كريم بنزيما في الاتحاد السعودي: المخاطر المهنية والتحديات الثقافية وراء العقد الضخم
انتقال بنزيما إلى الاتحاد السعودي
في صيف 2024، أعلن نادي الاتحاد السعودي عن ضم النجم الفرنسي كريم بنزيما في صفقة هي الأضخم في تاريخ الدوري السعودي حتى ذلك الحين. جاء هذا الانتقال بعد مسيرة حافلة مع ريال مدريد استمرت نحو 12 موسمًا، عاش خلالها بنزيما ألقابًا محلية وقارية ودولية قبل أن يخوض تجربة جديدة في الرياض.
دور بنزيما وتأثيره القيادي
منذ انطلاق موسمه الأول 2024-2025، لم يقتصر دور بنزيما على تسجيل الأهداف فحسب، بل امتدّ إلى رفع الروح المعنوية داخل غرف خلع الملابس. بفضل خبرته الطويلة، نجح في بث الثقة بين زملائه الصاعدين، وتبادل الخبرات التكتيكية مع المدرب لوران بلان، مما أسهم في استقرار أداء الفريق وانسجامه على أرض الملعب.
الأرقام والإحصاءات في موسم التتويج
ساهم بنزيما في تتويج الاتحاد بلقب دوري روشن مبكرًا قبل جولتين من النهاية، بعد أن سجل 21 هدفًا وصنع 9 تمريرات حاسمة في 28 مباراة بالدوري، إضافةً إلى هدفين ومساعدة واحدة في كأس الملك. وصل إجمالي مساهماته التهديفية إلى 30 في الموسم، ما جعل منه أكثر اللاعبين تأثيرًا هجوميًا في صفوف “الأصفر”.
المخاطر المهنية للتعاقد الضخم
1. اللياقة والضغط البدني: مع بلوغه 37 عامًا، كانت هناك مخاوف من الإرهاق والإصابات المتكررة، لكن برنامجه التأهيلي الصارم حافظ على جاهزيته.
2. التوقعات الإعلامية: الصحافة الأوروبية والسعودية سلطت الضوء على كل لمسة له، مما وضعه تحت مجهر نقدي مستمر.
3. المنافسة المحلية والأجنبية: رغم الأرقام الرائعة، واجه بنزيما تحدي التكيف مع أسلوب اللعب السريع والديناميكي في الدوري، إضافةً إلى التنقلات الطويلة بين المباريات.
التحديات الثقافية والبيئية
• التأقلم الاجتماعي: الحياة في السعودية تطلبت منه التعرف على تقاليد جديدة، وتعلم بعض العادات المحلية ليكوّن صلات وثيقة مع الجماهير وعدم الانسحاب خلف جدران الاحتراف.
• اللغة والتواصل: الاعتماد على مترجمين في بعض المحادثات اليومية أثر على سرعة نقل التعليمات التكتيكية، لكن اللغة المشتركة لكرة القدم سهّلت تذليل هذه العقبة سريعًا.
• الطقس والانخراط في المجتمع: التعامل مع درجات الحرارة العالية والإيقاع المختلف للحياة منع بنزيما من الشعور بالغربة، لا سيّما بفضل دعم النادي وأسرته الصغيرة.
خاتمة
تحولت صفقة بنزيما إلى نقطة فاصلة في تاريخ الاتحاد والدوري السعودي عمومًا، فزاد الاهتمام العالمي بالمسابقة وارتفع سقف الطموحات المحلية. ومع تحديات اللياقة والتكيف الثقافي، أثبت النجم الفرنسي أن الاحتراف لا يقف عند حدود الأرقام والألقاب، بل يتطلب أيضًا القدرة على التأقلم والسعي الدائم لتقديم الأفضل في أي بيئة.