هل أثبت فيتور روكي عدم أحقية تواجده مع برشلونة؟ رؤية عميقة في بداية المشوار الكتالوني

منذ إعلان برشلونة عن توقيعهم مع الموهبة البرازيلية الصاعدة فيتور روكي، بدأت الأنظار تتجه نحو اللاعب الشاب الذي يعتبر أحد أبرز المواهب في الكرة البرازيلية. قُدّم فيتور كموهبة فذة، قد تكون الحل المثالي لتعزيز الخط الهجومي لبرشلونة، في ظل التحديات التي يواجهها الفريق بعد رحيل عدد من الأسماء الكبيرة.
لكن مع كل التوقعات المرتفعة، يظل السؤال الرئيسي في أذهان الجماهير والمحللين: هل أثبت فيتور روكي أنه لا يستحق التواجد في فريق بحجم برشلونة؟ وهل كانت بداية مشواره الكتالوني محبطة أم أنه يحتاج فقط إلى الوقت لإثبات إمكانياته؟
موهبة أم مبالغة؟
عندما نتحدث عن لاعب يبلغ من العمر 18 عامًا، لا بد أن نضع في الاعتبار أن هذه السن المبكرة تجعل التقييم أمرًا محفوفًا بالمخاطر. لكن ما يجعل الحديث عن فيتور روكي مختلفًا هو التوقعات الهائلة التي سبقته من البرازيل. فالجماهير الكتالونية تنتظر أن يكون فيتور "نيمار الجديد" أو على الأقل أن يصبح أحد الأعمدة الهجومية في برشلونة. ومع أولى المباريات التي خاضها مع الفريق، لم يُظهر فيتور روكي بعد الأداء الذي يجعله يستحق هذه الأوصاف.
التكيف مع بيئة جديدة
فيور روكي يأتي من خلفية لعب مختلفة تمامًا عن البيئة الأوروبية. الدوري البرازيلي معروف بأنه يتيح المساحات والحرية في اللعب، على عكس الدوري الإسباني الذي يتطلب من اللاعبين الالتزام بالتكتيك والانضباط الدفاعي. التكيف مع هذا التغيير يتطلب وقتًا، خاصةً للاعبين الشباب الذين لم يخوضوا تجربة احترافية خارج بلادهم من قبل.
بداية فيتور روكي مع برشلونة جاءت في فترة حساسة. الفريق يعاني من بعض المشاكل التكتيكية بعد إصابة بيدري وعوامل أخرى أدت إلى افتقاد التوازن في تشكيلة الفريق. كما أن طريقة اللعب المعتمدة على الاستحواذ والتمريرات القصيرة تتطلب انسجامًا بين اللاعبين لا يُكتسب بسرعة.
الضغط الجماهيري والإعلامي
لا يمكن تجاهل الضغط الهائل الذي يعاني منه فيتور روكي. فالجماهير الكتالونية غير صبورة، خاصةً بعد موسم متذبذب. توقعات النجاح السريع تجعل اللاعب تحت المجهر في كل مباراة. ورغم محاولاته تقديم أفضل ما لديه، إلا أن قلة الخبرة والعامل النفسي قد يؤثران سلبًا على أدائه.
في عدة مناسبات، رأينا فيتور يقدم لمحات من موهبته، سواءً من خلال مراوغات سريعة أو تحركات ذكية داخل منطقة الجزاء. ولكن هذه اللمحات الفردية لم تكن كافية لترك بصمة واضحة في بداية مشواره مع برشلونة.
الوقت هو الحل؟
بالنظر إلى السياق الكامل، يبدو أن الحكم النهائي على فيتور روكي لا يجب أن يأتي مبكرًا. التكيف مع برشلونة يتطلب وقتًا، والتألق في الدوري الإسباني يحتاج إلى المزيد من الخبرة والنضج. العديد من النجوم الذين سطعوا لاحقًا في برشلونة، مثل داني ألفيش وهنري، احتاجوا لعدة أشهر، وأحيانًا لموسم كامل، قبل أن يثبتوا أنفسهم.
ما يحتاجه فيتور الآن هو الصبر والدعم من النادي والجماهير. يمكننا أن نتذكر كيف أن اللاعبين الشباب غالبًا ما يحتاجون لوقت للتأقلم مع الأسلوب الجديد والضغوط المختلفة التي تأتي مع اللعب في نادٍ كبير.
مقارنة مع النجوم السابقين
لمقارنة أداء فيتور روكي مع لاعبين شباب آخرين، نجد أن العديد من المواهب البرازيلية الأخرى التي انضمت إلى برشلونة في الماضي لم تحقق النجاح المطلوب في بداياتها. على سبيل المثال، فيليب كوتينيو الذي كان يُنظر إليه كموهبة عالمية فشل في تقديم أداء مستدام مع الفريق. ومع ذلك، هناك أيضًا نجوم مثل رافينيا الذي واجه بعض التحديات في البداية، لكنه تمكن من إثبات نفسه في النهاية.
قد تكون مقارنة فيتور روكي بنيمار أو بغيره من الأساطير البرازيلية غير عادلة في هذه المرحلة. فكل لاعب له مسيرته الخاصة وظروفه المختلفة. ما هو مهم الآن هو توفير البيئة المناسبة له للنمو والتطور دون وضع ضغط زائد عليه.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول إن الحكم على فيتور روكي لا يزال مبكرًا جدًا. اللاعب يمتلك الموهبة والإمكانات، لكن التكيف مع بيئة جديدة وضغوطات اللعب في نادٍ مثل برشلونة يتطلب وقتًا. من المهم أن يبقى الدعم متواصلاً من النادي والجماهير وأن يتم منحه الفرصة للتألق على مهل.
ربما سيحتاج فيتور إلى عدة أشهر أو حتى موسم كامل قبل أن يظهر بأفضل مستوياته. لكن ما هو مؤكد أن اللاعب الشاب يمتلك جميع المقومات التي تجعله نجماً مستقبلياً في سماء برشلونة، بشرط أن يحظى بالوقت والصبر اللازمين للتأقلم وإثبات نفسه في نهاية المطاف.