![]() |
فليك يشعل حماس يامال ليتحول من موهوب إلى أسطورة
في خطوة غير متوقعة تركت صدى واسعاً بين جماهير برشلونة وعشاق كرة القدم الإسبانية قرر المدرب الألماني هانز فليك العودة من إجازته الصيفية مؤقتاً لتوجيه رسائل حماسية وتحفيزية إلى نجوم الفريق الشبان وعلى رأسهم لامين يامال وبهذه الكلمات كشف فليك عن رؤيته لقيادة برشلونة خلال السنوات القادمة معتمداً على جيل جديد من اللاعبين الموهوبين القادرين على كتابة تاريخ جديد
فليك يعيد تعريف التطلعات
في حوار حصري مع مجلة النادي الرسمية أكّد المدرب الألماني أن أولويته تكمن في تحسين أداء الفريق يوماً بعد يوم دون تحديد سقف للكمال وقال فليك إن الهدف الأسمى هو الارتقاء بأداء برشلونة إلى مستويات قارية وعالمية جديدة عبر العمل الدؤوب والانضباط الذهني الذي يجب أن يتمتع به كل لاعب داخل وخارج الملعب
يامال بين الاستمتاع والمسؤولية
وجّه فليك حديثه مباشرة إلى الفتى المعجزة لامين يامال مشيراً إلى أن موهبته الفريدة التي ظهرت مبكراً في الملاعب لا تكفي وحدها لضمان نجاحه على المدى البعيد وإنما يجب أن يوازيها اجتهاد يومي وتمارين ذهنية صارمة إذ قال فليك وفق ما نُشر في المجلة إن يامال عبقري في كرة القدم رغم عمره الذي لا يتجاوز السابعة عشرة عاماً لكن عليه تجهيز نفسه ذهنياً وفنياً للعب على المستوى الأعلى طوال الخمسة عشر عاماً القادمة وهو ما يتطلب منه العمل بجدية والاستفادة من قدوته داخل الفريق
رافينيا نموذج للاحترافية
![]() |
ولم ينس فليك الإشارة إلى البرازيلي رافينيا الذي وصفه بأنه مثال للاعب الشاب الذي جمع بين الموهبة والالتزام وقال المدرب إنه يتابع أداء رافينيا عن كثب منذ أول مرة ارتدى فيها قميص برشلونة وقد لفت انتباهه بقدرته على التحرك والديناميكية العالية التي يوفرها لصالح زميله المهاجم المخضرم روبرت ليفاندوفسكي وأضاف أن الثقة المتبادلة بينه وبين رافينيا كانت عاملاً مهماً في تألق الأخير وتشجيع بقية الواعدين على الاستفادة من تجربته
بيدري قائد المستقبل
وتطرق فليك للحديث عن النجم الإسباني الشاب بيدري قائلاً إن مراقبته لمسات بيدري مع الكرة تشكل متعة خاصة بالنسبة له وظنّ أن اللاعب الذي لا يتجاوز الثانية والعشرين من العمر يمتلك مقومات القائد الجاهز لقيادة الفريق في السنوات المقبلة خاصة بعد المشاهد المبهرة التي قدمها في قلب ملعب كامب نو وفي المباريات الحاسمة طوال الموسم الماضي
لحظات حاسمة في درب الألقاب
استحضر فليك في حديثه أبرز لحظات الموسم الماضي حين توّج برشلونة بثنائية الدوري الإسباني وكأس الملك متحدثاً عن ديربي برشلونة أمام إسبانيول الذي كان مفصلياً في حسم اللقب وأضاف أن التحدي الأكبر كان إثبات قدرة الفريق على التماسك تحت الضغط النفسي الكبير الذي يفرضه الخصم والجماهير وأثنى على رد فعل اللاعبين حين قلبوا الضغوط إلى طاقة إيجابية مكنتهم من حصد النقاط الثلاث وحسم اللقب قبل نهاية البطولة بيومين
الاستدامة البدنية والذهنية
![]() |
كما كشف فليك عن سر تفوق برشلونة من الناحية البدنية مؤكداً أن سر النجاح يكمن في التوازن بين قدرات المعدين البدنيين مثل خوليو توس وجيرمان وبيبي ورافا وبين العمل العقلي الذي يبنيه المدربون النفسيون مع اللاعبين وقال إن كل التفاصيل الحسابية المتعلقة بمتابعة معدلات الجري وقياسات الماكينات الفسيولوجية تصب في خدمة فلسفة برشلونة التي تستند إلى الضغط العالي والاستحواذ السلس
رسائل مستقبلية للجيل الذهبي
اختتم فليك حديثه بإرسال رسائل واضحة إلى جيل برشلونة الذهبي القادم مطالباً إياهم باستغلال مرحلة الهدوء ما بين الفترات لتطوير قدراتهم الدفاعية والهجومية وضرب مثالاً بتاريخ النادي قائلاً إن إرث برشلونة لا يكتمل دون تألق متواصل للأسماء الشابة وعليهم المحافظة على قيم النادي في الاحترام المتبادل والمنافسة الشريفة لتحقيق المزيد من الألقاب المحلية والقارية
الاستعداد للموسم الجديد
وبهذه التصريحات يضع فليك علامة استفهام كبيرة حول استعدادات برشلونة للموسم الجديد حيث تنتظر الفريق مهمة الدفاع عن ثلاثيته المحلية بالإضافة إلى العودة لمنصة دوري أبطال أوروبا بقوة ويبدو أن المدرب الألماني يراهن على رفع سقف الطموحات بإشراك العناصر الشابة التي يتمتع بها الكيان الكتالوني مع توفير الدعم النفسي والتقني اللازم لهم
في المجمل يقدم هانز فليك رؤية شاملة لبرشلونة القادم معتمدًا على العقلية والعطاء المستمر دون الاكتفاء بالموهبة وحدها ليؤكد أن النادي الملكي في طريقه إلى بناء جيل ذهبي جديد قادر على كتابة فصول مشرقة في سجله الطويل من البطولات والألقاب.