قرار إداري حاسم
قررت إدارة النادي الأهلي اتخاذ خطوة حاسمة بشأن مستقبل الظهير الأيسر المغربي يحيى عطية الله، اللاعب المعار لصفوف الأهلي من نادي سوتشي الروسي حتى نهاية الموسم الحالي. تأتي هذه الخطوة في إطار تقييم شامل لأداء اللاعب خلال الفترة الماضية، إذ تبين أن النتائج الملموسة لم تكن على قدر التوقعات، مما دفع الجهاز الفني والإداري للنادي لاتخاذ قرار بعدم تفعيل بند الشراء لعقده عند انتهاء فترة الإعارة.
ثلاثة أسباب رئيسية للقرار
يشير العديد من التقارير الواردة من مصادر مصرية إلى أن توجهات النادي الأهلي في هذا الصدد تعتمد على ثلاثة أسباب رئيسية:
1. ضعف الأداء الفني
أولاً، عدم تقديم عطية الله للمستوى الفني المطلوب الذي كان من المتوقع تحقيقه مع انضمامه إلى صفوف الفريق. فرغم امتلاكه للخبرة والمواصفات الفردية التي يمتلكها اللاعب المغربي، إلا أن الأداء العام خلال المباريات لم يرقَ إلى المستوى الذي يؤكد إسهامه الفعال في تحقيق الانتصارات في الميادين. تظهر الإحصاءات أن مساهماته التكميلية كانت محدودة، وهو ما لم يترك انطباعًا إيجابيًا لدى الجهاز الفني بقيادة المدربين الذين يحرصون دائمًا على اللعب الجماعي والتكتيك العالي.
2. الإصابات المتكررة
ثانيًا، يعتبر كثرة الإصابات التي طالت عطية الله خلال الموسم الحالي من العوامل المؤثرة في قرار الإدارة. فقد شهد مسيرته مع الأهلي تقلبات في الأداء نتيجة للتوقفات والإصابات التي أثرت على استمراريته في المشاركة بالمباريات الهامة، مما جعل من الصعب الاعتماد عليه كلاعب أساسي في تشكيل الفريق. وفي مباريات عدة تبين أن الإصابات المتكررة أدت إلى اضطرابات في سير اللعب وتغيير التشكيلة الأساسية، مما أدى إلى تراجع أداء الفريق على بعض الأصعدة التكتيكية.
3. العمر الكبير

أما السبب الثالث فهو يتعلق بعمر اللاعب؛ إذ يبلغ عطية الله سن الثلاثين، ما يُثير تساؤلات حول مدى استمراره كلاعب يمكن الاعتماد عليه في المستقبل. وفي ظل توجهات النادي الأهلي الطموحة لبناء فريق قادر على المنافسة على المستويين المحلي والدولي، فإن الاستثمار في لاعبين أصغر سنًا وتوفير بدائل ديناميكية هو الاتجاه الأنسب لتطوير الأداء وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل. هذا التوجه يتماشى مع استراتيجية النادي في تجديد صفوف اللاعبين وخلق جيل جديد يتماشى مع الرؤية المستقبلية للفريق.
استراتيجية النادي المستقبلية
من جهة أخرى، يسعى النادي الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة إلى التعاقد مع ظهير أيسر جديد يتميز بالحيوية والقدرة على المساهمة الفاعلة في خطط الفريق، وذلك لتعزيز الجبهة اليسرى وتخفيف العبء عن اللاعبين المخضرمين. في هذا السياق، لم يعد اليَوم الذي يتوقع فيه للمشجعين رؤية عطية الله كتجسيدٍ لسلطة الدفاع في المباريات الحاسمة، خاصةً بعد مقارنة أداءه مع اللاعبين الآخرين في نفس المركز.
تقييم أداء اللاعب
إن الإدارة الفنية للنادي الأهلي لم تغفل عن مراقبة أدائه أثناء فترة الإعارة، حيث تم تقييم مستواه الفني والبدني على أرض الملعب من خلال مشاركاته في المباريات المحلية والقارية. وقد أوضحت التقييمات أن الأهداف الدفاعية والتكتيكية التي يسعى إليها النادي الأهلي لم تتحقق بالشكل الكافي، مما زاد من ضرورة البحث عن بديل يتمتع بمستوى فني أعلى وحافز أكبر للتجدد وإحداث الفرق في المباريات المقبلة.
البدائل المتاحة
تجدر الإشارة إلى أن صفوف النادي الأهلي تضم حالياً ثلاثة لاعبين في مركز الظهير الأيسر، وهم يحيى عطية الله إلى جانب اللاعبين التونسي علي معلول وكريم الدبيس. وقد تم إعادة تسجيل علي معلول في قائمة الفريق المحلية خلال انتقالات يناير الماضي بعد تعافيه من الإصابة التي ألمت بوتر أكيليس، مما أثبت أنه يشكل عنصراً فعالاً في الدفاع ولديه القدرة على تقديم أداء مميز يساهم في استقرار الخط الخلفي.
ردود الفعل على القرار

وقد لاقى قرار عدم تفعيل بند الشراء لعطية الله ردود فعل متباينة بين جماهير الفريق والمحللين الرياضيين؛ فالبعض يرى أن هذا القرار يعكس حرص الإدارة على الحفاظ على مستوى فني عالٍ مع تجديد شباب الفريق، بينما ينتقد البعض الآخر القرار نظراً لخبرة اللاعب الكبيرة والتي قد تُفيد الفريق في المناسبات الحرجة. إلا أن الأهمية تكمن في تبني استراتيجية مدروسة تضمن تحقيق توازن بين الخبرة والحداثة، وهو ما يمثل حجر الزاوية في فلسفة النادي الأهلي الطموحة للتفوق على الصعيدين المحلي والقاري.
السياسة المالية للنادي
على صعيد آخر، يُعتبر قرار الأهلي خطوة استراتيجية تهدف إلى ضبط ميزانية الانتقالات وتحقيق أهداف التعاقدات المستقبلية التي تهدف إلى بناء فريق قادر على المنافسة على البطولات الكبرى. ومن الطبيعي أن يسعى النادي إلى استثمار تلك الميزانيات في التعاقد مع لاعبين شباب متطورين يمكن أن يشكلوا العمود الفقري للتشكيلة في الأعوام القادمة، مما يعكس رؤية مستقبلية تبني على الاستثمار في المواهب الناشئة بجانب الحفاظ على روح الفريق.
رؤية مستقبلية واضحة
في النهاية، يُظهر قرار إدارة النادي الأهلي بعدم تفعيل بند الشراء لعطية الله تحليلاً دقيقاً للوضع الراهن ورؤية واضحة للمستقبل، تتسم بالواقعية والبحث عن الأداء الاحترافي المميز. يبقى السؤال الآن مفتوحًا حول من سيحل محل عطية الله في صفوف الفريق وكيف ستتطور خطوات النادي في سوق الانتقالات، وهو ما ينتظر أن يكشف خلال الفترة المقبلة عن جوانب مثيرة للاهتمام في عالم كرة القدم المصرية والعالمية.