
الساخر السعودي يفجّر المدرجات ويقلب موازين قمة الهلال وريال مدريد في كأس العالم للأندية ميسي في مرمى الأنظار من جديد
شهد ملعب «هارد روك ستاديوم» في مدينة ميامي الأمريكية واحدة من أكثر اللقطات طرافةً وإثارةً في تاريخ كأس العالم للأندية، يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، عندما توقف الحديث تمامًا عن مجريات المباراة الفنية والنتيجة الإيجابية 1-1 بين بطل القارة الأوروبية ريال مدريد الإسباني وبطل آسيا الهلال السعودي، لصالح ظهور مفاجئ لشخص شهير عُرف بلقب «عدو ميسي الأول». هذا المشجع السعودي أثار سخرية الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كرر أسطورته الشهيرة من مونديال قطر 2022، مستعيدًا عبارته الخالدة «أين ميسي؟» التي دوّت بعد انتصار السعودية التاريخي على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف.
أجواء المباراة على أرضية الملعب
قبل الحديث عن المفاجأة الجماهيرية، لا بدّ من الإشارة إلى أن المباراة نفسها تقدمت بمستوى فني لافت، حيث استحوذ ريال مدريد في الدقائق الأولى على الكرة ونظَّم هجماته عبر مفاتيح جوردي ألبا وفينيسيوس جونيور، بينما اعتمد الهلال على التحولات السريعة المرتدة بتمريرة طولية من الزجاح سالم الدوسري. وفي الدقيقة 34، نجح الوافد الجديد جونزالو جارسيا في افتتاح التسجيل بعد تسديدةٍ متقنة من داخل منطقة الجزاء إثر تمريرة ذكية من توني كروس.
لم يكد المونديالي ينتقل إلى فرحة ريال مدريد حتى جاء الرد السريع للهلال، عندما استلم روبن نيفيش الكرة عند مشارف المنطقة وسدد كرة صاروخية اصطدمت بقدم المدافع قبل أن تعانق الشباك في الدقيقة 41، ليعيد الزعيم توازنه ويثبت قدرته على مجابهة العملاق الإسباني. بهذا الهدف، نجح الهلال في تسجيل أول هدف سعودي ضد ريال مدريد في تاريخ مشاركاتهما، واستعاد الروح المعنوية قبل نهاية الشوط الأول.
لقطة المدرجات تُفكِّر العالم بميسي
عندما انتهى الشوط الأول بأداء مميز من الفريقين، لم تتوقع الجماهير أن تُسرق الأضواء من الملعب ذاته. ففي إحدى لقطات البث المباشر، ظهرت كاميرا تُركز على مشجعٍ سعودي يرتدي نظارة شمسية داكنة، يلوح بعلم المملكة العربية السعودية، ويرتدي زي الهلال الأزرق. المشهد بدا عاديًا للوهلة الأولى، لكن سرعان ما تذكّر المتابعون شخصية ذلك الرجل الذي ظهر في مونديال قطر 2022، وسخر من النجم ليونيل ميسي قائلًا: «?Where is Messi» أو «أين ميسي؟»، عقب المباراة الشهيرة التي افتتح فيها الأخضر مشواره بفوز ث historic أمام الأرجنتين.
## الذكريات إلى كأس العالم 2022
حين قابل منتخب السعودية نظيره الأرجنتيني في دور المجموعات من مونديال قطر، فجر الأخضر مفاجأة مدوية بانتصار 2-1 تاريخي على التانغو، الذي كان معولاً عليه للفوز باللقب. وبعد صافرة النهاية، أتت اللقطة الشهيرة للمشجع السعودي، الذي بدا في حالةٍ من النشاط الزائد، وهو يسأل الكاميرا بوجه واثق: «أين ميسي؟». لم تكن العبارة مجرد استفزاز، بل انتقالٌ رمزيٌّ إلى الجيل الجديد الذي لم يشهد ميسي في عزّ قوته وفوزه بكأس العالم، ما جعل العبارة تنتشر كالنار في الهشيم، وتحوّلت إلى شعارٍ للسعوديين المحتفلين.
بتكرار الظهور في مباراة الهلال وريال مدريد، يكاد هذا الرجل يتحرّك كتميمة حظٍّ للهلال، يرافقونه بكل مباراة يشارك فيها الفريق الأزرق، وكما لو أنه يحمل رسالةً مفادها: السعودية لا تغفل عن ميسي، مهما غاب الأخير عن الأندية الوطنية والأندية المشاركة في بطولات العالم.
ردود الفعل على مواقع التواصل
توالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي فور نهاية المباراة، فتصدرت عبارة «عدو ميسي» الترند في السعودية والإسبان وحتى الأرجنتينيين. فقال أحدهم على تويتر:
> «وجوده في المدرجات يجعل ريال مدريد يخشى المجهول أكثر من مواجهة كريتسيانو رونالدو نفسه»
وفي المقابل غرّد مغرد آخر:
> «هذا الرجل أثبت أن ميسي لا ينام قرير العين حتى وإن حلَّ في دوري آخر أو بطولة أخرى»
أما على إنستجرام، فقد حصد مقطع الظهور عشرات الآلاف من الإعجابات خلال دقائق، وتوالت التعليقات التي قارنت بين رونق الجماهير السعودي وقدرتها على خلق أجواءٍ لا تُنسى وبين بطولات الفرص الضائعة على أرض الملعب.
الأثر الإعلامي للواقعة
قامت العديد من الصحف الأوروبية بنقل اللقطة بشكلٍ مفصّل، حتى إن صحيفة “ماركا” الإسبانية خصصت تقريرًا بعنوان «الهلال يحضر أعداء ميسي في كأس العالم للأندية»، مستعرضةً سرّ هوس الجماهير السعودية بأسطورة الأرجنتين، ووصفته بأنه «رمزٌ ثقافيّ» تخطّى دوره في التشجيع إلى أن يُصبح وجهًا إعلاميًا له حضورٌ عالمي. فيما وصفته صحيفة “أس” بأن «السعودي الذي استفز العالم حين قال (أين ميسي؟) عاد ليذكّر الجميع أن كرة القدم لعبة جماهير قبل أن تكون منافسة بين النجوم».
حديث الصحافة السعودية والهلال الرسمية
لم يترك الهلال الفرصة تمر دون أن يستثمر هذه اللقطة لصالحه، فغرد الحساب الرسمي للنادي عبر تويتر:
> «حين تبدأ المباراة يستعد الخصم لمواجهة 11 لاعباً، لكن في المدرجات هناك أكثر من 90 ألف قلب ينبض بالأزرق والأخضر»
وفي تدوينةٍ أخرى على إنستجرام، نشر النادي صورة المشجع السعودي وهو يلوح بعلم الهلال، مع تعليقٍ: «الدعم لا يقف عند حدود الملعب.. فالجمهور هو اللاعب الثاني عشر الحقيقي».
تحليل فني وتأثير نفسي
من الناحية الفنية، فإن التعادل أمام ريال مدريد يبقى نتيجة إيجابية في بطولة تضم أبطال القارات، لكن من الناحية النفسية والمعنوية، فإن ظهور الجماهير المؤثرة يرفع من روح الفريق المعنوية ويقلق الخصم، وهو ما وصفه خبير الكرة الإسباني إميليو بوتراغينيو بأنه «تكتيكٌ جديد تتبناه الجماهير السعودية لنشر الرعب في نفوس المنافسين».
ورأى محلل قنوات “بي إن سبورتس” أن «العدو السعودي أصبح حالة فريدة في عالم الرياضة، فهو لا يعتمد على مهارة فردية أو تحليل فني، بل على عنصر مفاجأة الجمهور، والقلب النابض بالحماس».
تأثير الظاهرة على باقي المشاركين
لم يقتصر الأمر على ريال مدريد والهلال فقط، إذ سيتابع بقية أبطال القارات هذا المشهد باهتمامٍ كبير، خاصة الأندية التي ستلاقي الهلال في دور الأربعة. فقد أعادت هذه الظاهرة طرحَ مفهوم أن كرة القدم اليوم تتخطى حدود الملعب، لتدخل في معترك وسائل التواصل التي تختزل مسافات الأرض لصالح التفاعل اللحظي مع أية لقطة مهما كانت بسيطة.
هل تكون ظاهرة «أين ميسي؟» عنوانًا دائمًا للبطولة؟
مع استمرار مونديال الأندية 2025 في الولايات المتحدة، يتوقع البعض أن تتحول عبارة «أين ميسي؟» إلى شعارٍ تسويقيٍّ يحمل طابعًا كوميديًا وجماهيريًا، وربما يستغلها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للترويج للنسخ المقبلة. فقد أثبتت التجربة أن الظواهر الخارجة عن النص الفني تضيف ثراء إعلاميًا للبطولة، وتجذب انتباه المشاهد العادي قبل عشاق اللعبة.
السيناريوهات المتوقعة للظهور المقبل
ثمة توقعات بأن يعود «عدو ميسي الأول» للظهور في المباريات القادمة للهلال ضمن البطولة، خاصة إذا عاود الفريق التألق وبلغ النهائي. وفي حال وصول الهلال إلى المباراة الختامية، قد يشاهد العالم نفس المشهد مجددًا، وربما نسمع صيحات الجماهير “أين ميسي؟” في ملعب “جون إس. ليونارد” بمدينة ميامي، أو حتى في مدرجات سانتياغو برنابيو لو حلّت الأندية الأوروبية في النسخ المقبلة.
خاتمة: كرة القدم بين الملعب والمدرج
يبقى الحديث الأبرز أن كرة القدم اليوم ليست حكراً على اللاعبين والمدربين فقط، بل باتت للجماهير دورٌ فاعل في كتابة تفاصيل الحدث. وعندما يتحول مشجعٌ بسيط إلى ظاهرة تستحوذ على اهتمام الإعلام العالمي، تصبح القوة الحقيقية للعبة في مقاعد المدرجات، حيث يولد الحماس وتُصنع الذكريات.
في النهاية، لا يهم إن غاب ميسي عن مشهد الملاعب في هذه البطولة، فوجود من يسأله «أين ميسي؟» كفيل بأن يظل اسمه حيًا على ألسنة الجماهير، ويثبت أن كرة القدم تجمع بين الأداء الفني والسرد الحماسي، وأن المدرجات قد تُبدع أكثر من بعض المباريات.