غضب في غرفة الملابس: هل يواجه فينيسيوس مشكلة جديدة مع زملائه في ريال مدريد؟

ما الذي حدث بين فينيسيوس ومودريتش؟

قبل خمس دقائق فقط من نهاية المباراة التي كانت تشير نتيجتها إلى التعادل (2-2)، حصل ليجانيس على ركلة ركنية، في وقت كانت فيه خطوط ريال مدريد بحاجة إلى التنظيم الدفاعي. لكن فينيسيوس، المعروف بنزعته الهجومية، لم يعد إلى الخلف لمساندة الدفاع، وهو ما دفع لوكا مودريتش إلى توجيه انتقاد حاد له في الملعب أمام أنظار الجميع.

لم يتقبل فينيسيوس الانتقاد بسهولة، ليرد على النجم الكرواتي بطريقة لم تعجبه، مما أدى إلى تصاعد التوتر بينهما، قبل أن يتدخل فيديريكو فالفيردي ليبدي هو الآخر استياءه من موقف الجناح البرازيلي. تحت هذا الضغط، امتثل فينيسيوس أخيرًا وعاد للدفاع، لكن المشهد لم يكن عابرًا، بل ألقى بظلاله على أجواء اللقاء حتى صافرة النهاية.

أنشيلوتي يعلّق على الحادثة

بعد المباراة، كان من المتوقع أن يعلق المدرب كارلو أنشيلوتي على الواقعة، وهو ما حدث بالفعل خلال المؤتمر الصحفي، حيث بدا المدرب الإيطالي واضحًا في موقفه:

"إذا تحدث مودريتش، فيجب احترامه".

تصريح أنشيلوتي يحمل رسالة غير مباشرة إلى فينيسيوس، مفادها أن احترام اللاعبين المخضرمين في الفريق ليس خيارًا، بل أمر أساسي للحفاظ على الانسجام داخل غرفة الملابس، خاصة مع شخصية بحجم مودريتش الذي يعتبر أحد قادة الفريق.

فينيسيوس يغادر الملعب غاضبًا

لم ينتهِ الأمر عند التوتر داخل المباراة، بل امتد إلى ما بعدها، حيث لم يُظهر فينيسيوس أي حماس حتى بعد أن خطف ريال مدريد هدف الفوز القاتل في اللحظات الأخيرة عبر جونزالو. وعند صافرة النهاية، لم يبقَ النجم البرازيلي مع زملائه للاحتفال بالتأهل، بل توجه مباشرة إلى غرفة الملابس، متجاهلًا الاحتفالات التي أقامها الفريق داخل الملعب.

تصرف فينيسيوس أثار المزيد من التساؤلات حول حالته الذهنية وعلاقته بزملائه، خاصة أن الاحتفال الجماعي بعد الفوز يُعتبر من العادات الأساسية لأي فريق يسعى للحفاظ على روح الوحدة بين لاعبيه.

مودريتش يقلل من أهمية الواقعة

رغم وضوح التوتر بينه وبين فينيسيوس، حاول لوكا مودريتش التقليل من أهمية الحادثة عند سؤاله عنها بعد المباراة. ففي المنطقة المختلطة، عندما سُئل عن الأمر، أجاب بشكل هادئ:

"كيف يمكن أن نتشاجر أنا وفيني؟ هذه أشياء تحدث في كرة القدم، أنتم ترون الأمور بطريقة لا يجب عليكم رؤيتها بها".

تصريح مودريتش يعكس خبرته الطويلة في التعامل مع مثل هذه المواقف، حيث يدرك جيدًا أن تصعيد الأمور إعلاميًا قد يزيد من حدة التوتر داخل الفريق، وهو أمر لا يرغب أي لاعب أو مدرب في حدوثه خلال هذه الفترة الحساسة من الموسم.

أزمة جديدة في ريال مدريد؟

ما حدث بين فينيسيوس ومودريتش ليس سوى الحلقة الأحدث في سلسلة من التوترات التي ظهر فيها النجم البرازيلي داخل ريال مدريد. فمنذ أيام قليلة فقط، دخل في خلاف آخر مع زميله داني سيبايوس خلال مباراة الفريق أمام إسبانيول، حيث غضب فينيسيوس بسبب عدم تمرير الكرة له، واشتكى إلى أنشيلوتي، لكنه لم يحصل على أي استجابة.

كل هذه المواقف تطرح تساؤلات حول مدى اندماج فينيسيوس داخل المجموعة، خاصة مع شخصيته الحماسية التي تجعله أحيانًا ينفعل في الملعب. ورغم أنه أحد أهم نجوم الفريق حاليًا، إلا أن الحفاظ على علاقته الجيدة مع زملائه أمر ضروري ليواصل التألق داخل المستطيل الأخضر دون أن تتأثر مسيرته بالمشاحنات الجانبية.

ما القادم لفينيسيوس وريال مدريد؟

مع استمرار المنافسات في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، سيكون على فينيسيوس إيجاد طريقة للتعامل مع المواقف الضاغطة داخل الفريق دون أن يؤثر ذلك على تركيزه في المباريات. فالجميع يعلم أنه لاعب موهوب وقادر على صناعة الفارق، لكن عليه أيضًا أن يدرك أهمية احترام التوجيهات داخل الملعب، خاصة عندما تأتي من لاعبين مخضرمين مثل مودريتش.

أما بالنسبة لريال مدريد، فإن المدرب كارلو أنشيلوتي سيحتاج إلى التعامل بحكمة مع هذه المواقف لضمان عدم تحولها إلى أزمة داخلية تؤثر على الفريق. فالمرحلة القادمة من الموسم لا تحتمل أي مشاكل قد تشتت تركيز اللاعبين، خاصة أن الفريق لا يزال في سباق محتدم على الألقاب.

هل ستكون هذه الحادثة مجرد خلاف عابر، أم أنها مؤشر على مشكلة أعمق قد تتطلب تدخلاً من الإدارة؟ الأيام القادمة ستكشف الكثير عن أجواء غرفة ملابس ريال مدريد ومدى قدرتها على احتواء مثل هذه المواقف دون أن تؤثر على أداء الفريق داخل الملعب.