
لطالما كان للمدربين الأجانب تأثير بالغ في مسيرة العديد من اللاعبين المصريين، ليس فقط من خلال تطوير قدراتهم الفنية والبدنية، بل أيضًا في منحهم الفرص التي قد تغير مجرى مسيرتهم الكروية بشكل كامل. بعض المدربين الأجانب تركوا بصماتهم الخاصة في ملاعب كرة القدم المصرية، وساهموا بشكل كبير في إشراك لاعبين مصريين في المسابقات الدولية أو منحهم الفرص التي أهلتهم ليصبحوا نجومًا.
كارلوس كيروش: إكتشاف المواهب وصناعة النجوم
البرتغالي كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لمنتخب مصر، كان له دور رئيسي في تطوير مسيرة عدة لاعبين مصريين، ومن أبرز هؤلاء اللاعبين عمر مرموش. حيث منح كيروش لاعب فرانكفورت الألماني الفرصة للظهور لأول مرة مع المنتخب الوطني في 2022، وكان ذلك خلال مواجهة ليبيا في التصفيات، والتي شهدت تسجيل مرموش هدف الفوز، ليبدأ مسيرته الدولية المميزة.
ولم يقتصر دور كيروش على مرموش فقط، بل ساعد العديد من اللاعبين الآخرين على الظهور في ساحة الكرة المصرية والدولية، مثل محمد عبد المنعم الذي منح الفرصة في كأس أمم أفريقيا 2021، رغم انتقاله على سبيل الإعارة إلى مودرن سبورت في تلك الفترة. كما دعم أحمد رفعت وعمر كمال عبد الواحد، اللذان أصبحا من اللاعبين البارزين في الأندية المصرية بعد فترة مميزة مع كيروش.
مانويل جوزيه: التاريخ الذي لا يُنسى
أما مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للأهلي، فقد ترك إرثًا كبيرًا في كرة القدم المصرية بشكل عام، ليس فقط من خلال تحقيق البطولات مع الأهلي، ولكن أيضًا من خلال دعمه لعدد من اللاعبين المصريين. من أبرز هؤلاء اللاعبين حسام عاشور، الذي منحه جوزيه الفرصة للانضمام للفريق الأول في سن 16 عامًا فقط، ليبدأ بعدها عاشور في كتابة تاريخ طويل مع النادي الأهلي، ويصبح أكثر لاعب مصري تحقيقًا للبطولات في تاريخ النادي.
وقال عاشور في وقت سابق، إنه كان من المفترض ألا يُصعد للفريق الأول، ولكن جوزيه قرر منح الفرصة له بعد مشاهدته في مباراة للناشئين، ليكتشف موهبته ويصعده بشكل مفاجئ إلى الفريق الأول.
جوزيه بيسيرو: فرصة جديدة لأحمد حمدي
جوزيه بيسيرو، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، يُعتبر من المدربين الذين منحوا الفرصة للاعبين صغار السن، وكان له دور كبير في تطوير أحمد حمدي. فقد كان بيسيرو من أوائل المدربين الذين منحوا حمدي فرصة اللعب مع الفريق الأول في 2015-2016، في سن مبكرة جدًا (18 عامًا)، وهو ما ساهم في تألقه لاحقًا وظهوره في أندية أخرى بعد رحيله عن الأهلي، مثل الزمالك، حيث نجح في الفوز بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية.
على الرغم من فترة تدريبه القصيرة مع الأهلي، إلا أن بيسيرو استطاع أن يساهم في تنمية مسيرة حمدي بشكل كبير، وهو ما يظل علامة فارقة في تاريخ المدرب البرتغالي.
أهمية دور المدربين الأجانب في تطور كرة القدم المصرية
من خلال هذه الأمثلة، يتضح الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المدرب الأجنبي في تطوير مسيرة اللاعبين المصريين. سواء كان ذلك من خلال منح الفرص في الفرق الأولى، أو بتقديم الإرشادات التي ساهمت في تحقيق النجاحات والتطورات الفنية والبدنية للاعبين.
وتظل الأسماء المذكورة - كيروش و جوزيه و بيسيرو - من أبرز المدربين الأجانب الذين ساهموا في تغيير مسار العديد من اللاعبين المصريين وجعلهم جزءًا من تاريخ كرة القدم المصرية والدولية.