تداعيات الحظر الأمريكي على حضور الجماهير في كأس العالم 2026

8 days ago

كأس العالم

قرار مفاجئ يثير الجدل

في قرار مفاجئ أثار جدلاً واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حظر سفر جديد يشمل عددًا من الدول المقرر أن يشارك مواطنوها في كأس العالم 2026 المُقامة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ما يثير مخاوف حقيقية بشأن رؤية فرق منتخبات عربية وآسيوية كبيرة في المدرجات.

الدول المحظورة وتأثيرها الكروي

وشملت قائمة الدول التي سيُمنع مواطنوها من دخول الأراضي الأمريكية اعتبارًا من 9 يونيو دولًا مثل إيران والسودان واليمن وليبيا وهاييتي إلى جانب دول أفريقية وآسيوية أخرى، ما يضع مصير حضور الجماهير أمام تحديات واضحة قبل أشهر من انطلاق البطولة الكبرى.

الدوافع السياسية للحظر

جاء إعلان ترامب حول فرض حظر السفر الذي شمل 12 دولة بهدف "الحفاظ على الأمن القومي والمصالح الوطنية" حسب بيان البيت الأبيض، دون أن تتضح بشكل نهائي معايير اختيار تلك الدول.

إيران.. والسؤال الأكبر

في هذه القائمة برز اسم إيران بوصفها المتأهلة رسميًا إلى كأس العالم 2026 منذ أكثر من عامين، مما أثار سؤالًا حقيقيًا حول إمكانية حضور مشجعي منتخب بلاد فارس إلى الولايات المتحدة لمساندة فريقهم في نهائيات العالم.

موقف المشجعين الإيرانيين

كأس العالم

يرتبط حفل قرعة كأس العالم 2026 بشكل مباشر بحضور الجماهير من كافة الدول، لكن قرار الحظر يعني حرمان أنصار المنتخب الإيراني من شراء تذاكر المباريات ومحاولة الوصول إلى الولايات المتحدة لمتابعة منافسات منتخب بلادهم.

استثناء اللاعبين.. وليس الجمهور

على الرغم من وصول "المنتخب الإيراني" إلى مونديال 2026، إلا أن اللاعبين والأجهزة الفنية سيتأثروا أقلّ من المشجعين؛ فقد تضمن القرار استثناءً لمنح تأشيرات دخول خاصة للرياضيين والمدربين والطواقم الفنية والأقارب المباشرين فقط المشاركين في البطولة أو المرتبطين بها رسميًا. لكن القرار لا يشمل أي إعفاء للمشجعين العاديين أو وسائل الإعلام الخاصة بالدول المحظورة، وهو ما يعني حرمانًا شبه كامل لجمهور إيران من السفر إلى الولايات المتحدة إذا لم يحملوا جنسية أخرى أو إقامة دائمة في أمريكا.

الآثار على المشجعين العرب

ليس هناك شك في أن المنتخب الإيراني يملك قاعدة جماهيرية ضخمة تسعى دائمًا لدعم الفريق في المناسبات الدولية. وفي حال منع مشجعيه من دخول الأراضي الأمريكية، سيؤثر ذلك على الأجواء الاحتفالية والملهمة في الملاعب خلال كأس العالم 2026.

السودان واليمن.. في دائرة الخطر

وعلى نفس المنوال، قد يعاني مشجعو السودان واليمن من قيود مماثلة؛ إذ لم يتأهل المنتخب السوداني أو اليمني حتى الآن لكنهما في مراحل التصفيات وقد يكونان قريبين من حجز بطاقة المشاركة أو التنافس على التأهل في البطولة.

هاييتي وفنزويلا.. دول الصعود المهدد

لم تقتصر تداعيات قرار ترامب على الدول المؤهلة مباشرة بل امتدّت إلى دول صاعدة في التصفيات مثل هاييتي وفنزويلا. ففي حال تأهل منتخب هايتي، الذي واجه عقبات عديدة في التصفيات، سيجابه مشجعوه نفس مصير الإيرانيين؛ إذ يمنع القرار مشجعي هايتي من الحصول على تأشيرات سياحية مؤقتة لمتابعة المباريات.

مشجعو فنزويلا.. بين الإقصاء والتطلع

وحتى المنتخب الفنزويلي الذي تأهل لكأس العالم للأندية والمنافسات القارية، قد يعجز أنصاره عن الوصول للولايات المتحدة لحضور مباراة واحدة في مونديال 2026.

الإعفاء الرياضي.. والقيود الجماهيرية

كأس العالم

يُعد الخبر الطيب الوحيد في هذا السياق هو تأكيد صحيفة “ذا أثلتيك” على أن الأمر التنفيذي يمنح إعفاء خاصًا للاعبي المنتخبات والفرق الرياضية والمدربين وطاقم الدعم الرسمي بما في ذلك الأقارب المباشرين الذين يرافقونهم، وذلك لتمكينهم من المشاركة في كأس العالم أو الألعاب الأولمبية دون عوائق قانونية.

اللاعبون نعم.. الجمهور لا

يعني هذا الإعفاء أن لاعبي إيران وطاقمهم الفني سيتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول رغم انتمائهم للدول المحظورة، وسيُمنحون التصاريح اللازمة للتنقل داخل الولايات المتحدة خلال فترة البطولة. لكن هذا الإعفاء لا يتعدى حدود “الرياضيين مباشرة” و”الأقارب المباشرين”، مما يضيق الفرصة أمام بقية الجماهير والمؤازرين العاديين للحصول على تأشيرة سياحية مؤقتة.

رد فعل فيفا والمنظمة

حتى الآن، يؤكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ضرورة السماح لجميع منتخبات وفرق المشجعين بالمشاركة بحرية تامة في نهائيات كأس العالم، ولكن قرار ترامب يضع فيفا والمنظمين في وضع معقد من ناحية التوازن بين عقود بيع التذاكر والالتزامات القانونية الأمريكية.

مخاوف متزايدة من غياب الجماهير

فإذا لم يتم التوصل إلى حلّ واضح قبل انطلاق مونديال 2026، فقد نشهد مباريات تُنظم في ملاعب كبرى بجمهورٍ محدود أو قد تغيب عنها تماماً حضور منتخبات ودول عربية وآسيوية خرجت من التصفيات مبكرًا.

الانعكاسات السياسية والاقتصادية

بعيدًا عن الجانب الرياضي، يفتح قرار الحظر الأمريكي الباب واسعًا أمام نقاش سياسي واقتصادي حول جدوى استضافة أكبر حدث كروي في العالم في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك فيما يخص التمثيل الجماهيري.

الدخل المتوقع والخسائر المحتملة

فالقائمون على تنظيم البطولة يعتمدون على مداخيل التذاكر والفعاليات السياحية وحجوزات الفنادق والإعلانات التجارية، وإذا انخفض عدد الجماهير الوافدين من تلك الدول، فقد تتأثر إيرادات كأس العالم سلبًا بملايين الدولارات.

البدائل والحلول المحتملة

في مواجهة هذه التحديات أكد خبراء رياضيون وسياسيون أن هناك عدة سيناريوهات يمكن العمل عليها قبل موعد انطلاق البطولة في يونيو 2026:

السيناريو الأول: استثناءات خاصة للمشجعين

أولها تقديم استثناءات خاصة للمشجعين الذين يملكون حجوزات مؤكدة في فنادق الولايات المتحدة قبل صدور قرار الحظر، لكن هذا الاقتراح يواجه رفضًا من بعض الجهات المحافظة لكونه قد يُعتبر انتهاكًا للقرار التنفيذي.

السيناريو الثاني: اللجوء إلى كندا والمكسيك

السيناريو الآخر يتمثل في تشجيع الحضور الجماهيري على حضور المباريات في المدن الكندية والمكسيكية، مع بثّ مباريات المنتخبات المتضررة في شاشات ضخمة لترفيع نسبة التواجد النفسي للجماهير.

السيناريو الثالث: التفاوض الدبلوماسي

وثمة احتمال للتواصل الدبلوماسي بين بعض الاتحادات الوطنية والدولة الأمريكية لإصدار تأشيرات خاصة للمشجعين في حالات استثنائية تكفل سرعة إصدار التأشيرة وتجنب الإجراءات الروتينية الطويلة.

في الختام.. هل ستُلغى المقاعد؟

مع اقتراب انطلاق الاستعدادات النهائية لكأس العالم 2026، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سنشاهد غيابًا لجماهير منتخبات مثل إيران والعديد من الدول العربية والأفريقية في المدرجات الأمريكية؟

الكرة تحتاج إلى جمهور

لقد بات واضحًا أن قرار الحظر يضع العديد من الرموز الكروية والشعوب الرياضية أمام تحدٍ غير مسبوق، قد يخلق فجوة بين الحضور الجماهيري والتفاعل الكروي العالمي. وفي المقابل، يبقى الأمل في الوصول إلى حلول وسط مع الجهات الأمريكية المعنية وتنظيم فيفا للبحث عن استثناءات جماهيرية عاجلة؛ إذ إن نجاح أي بطولة كبرى يتطلب تلاحم المشاهد مع أداء الملاعب، وهو أمر لا يمكن الاكتفاء فيه بإعفاء اللاعبين والمدربين فقط.

المزيد من المقالات