لم يخفِ فيتينيا، لاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي، شعوره بالخيبة الخفيفة رغم حجز فريقه مقعداً متقدماً في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزه الضئيل على أرسنال الإنجليزي بهدف دون رد، في ذهاب الدور قبل النهائي على ملعب الإمارات بلندن. وأكد النجم البرتغالي في تصريحات نقلتها قناة “كانال بلس” الفرنسية أن إدارة اللقاء حملت الكثير من الإيجابيات، لكنها كانت ستبدو أفضل لو استفاد “بي إس جي” من الفرص المتاحة لتوسيع الفارق قبل العودة إلى العاصمة الفرنسية.
أداء متوازن وصمود دفاعي
نوّه فيتينيا بالصلابة التي أظهرها زملاؤه داخل منطقة الجزاء، لافتاً إلى أن الحارس جيانلويجي دوناروما وخط الدفاع قدّما مستوى مميزاً تصديا خلاله لعدد من الهجمات الخطيرة التي قادها بوكايو ساكا وغابرييل مارتينيلي. وقال:
“واجهنا ضغطاً كبيراً في بعض فترات الشوط الأول، لكننا تعاملنا معه بفاعلية، وأثبتنا أننا قادرون على الدفاع بحزم عندما تلزم الضرورة، ثم الاستحواذ على الكرة عندما يكون ذلك مطلوباً.”
ويأتي هذا الثناء تأكيداً على استراتيجيات المدرب لويس إنريكي الذي اعتمد على التوازن بين خطوطه، فجَمَع بين التماسك الدفاعي في وسط الميدان والسرعة في الهجمات المرتدة، ما منحه التفوق البدني أمام لاعبَي أرسنال في الالتحامات الثنائية.
سوء ترجمة الفرص إلى أهداف

رغم السيطرة الجزئية على مجريات اللقاء بعد الهدف المبكر الذي سجّله ديمبيلي في الدقيقة الرابعة، عبّر فيتينيا عن انزعاجه من النسبة المنخفضة لاستغلال المساحات التي تركها دفاع المنافس. واعتبر أن فريقه “كان بإمكانه حسم المباراة برباعية أو أكثر”، مبيّناً:
“سنحت لنا فرص عديدة داخل منطقة الجزاء، لكننا افتقدنا اللمسة الأخيرة، وفي دوري أبطال أوروبا أي تراجع في الكفاءة أمام المرمى يكلفك الكثير.”
ولم يأتِ هذا الموقف مفاجئًا في أعين المتابعين، إذ عادةً ما يواجه “بي إس جي” انتقادات حول استغلال الفرص السهلة في المسابقات القارية، ما يجعل اللقاء المقبل على أرض “حديقة الأمراء” مناسبة ذهبية لتدارك هذا النقص الهجومي قبل مواجهة الفائز من موقعة برشلونة وإنتر ميلان في النهائي المحتمل بميونيخ.
تحذير من الغرور والاقتراب من النهائي
حرص فيتينيا على توجيه رسالة تحذيرية لزملائه، مشدداً على أن مباراة العودة لا تزال تحمل الكثير من الصعوبات، خصوصاً مع قوة التحركات الهجومية لأرسنال وقدرته على خلق مفاجآت خارج ملعبه. وقال:
“لا يزال الطريق طويلاً، لم نحسم أي شيء حتى الآن. مباراة الإياب ستكون مختلفة، أرسنال سيحاول الهجوم بحماس أكبر أمام جماهيره، وعلينا أن نكون جاهزين ذهنياً وبدنياً للتعامل مع كل السيناريوهات.”
وبالفعل، تقدم باريس سان جيرمان بأفضلية ضئيلة على ورق النتائج، لكن أي هدف وحيد تسجّله كتيبة ميكيل أرتيتا خارج ملعبهما سيضع الضغط على رفقاء فيتينيا، الذين يجدون في أجواء “حديقة الأمراء” دعماً كبيراً من نحو 50 ألف متفرج.
استمرارية الأداء الثابت

أشاد نجم وسط الميدان بقدرة الفريق على فرض أسلوبه رغم اختلاف الظروف ورغم محدودية التمريرات الدقيقة أمام الضغط العالي من لاعبي أرسنال، معتبراً أن الإمكانات الفنية متوفرة لدى كل الخطوط. وقال:
“تمكنا من استغلال العمق الدفاعي في أوقات عدة، وبدنا أكثر تماسكا مقارنةً بمبارياتنا الأخيرة في الدوري الفرنسي. إذا حافظنا على هذا المستوى، وطورنا من نسبة الاستحواذ الفعّالة، يمكننا الذهاب بعيداً في المسابقة.”
ويبدو واضحاً أن الجهاز الفني سيعمل خلال الأيام المقبلة على صقل جانب الاستحواذ والتنظيم التكتيكي لتقليل هجمات المرتد السريع، وهو الأمر الذي قد يمنح باريس سان جيرمان أرضية صلبة قبل خوض مواجهة الحسم الشهر الجاري.
خاتمة تحضيرية
يستعد باريس سان جيرمان لمواجهة العودة في الثاني من مايو على ملعبه العريق “حديقة الأمراء”، حيث يكفيه التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بهدف واحد لضمان بطاقة العبور إلى النهائي الأول للبطولة، فيما يبحث أرسنال عن ريمونتادا تاريخية لم ينجح فيها أي فريق خسر ذهاب نصف النهائي على أرضه منذ 1996. وستكون ضربة البداية لهذا اللقاء فرصة لشهود مدى استجابة فيتينيا وزملائه لنداءات الحذر التي أطلقوها بأنفسهم بعد الظهور المتوازن والمؤشرات الإيجابية على أرض الإمارات، وسط ترقبٍ كبير من عشاق كرة القدم في القارة العجوز.