وسط العاصفة الانتقادية التي عصفت به هذا الموسم، وبالرغم من الأخطاء الدفاعية التي نسبت إليه، خرج لوكاس فاسكيز من نفق الانتقادات بمفاجأة مدوية بعدما كشفت زوجته ماكارينا رودريغيز عن إحصائية مذهلة تجعله يتصدّر صناع الأهداف في حقبة الثلاثية التاريخية لريال مدريد بين 2016 و2018، متفوقًا على أساطير بحجم كريستيانو رونالدو وتوني كروس وإيسكو.
منتهى الوفاء لألوان النادي
نشأ فاسكيز في أكاديمية “لافابورجال” قبل أن يتدرّج في صفوف الشباب ويشقّ طريقه نحو الفريق الأول في 2015، حيث ارتدى قميص الملكي في أكثر من 300 مباراة، محققًا 22 لقبًا فاق من خلاله مسيرة عددٍ من النجوم. ومع اقتراب انتهاء عقده في 30 يونيو 2025، بدا كثيرون مرجحين لرحيله وهو في نهاية عقده، خصوصًا بعد الموسم الصعب الذي قضاه محاطًا بألسنة الانتقاد من الجماهير ووسائل الإعلام.
دفاع عاصف من الزوجة… وإحصائية لا تُنسى
لم تكتفِ جماهير ريال مدريد والمحللون الرياضيون بالتشكيك في قيمة فاسكيز التكتيكية والدفاعية، بل طالوه أيضًا على مساندته الهجومية، رغم أن أرقامه تشير إلى عكس ذلك. هنا تدخلت زوجته ماكارينا رودريغيز لتقلب الطاولة على منتقديه، عندما نشرت عبر “إنستجرام” لوحة إحصائية تلخص عدد التمريرات الحاسمة التي صنعها اللاعب خلال مواسم الثلاثية (2016–2017 و2017–2018)، وجاءت النتائج كالتالي:
• لوكاس فاسكيز: 40 تمريرة حاسمة • توني كروس: 39 تمريرة حاسمة • كريستيانو رونالدو: 35 تمريرة حاسمة • إيسكو: 29 تمريرة حاسمة
هذه الأرقام تمثل جميع البطولات – الدوري الإسباني، دوري أبطال أوروبا، الكأس المحلية، وكأس العالم للأندية – ما يؤكد أن فاسكيز كان من أكثر المهندسين الهجوميّين حضورًا في الملعب، رغم أنه لم يلقَ نفس الاهتمام الإعلامي الموجه للنجوم الأوائل.
ردود فعل واسعة وتأثير سوشيال ميديا
بعد نشر ماكارينا لهذا البيان المدعّم بالحقائق، انفجرت تعليقات المناصرين له على منصات التواصل الاجتماعي. هاشتاغات مثل #لوكي_صانع_الأهداف و#حقّه_يُحترم انتشرت بين عشاق الملكي الذين رأوا في الإحصائية دليلاً قاطعًا على أن فاسكيز لا يقلّ في الإنتاجية عن نجوم الصفوة. وشارك مغردون صورًا وفيديوهات له وهو يصنع تمريرات حاسمة في مباريات حاسمة ضد أندية بارزة، مؤكدين أنه كان ركيزة أساسية في شعبية ورونق اللعب الهجومي للفريق.
الموسم الختامي وعلامة الوداع
مع انتهاء الموسم، ودّع فاسكيز جماهيره في ملعب “كورنيلّا إل برات” أمام إسبانيول، حيث خرج باكيًا وهو يشير بيديه تحية الوداع. كانت تلك اللحظة صورة رمزية لمسيرة طويلة بدأت منذ الطفولة في أزقة مدريد وحتى أضواء “برنابيو” الساحرة. ورغم أنه لم يعلن بشكل رسمي عن مستقبله، فإن التكهنات تشير إلى احتمال فتح باب الرحيل أمامه، في حال لم يقدّم عرضًا قويًا يرضي طموحات اللاعب والنادي.
أكثر من مجرد رقم دفاعي
لا تقتصر قيمة فاسكيز على معدّله التمريري، بل تمتدّ إلى قدرته على الضغط العالي، وتموضعه الذكي في مساحات الحرية، إضافةً إلى دوره التكتيكي في تبديل المراكز مع زملائه الهجوميين. لقد تطورت صورته تدريجيًا من جناح صاعد إلى لاعب متعدد الأدوار يعتمد عليه المدربون في وضعية الجناح المتأخر أو الجناح التقليدي، ما جعله عنصرًا فاعلًا في أغلب تكتيكات ريال مدريد خلال العقد الماضي.
سيناريوهات المستقبل
مع انتهاء علاقته بالعاصمة الإسبانية، يواجه فاسكيز خيارات عدة:
1. تجديد عقده مع ريال مدريد بشروط مالية جديدة وتأكيد دور أكبر في الموسم المقبل.
2. الانتقال إلى نادٍ آخر في أوروبا التي تولّت مراقبته عن كثب، مثل أندية في البريميرليج أو الكالتشيو التي قد تستفيد من خبرته وتمريراته الحاسمة.
3. العودة على سبيل الإعارة لدوري أقل ضغوطًا، ليمنح الفرصة لشباب “البيانكونيرو” ويختتم مسيرته بفرصة للمشاركة بشكل أكثر انتظامًا.
ختامًا
كشف دفاع الزوجة المدوي عن الخفايا وراء أرقام فاسكيز الهجومية، مما يؤكد أن مسيرة اللاعب في سجلّ الألقاب لا يمكن اختزالها فقط في الأخطاء الفردية أو ادعاءات ضعف الجانب الدفاعي. ففي لعبةٍ أصبحت تعتمد على اللمسة الأخيرة وصناعة اللعب بقدر ما تعتمد على التسجيل، يظل الاسم “لوكاس فاسكيز” محط اهتمام عشاق كرة القدم ومحركات البحث على حدٍّ سواء، بفضل ترسانته من التمريرات الحاسمة وقصة الولاء التي بدأت في أكاديمية النادي الملكي واختتمت برسالة وديعة على الملعب.
