
لم تكن ليلة عبدالرزاق حمدالله
لم تكن ليلة عبدالرزاق حمدالله، مهاجم نادي الشباب، في مواجهة الأهلي ضمن الجولة الرابعة عشرة من دوري روشن السعودي 2024-2025، ليلة يذكرها بفخر. أداء باهت، غياب عن الفاعلية الهجومية، ومشاجرات أكثر من الفرص الحقيقية، جعلته مادة للانتقادات سواء من الجماهير أو المحللين.
الأهلي يحسم القمة والشباب يسقط رغم العودة المتأخرة
على ملعب “الأمير عبدالله الفيصل” في جدة، تلقى الشباب هزيمة قاسية بنتيجة (3-2) أمام مستضيفه الأهلي. بدأ الراقي المباراة بقوة، وسجل ثلاثية نظيفة عبر إيفان توني (الدقيقة 1)، جابري فيجا (الدقيقة 13)، وسعد بالعبيد (الدقيقة 48).
لكن الشباب عاد في الدقائق الأخيرة وقلص الفارق بهدف عكسي من مدافع الأهلي ميريح ديميرال في الدقيقة 72، ثم أضاف الجوهرة الشابة مصعب الجوير الهدف الثاني في الدقيقة (5+90)، إلا أن العودة لم تكتمل.
حمدالله بين لعنة الهاتريك وعجز التسجيل
عبدالرزاق حمدالله، صاحب التاريخ الحافل ضد الأهلي، يعاني من تراجع كبير في مواجهاته الأخيرة أمام الراقي. المهاجم المغربي، الذي سجل 7 أهداف وصنع 3 في 13 مواجهة سابقة مع الأهلي، لم يتمكن من هز الشباك خلال آخر ثلاث مباريات، منها مباراتي الموسم الماضي مع الاتحاد ومباراة الليلة مع الشباب.
آخر أهداف حمدالله في مرمى الأهلي تعود إلى فبراير 2022، حين أحرز “هاتريك” رائع قاد به الاتحاد للفوز (4-3). منذ ذلك الحين، بدا وكأن لعنة أصابت المهاجم المخضرم الذي أصبح يكتفي بالتسلل أكثر من التسجيل.
غرق في التسلل وخسارة التركيز
حمدالله لم يكن في أفضل حالاته خلال الشوط الأول من المباراة. مهاجم الشباب وقع في مصيدة التسلل أكثر من مرة، وأهدر فرصة وحيدة في الدقيقة 24 عندما استلم كرة داخل منطقة الجزاء وسدد، لكن الحارس إدوارد ميندي كان لها بالمرصاد.
المشكلة لم تقتصر على الفرص الضائعة، بل امتدت إلى لغة جسده الغاضبة تجاه زملائه. عاتب لاعبي الدفاع بشدة بعد تسجيل الأهلي هدفه الثاني، وظهر وكأنه يفتقد التركيز والهدوء الذي طالما ميزه.
استفزاز جماهير الأهلي: “يا بكاية!”
زاد الضغط النفسي على حمدالله بعد الهتافات الاستفزازية من جماهير الأهلي، الذين رددوا الشعار الشهير “يا بكاية يا بكاية” كلما لامس الكرة. الهتافات اشتدت بعد إهداره فرصة التسلل في الشوط الأول، واستمرت حتى نهاية المباراة، حين نظر إليهم بابتسامة خفيفة وهو يغادر الملعب، في محاولة لتجاهل الانتقادات.
الجماهير الأهلاوية لا تزال تحمل ذكريات منافسته الحادة مع الاتحاد، الفريق الذي مثّله حمدالله من يناير 2022 حتى صيف 2024 قبل انتقاله إلى الشباب.
المواجهة الشخصية: حمدالله ضد إيبانيز
شهد اللقاء مواجهة مشتعلة بين عبدالرزاق حمدالله ومدافع الأهلي روجير إيبانيز. بداية الاحتكاك كانت مع انطلاق الشوط الثاني، عندما أسقط إيبانيز المهاجم المغربي أثناء محاولته قطع الكرة، ليعود حمدالله ويدخل معه في تدخل عنيف كردة فعل.
المواجهة تصاعدت في الدقيقة 75، بعد سقوط حمدالله داخل منطقة جزاء الأهلي إثر لعبة مشتركة مع ميريح ديميرال، وطالب بركلة جزاء. الموقف أثار غضب ديميرال وإيبانيز، مما أدى إلى مشادة كلامية كادت أن تتحول إلى شجار لولا تدخل الحكم.
غياب الإضافة الفنية واستمرار التساؤلات
بدا واضحًا أن عبدالرزاق حمدالله يمر بفترة تراجع على المستوى الفني والذهني. لاعب بحجمه وخبرته كان متوقعًا أن يشكل خطرًا أكبر على دفاع الأهلي، لكنه اكتفى بلقطات متفرقة ومشاجرات على أرض الملعب.
الجماهير الشبابية بدأت تتساءل:
هل يستطيع حمدالله استعادة مستواه السابق، أم أن تقدمه في العمر وتراجع مردوده البدني أصبحا عائقًا أمام تألقه؟
في ظل المنافسة الشرسة في دوري روشن
يحتاج الشباب من نجمه الأول أن يعود لمستواه المعتاد، وإلا فإن الفريق قد يواجه صعوبات في البقاء ضمن دائرة المنافسة على المراكز المتقدمة.
خاتمة: مستقبل حمدالله مع الشباب على المحك
عبدالرزاق حمدالله أمام مفترق طرق. ما حدث في مواجهة الأهلي يجب أن يكون جرس إنذار له ولجهازه الفني. عودته إلى التألق تتطلب تحسين لياقته البدنية، تطوير انسجامه مع زملائه، والتخلص من الضغوط النفسية التي تلاحقه، خاصة أمام جماهير غريمهم التقليدي.