتي الذي أكمل مشواره بثبات نحو الفوز بالبطولة للمرة الرابعة على التوالي.
ومن هنا، يمكن القول إن السباق على اللقب في الدوري الإنجليزي لا يتوقف على مجرد تصدر فرق البطولة في يناير أو فبراير. ما يهم هو الأداء المستمر والثبات في النتائج، وهو ما قد يصعب على فريق ليفربول تقديمه على المدى البعيد، خاصة مع المنافسة القوية من فرق مثل مانشستر سيتي وآرسنال، التي كانت قد تراجعت في الموسم الماضي ثم عادت بشكل قوي.

“المهر” قد يقلب الطاولة: سيتي آرسنال ينتظران الخطأ
من الصعب أن يظل ليفربول متصدرًا حتى نهاية الموسم، حيث أن الفرق الكبرى في البريميرليج، مثل مانشستر سيتي وآرسنال، لا يزالان يشكلان تهديدًا حقيقيًا. سيتي، على الرغم من البداية المتعثرة في بعض الأحيان، يظل أحد أقوى الفرق في العالم ولديه القدرة على العودة بقوة. أما آرسنال، رغم بعض العثرات، فقد أظهر في الموسم الماضي أنه قادر على مقارعة الكبار وتقديم مستويات عالية. فوجود هذه الفرق في المنافسة قد يجعل من الصعب على ليفربول الحفاظ على الصدارة حتى النهاية.
الصراع على اللقب.. كل شيء قابل للتحول
منذ بداية الموسم، يمكن القول أن الدوري الإنجليزي لم يُحسم بعد، والصراع على اللقب مفتوح أكثر من أي وقت مضى. في حين أن ليفربول قد يحقق بعض النجاحات في الوقت الحالي، فإن الدوري ليس مجرد رحلة ثابتة، بل هو سباق مستمر يتغير فيه الوضع كل أسبوع. التوقعات قد تتغير مع مرور الجولات، فالمفاجآت يمكن أن تحدث في أي لحظة، خاصة مع الفرق التي تعمل خلف الكواليس لتصحيح أوضاعها.
وفي النهاية، رغم أن أبو تريكة قد يبدو في بعض الأحيان متشائمًا أو متحفظًا في آرائه، فإن التاريخ في الدوري الإنجليزي الممتاز يثبت دائمًا أن الصدارة في يناير لا تعني أن الفريق سيكون البطل في مايو.